هزيمة إسرائيل الكبرى في غزة بحسب المحللين الصهاينة: استسلمت تل أبيب لحماس دون إنجاز واحد
وقيّم خبراء صهاينة التحديات التي تواجه هذا النظام بعد وقف إطلاق النار المؤقت في غزة، وأعلنوا أن إسرائيل اضطرت إلى قبول مطالب حماس دون الحصول على إنجاز واحد، كما أن إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين القدامى مثل حسن سلامة يمثل كابوسا كبيرا للقادة الإسرائيليين. |
وبحسب المجموعة الدوليةوكالة تسنيم للأنباء، رغم إجماع كافة الصهاينة على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليون الذين هم في أيدي المقاومة الفلسطينية، تختلف تقديرات المحللين العسكريين للكيان الصهيوني بشأن آليات هذا الأمر وعملية الحرب وتطوراتها، ويعتقد معظمهم أن وقف إطلاق النار له عواقب كثيرة. بالنسبة لإسرائيل، خاصة فيما يتعلق بأهدافها في الحرب.
يرى المحللون الصهاينة أن وقف إطلاق النار الحالي في غزة يظهر انتصار حماس وانسحاب إسرائيل، ونتيجة لفشل بنيامين حكومة نتنياهو في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. وعلى هذا الأساس نرى أن إسرائيل لا تستقبل أسراها بشعور الفرح والنصر؛ بل يتم تسليمهم بصمت، وهذا يوضح مدى الهزيمة التي مني بها قادة إسرائيل السياسيون أمام حماس، واضطروا للقبول بصفقة تبادل الأسرى بعد فشل العملية البرية لتحرير الأسرى.
إسرائيل لم تحقق إنجازاً واحداً
أعلن “ناحوم بارنيا” المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في مقال بعنوان “نقبلهم بصمت” أن إسرائيل وتدخل الحرب أسبوعها الثامن، وقد وصل تنفيذ وقف إطلاق النار المؤقت إلى ذروته. لقد بدأ الجيش الإسرائيلي حرباً غير محددة على غزة، ولكن عندما يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار، تطرح أسئلة كثيرة، مثل إلى أين نحن ذاهبون؟ ماذا نفعل هنا وإلى متى سيستمر هذا الوضع و…
وأشار هذا الخبير الصهيوني إلى أن أعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية، وعلى عكس ما يظهرونه ويقولونه في تصريحاتهم الصحفية، قد خلافات عميقة وأكد أن تبادل الأسرى كان مقبولا على مضض من قبل الإسرائيليين. لأننا عملياً لم نصل إلى أي من الأهداف المعلنة في العمليات العسكرية ولم نحقق إنجازاً واحداً. ولذلك، بعد المرحلة الأولى من تبادل الأسرى، لا تستطيع إسرائيل أن تقرع طبول النصر.
وأضاف، أن الرسائل التي كان نتنياهو يحاول ترويجها، هي أن إسرائيل حققت إنجازاً كبيراً في المفاوضات ; ادعاء بعيد كل البعد عن الواقع. نتنياهو يفضل دفن رأسه في الرمال. لأن أي نقاش حول موضوع وقف إطلاق النار يعرض حكومته للانهيار والسقوط، كما أكد محلل الشؤون العربية في صحيفة هآرتس العبرية رأي ناحوم بارنيا وأعلن أن تبادل الأسرى هو في الواقع “وثيقة تأمين”. لقيادات حماس ضد العمليات الإرهابية التي يروج لها نتنياهو.
وأشار إلى أن المؤسسة السياسية الإسرائيلية اضطرت إلى قبول مطالب حماس وتقديم التنازلات، وكان أهم التنازل الذي قدمته إسرائيل في عام وكان هذا الاتفاق هو الاتفاق على انسحاب قوات الجيش من شارع صلاح الدين الذي يعتبر المحور المركزي في نقطة الوصل بين شمال غزة وجنوبها، وهذا هو السبيل الوحيد لعبور آلاف النازحين. من شمال غزة. وعليه، تعهدت إسرائيل بعدم الاقتراب من اللاجئين وكل من يعبر هذا الطريق، حتى لو كانوا يتجهون نحو الشمال.
ويضيف هذا الخبير الصهيوني، أن هناك قلقًا كبيرًا من أن يتمكن أعضاء حماس من التحرك بحرية خلال فترة وقف إطلاق النار. إن بنود اتفاق وقف إطلاق النار سوف تشكل مشاكل صعبة لإسرائيل، خاصة بالنظر إلى طبيعة ومدة وقف إطلاق النار، كما أنها ستمنح حماس المزيد من الوقت لتنظيم قواتها. كما تم وقف إطلاق النار في ظل عدم الحديث عن إعادة جثث الأسرى الإسرائيليين.
إسرائيل تواجه أوقاتًا عصيبة
خبير “عاموس هرئيل” بدوره أعلن ضابط عسكري بارز في النظام الصهيوني في صحيفة “هآرتس” أن عودة عدد قليل من الأسرى الإسرائيليين لن تؤدي إلى السعادة في المجتمع الإسرائيلي، وأيام صعبة تنتظرنا لنا فيما يتعلق بمواصلة المفاوضات حتى نتمكن من إطلاق سراح المزيد من الأسرى. كما أن مهمة مواصلة الحرب لم تتضح بعد، ولا نعرف ما هو تأثير اتفاق وقف إطلاق النار على مستقبل العمليات البرية في غزة، فأهداف إسرائيل المعلنة في الحرب هي تدمير حماس وقوتها العسكرية. والإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين. ومع ذلك فإن عدداً كبيراً من الإسرائيليين، ومن بينهم جنود، ما زالوا أسرى لدى حماس، وستواصل حماس والفصائل الفلسطينية مناوراتها الحربية الأخرى وتكثيف الحرب النفسية ضد الإسرائيليين من أجل التوصل إلى اتفاق شامل لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب.
حرية الأسرى الفلسطينيين القدامى هي الكابوس الكبير للسلطات الإسرائيلية
لكن على المستوى العسكري يعتبر المحلل العسكري الصهيوني يوآف ليمور في إسرائيل هوم وترى الصحيفة أن حركة حماس سياسية، وأنها ستعتمد لعبة “شد الحبل حتى النهاية” لكسب الوقت لتحقيق أهدافها وإطالة أمد وقف إطلاق النار، في إشارة إلى فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة في حرب غزة، على حد قوله. وأضاف: “للأسف، في الوقت الحالي، لا يمكن التوصل إلى اتفاق أفضل لعودة الأسرى الإسرائيليين، ومع تقدم المفاوضات ستزداد مطالب حماس أيضاً، وفي الوقت نفسه ستتفاقم مشكلة إسرائيل أيضاً”. نحن نتحدث عن صفقات محتملة لتبادل الأسرى وربما اتفاق شامل. وعلى الرأي العام الإسرائيلي أن يفهم أننا أمام وضع مرير يتم فيه الحديث عن إطلاق سراح أقدم الأسرى الفلسطينيين، ومن بينهم حسن سلامة ومهند شريم وعباس السيد وإبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي، وهذا كابوس كبير للسلطات الإسرائيلية.p>
وفي النهاية، قال إن إطالة أمد وقف إطلاق النار وتمديده لإطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين والأجانب سيسمح لحماس بإطالة أمد وقف إطلاق النار، وفي الوقت نفسه ومع مرور الوقت، ستواجه إسرائيل تحدياً أكبر، وهو ما يتطلب وقف الحرب.
مصدر | وكالة للأنباء تسنيم |