اتساع نطاق حملة “لنترك إسرائيل معًا” بعد عملية اقتحام الأقصى/ فرار مئات الآلاف من الصهاينة في أقل من شهر
إن انتشار ظاهرة “الهجرة العكسية” وهروب الصهاينة الذي لا رجعة فيه من فلسطين المحتلة هو أحد أبرز نتائج عملية اقتحام الأقصى بالنسبة للكيان الصهيوني، وبعد 4 أسابيع من هذه العملية، مئات الآلاف من الفلسطينيين وفر الإسرائيليون إلى الخارج. |
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، بعد مرور أكثر من شهر على عملية اقتحام الأقصى التي لقد وجه ضربة قاصمة لنظام الاحتلال على كافة الأصعدة، وبعد تدمير أسطورة “جيش إسرائيل الذي لا يقهر” عام 2006 ضد حزب الله اللبناني، وهذه المرة المقاومة الفلسطينية، بعد عقدين من إخفاء قوة هذا الجيش. الجيش الذي يحظى بدعم عسكري غير محدود من الولايات المتحدة والغرب
اتساع ظاهرة الهجرة العكسية للصهاينة بعد عملية اقتحام الأقصى
بينما الحرب بين المقاومة الفلسطينية وجيش نظام الاحتلال مستمرة ولا مكان للأراضي المحتلة ليست آمنة للصهاينة، تكثيف عملية “الهجرة العكسية” أو رحلة الإسرائيليين التي لا رجعة فيها من فلسطين المحتلة وهي إحدى النتائج المبكرة لعملية اقتحام الأقصى بالنسبة للنظام الصهيوني المؤقت؛ بحيث يفضل الصهاينة العودة من حيث أتوا بدلاً من القتل في أرض ليست لهم.
بينما تظهر إحصائيات الإعلام العبري أن ما يقرب من 300 ألف صهيوني قاوموا بسبب خوفا من الهجمات الصاروخية أخلت المستوطنات وتذوقت النزوح لأول مرة بعد 7 عقود من الاحتلال في فلسطين، بحثت صحيفة “دي ماركر” الناطقة بالعبرية في ظاهرة الهجرة العكسية وأعلنت أن 230 ألف إسرائيلي خشية عواقبها الحرب مع غزة وكذلك الخوف من اشتعال الوضع في الضفة الغربية والتوترات المتزايدة على الجبهة الشمالية مع حزب الله اللبناني، فرت من إسرائيل (فلسطين المحتلة) خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
العبرية وأشارت صحيفة هآرتس إلى تأثير عوامل الحرب والأمن على تكثيف عملية الهجرة وذكرت عودة الصهاينة من الأراضي المحتلة، بحسب مركز الإحصاء التابع للكيان الصهيوني، أن عدد الإسرائيليين الذين غادروا إسرائيل (فلسطين المحتلة) بعد حرب 2014 مع غزة يصل إلى أكثر من 17 ألف شخص.
وبحسب هذا التقرير فإن نحو 800 ألف إسرائيلي غادروا فلسطين المحتلة إلى الأبد وليس لديهم رغبة في العودة إليها. كما أعلنت صحيفة معاريف أن أكثر من 756 ألف يهودي سيغادرون إسرائيل (فلسطين المحتلة) بحلول عام 2020. لقد غادروا بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وخاصة الخوف من تكثيف عمليات المقاومة الفلسطينية، وطبعا هذه الإحصائية من قبل الأقصى. معركة العواصف، مما يدل على أن الخوف من الانفلات الأمني وعمليات المقاومة هو أهم سبب ودافع للصهاينة للهجرة، وهو عكس فلسطين المحتلة. ولذلك يتوقع الخبراء الصهاينة أنه بعد عملية اقتحام الأقصى غير المسبوقة، والتي تسببت بأضرار لا يمكن تصورها لإسرائيل، يجب أن نتوقع موجة كبيرة من الهجرة العكسية للإسرائيليين.
بعد 10 أيام من بدء الحملة عملية اقتحام الأقصى المتحدث باسم جيش الاحتلال اعترف في مؤتمر صحفي بأن نحو نصف مليون إسرائيلي نزحوا داخليا وهو أمر غير مسبوق.
