المأساة الإنسانية التي أطلقها المحتلون في مستشفيات غزة؛ مذبحة الأطفال لاغتيال الأطباء
عمليات جراحية صعبة دون تخدير في باحات المستشفيات مع أضواء الهواتف، انقطاع كامل للمياه والكهرباء والغذاء، وتكديس الجثث، ووفيات متواصلة للرضع والأطفال وحتى الأطباء، هي المشاهد التي تشهدها غزة هذه الأيام في ظل الوحشية للاحتلال الصهيوني. |
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، في ظل الوضع الذي يقاتل فيه نظام الاحتلال الصهيوني قواته المباشرة تصاعدت الحرب على مستشفيات غزة، ويستمر قصف هذه المستشفيات والمحتلون يركزون على تدمير مستشفى الشفاء باعتباره أكبر مجمع طبي في غزة يقدم أكبر قدر من الخدمات للمرضى والجرحى. وكان المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد أعلن أمس أن هذا المستشفى أصبح خارج الخدمة تماماً.
الكارثة الحقيقية التي أطلقها المحتلون على مستشفيات غزة
وأضاف لقد دقنا ناقوس الخطر للجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن الوضع الكارثي في المستشفيات ولكن لم نتلق أي رد .
كما أعلن الدكتور أحمد أبو نادي رئيس قسم الجراحة في مستشفى الشفاء أن هذا المستشفى لم يعد قادراً على تقديم الخدمات وأن الوضع كارثي. ولا يوجد كهرباء أو ماء في المستشفى، وتضطر الطواقم الطبية في بعض الأحيان إلى ترك بعض المرضى لمصيرهم ولا تستطيع فعل أي شيء لهم. ويتعرض حاليا 600 مريض وعشرات الأطفال في هذا المستشفى لخطر الموت بسبب استمرار انقطاع المياه والكهرباء، د.منير البرش مدير عام وزارة الصحة بغزة، في إشارة إلى إغلاق مستشفى الشفاء بشكل كامل وأعلن وفاة أحد الأطفال حديثي الولادة في هذا المستشفى. لقد شن نظام الاحتلال محرقة جديدة في غزة باستهدافه مستشفى الشفاء.
جميع المستشفيات في شمال غزة خارج الخدمة
“أشرف ال “قدرة” المتحدث الرسمي وفي وصف الوضع الكارثي لهذا المستشفى، قالت وزارة الصحة في غزة أنه عند مدخل مستشفى الشفاء، الذي أصبح ساحة مفتوحة للإسرائيليين، يرقد الجرحى والشهداء على الأرض، ونحن تتعرض للقصف من كافة الجهات. المستشفى معطل بشكل كامل ونحاول مساعدة المرضى والجرحى بالطرق الأساسية وبدون معدات، وأكد أن جميع مستشفيات شمال غزة معطلة ومستشفى المعمداني فقط لديه خدمات قليلة جداً والشكل المحدود نشط.
وفي الوقت الذي انقطع فيه أيضًا اتصال مستشفى الشفاء بالعالم الخارجي، أعلن يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن آخر رسالة قد تسمع من هذا المستشفى، مفادها أن كل سبل الحياة في مستشفى الشفاء استنفدت، والموت ألقى بظلاله على كل الجرحى والأطفال، وليس لهم مكان أفضل من مستشفى الشفاء. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن الدبابات الإسرائيلية تتواجد حاليا على بعد 20 مترا من مستشفى القدس وتقوم بإطلاق النار بشكل مباشر على المستشفى واللاجئين الذين لجأوا إليه.
محمد الماضي رئيس قسم الجراحة أعلن قسم مستشفى الرنتيسي المختص بالأطفال، أنه لا يوجد حاليا أي مكان في غزة يعالج الأطفال، وهذا يدل على أن الأطفال هم الأكثر معاناة من عدوان العدو. الصهاينة يحاصرون المستشفى منذ 3 أيام ويريدون منا أن نخرج من المستشفى لكننا لم نقبل، وقال “محمد زقوت” مدير عام مستشفيات قطاع غزة، عن الوضع الصحي والطبي الحرج للغاية إننا مستمرون في الاتصال بالأونروا ومنظمة الصحة العالمية، لكنهم يقولون إنه لا يوجد ما يمكنهم فعله. كما جرت مفاوضات مع الصليب الأحمر لإدخال بعض الوقود إلى المستشفيات، إلا أن الصليب الأحمر أعلن أن عناصر من جيش نظام الاحتلال تمنع دخول الوقود إلى غزة.