ظاهرة “تهجير الإسرائيليين” الجديدة
بالإضافة إلى ذلك، تم إخلاء المستوطنات المحيطة بقطاع غزة والمستوطنات الشمالية في فلسطين المحتلة بشكل شبه كامل بعد تصاعد الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله اللبناني. على الرغم من أن السلطات الصهيونية تحاول فرض رقابة على الأخبار المتعلقة بتهجير الإسرائيليين، إلا أن هناك الكثير من المعلومات حول الجديد ظاهرة “تهجير الإسرائيليين”.. كشفت عنها وسائل الإعلام العبرية.
وفي هذا السياق، أعلنت صحيفة “يديعوت أحرانوت” العبرية نقلاً عن رئيس جمعية فنادق فلسطين المحتلة، أن نصف الفنادق امتلأها المستوطنون حول قطاع غزة، ولم تعد الفنادق الأخرى قادرة على استيعابها. واعتبرت الهجرة العكسية للصهاينة أن ذلك نتيجة النفوذ المتزايد لسياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة وسيطرتها على كافة المؤسسات.
وفي تقرير أعدته مراكز الدراسات التابعة للكيان الصهيوني، يذكر أن تنامي ظاهرة الهجرة العكسية للإسرائيليين في الفترة الأخيرة يعود إلى الصراعات الداخلية لليهود، فضلا عن زيادة الشعور بالخوف وانعدام الأمن في ظل تصاعد الصراع مع اليهود. الفلسطينيون وغياب أي آفاق للتسوية السياسية. /p>
التوسع في فعاليات حملة “لنترك إسرائيل معًا”
كما أن حملة “دعونا نترك إسرائيل معًا”، التي انطلقت قبل بضعة أشهر بعد تولي حكومة اليمين المتطرف في النظام الصهيوني مهامها، كثفت أنشطتها بعد بدء عملية اقتحام الأقصى ودعت الإسرائيليين إلى على وسائل التواصل الاجتماعي ليبحث العالم عن وجهة آمنة لأنفسهم.
تشمل هذه الحملة مجموعات كبيرة على تطبيقات الواتساب ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى منظموها في الغالب من اليهود الأثرياء الذين يعيشون في الدول الأوروبية وأمريكا وكندا.
وتوسعت هذه الحملة في نشاطها مع بداية عملية اقتحام الأقصى وانعدام الآفاق الأمنية للإسرائيليين وتساعد حاملي جوازات السفر الإسرائيلية على الهروب من فلسطين المحتلة.
بعد هذه العملية المقاومة الكبرى فلسطين ضد النظام الصهيوني، انضم 5000 إسرائيلي إلى الحملة المذكورة ويطلبون من منظمي هذه الحملة المساعدة في إخراجهم من فلسطين المحتلة. مؤسس حملة “دعونا نترك إسرائيل معًا” هو رجل أعمال.. هناك رجل إسرائيلي ثري اسمه “مردخاي كهانا” قام عبر التاريخ بأنشطة واسعة لجذب اليهود للهجرة إلى فلسطين المحتلة. لكنه توصل اليوم إلى نتيجة مفادها أنه أخطأ في تحديد هدفه ووجهته وأن اليهود يجب أن يغادروا فلسطين. بقدر ما كان مردخاي كاهانا مصمما على جلب اليهود إلى فلسطين المحتلة في الماضي، فهو اليوم مصمم على إخراجهم من هذه الأرض. والآن تعمل كحركة، هدفها تشجيع الصهاينة على عكس الهجرة ونقل ما يقرب من عشرة آلاف شخص. الإسرائيليون من فلسطين المحتلة إلى أمريكا في المرحلة الأولى، وبعد تفاقم الأوضاع السياسية والأمنية لنظام الاحتلال، حان الوقت لإيجاد “وطن بديل” للصهاينة.
الزيادة في الهجرة اليهودية من فلسطين المحتلة في ظل التهديدات الخارجية ضد النظام الصهيوني، يواجه هذا النظام تحديا أمنيا كبيرا، خاصة في مجال القوى البشرية في الجيش؛ وذلك في وضع وصل فيه الصراع مع الشعب والمقاومة الفلسطينية إلى ذروته وأصبح تهديد محور المقاومة ضد المحتل محسوساً أكثر من أي وقت مضى.
مصدر | وكالة تسنيم للأنباء |