كما حذرت المنظمات الدولية من استكمال تدمير القطاع الطبي في غزة. وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود في هذا السياق أن اتصالات هذه المنظمة مع موظفيها داخل مستشفى الشفاء بغزة انقطعت، ونحن قلقون على حياة الأطباء والمرضى. وقف الهجمات على المستشفيات وحماية حياة الأطباء والمرضى ودعم المراكز الطبية ضرورة ملحة وشددت منظمة أطباء بلا حدود في بيانها على أن الهجمات على مستشفى الشفاء مستمرة في التزايد، في حين أن هناك مرضى داخل المستشفى لا يستطيعون التحرك . وتتعرض المستشفيات في غزة للقصف المستمر؛ بينما لا يزال المرضى والأطباء داخل المستشفيات.
حياة مليون طفل فلسطيني في غزة في خطر
منظمة الأمم المتحدة للطفولة ( كما تم تحذير اليونيسف من أن حياة مليون طفل فلسطيني في قطاع غزة معرضة لخطر جسيم بسبب الانهيار شبه الكامل للقطاع الطبي والصحي.
اليونيسف، في إشارة إلى فشل منظمة اليونيسف وأعلن مستشفى النصر والرنتيسي المخصصان للأطفال، أن استمرار الهجمات على هذه المستشفيات يهدد حياة الأطفال، وخاصة الأطفال الذين يخضعون لغسيل الكلى والرعاية الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، ليس لدى آلاف الأطفال في شمال غزة مكان آمن يذهبون إليه، وفي ظل تكثيف الهجمات وانعدام أي مرافق للحياة، فإن ظروفهم كارثية.
هجوم الغزاة على مستشفى الولادة واستشهاد طبيبين
على من ناحية أخرى أفاد مراسل الجزيرة صباح اليوم عن قصف مستشفى المهدي للولادة في حي النصر غرب غزة، وأعلن على إثره استشهاد طبيبين وإصابة عدد كبير من النازحين جراء التعدي على الاحتلال.إنهم خارج النظام تماما. وقصف المحتلون مستشفى الشفاء بالفسفور الأبيض. حالياً، هناك 39 طفلاً ورضيعاً في وحدة العناية المركزة معرضون لخطر الموت؛ لأنهم لم يعودوا يحصلون على الأكسجين.
عمليات جراحية بدون تخدير في ساحات المستشفيات مع ضوء الهواتف
وأضاف أن مستشفى القدس خارج الخدمة أيضاً النظام والقسم الوحيد الذي تنشط رعايته الخاصة بشكل محدود، والذي سيتوقف أيضًا خلال الساعات القليلة القادمة. ومن بين 35 مستشفى في غزة، هناك 20 مستشفى خارج الخدمة تمامًا. وترتكب هذه الجرائم بحق غزة أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وأضاف وزير الصحة في غزة أن عمق الكارثة في مستشفيات غزة وصل إلى درجة إجراء العمليات الجراحية دون تخدير و داخل ساحة المستشفى على ضوء الهاتف، وهذا حدث لم يحدث في التاريخ.
كما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أنه بسبب القصف المستمر للمستشفيات، قامت الوزارة ولا تستطيع الصحة تحديد العدد الدقيق للشهداء والجرحى. اليوم هو يوم الحرب على مستشفيات غزة، والمرضى والجرحى والطواقم الطبية واللاجئين داخل المستشفيات محاصرون من قبل جيش الاحتلال النازي، بينما لا يحصلون على الماء والغذاء.
هذا وذكر المكتب أن نظام الاحتلال ارتكب أكثر من 1130 مجزرة في غزة وبلغ عدد الشهداء أكثر من 11 ألف و100 شخص، منهم أكثر من 8 آلاف مواطن من النساء والأطفال، كما بلغ عدد الجرحى أكثر من ذلك. أكثر من 28 ألف شخص.
مصدر | وكالة تسنيم للأنباء |