رحلة لودريان غير المثمرة إلى بيروت/ محاولة فرنسا تسلل ملفات مهمة في المنطقة عبر بوابة لبنان
الممثل الفرنسي الذي زار لبنان الأسبوع الماضي على ما يبدو بهدف تفعيل ملف الرئاسة اللبنانية، لم يعر هذه القضية اهتماما كبيرا في اللقاء مع المسؤولين اللبنانيين، ويبدو أنه جاء إلى بيروت أكثر لاستعادة نفوذ فرنسا في لبنان. حالات أخرى في المنطقة. |
وعلى هذا الأساس، تطرح أسئلة كثيرة حول أجندة رحلة لودريان إلى لبنان لبنان خلال هذه الفترة. وخاصة أنه لم يكن لديه أي جديد يقوله عن ملف الرئاسة اللبنانية في لقائه بالمسؤولين اللبنانيين وحاول نقل الحديث نحو التطورات في الجنوب والصراعات المستمرة بين المقاومة اللبنانية وجيش الاحتلال. النظام الحاكم. وهذا الموضوع غيّر كل الأولويات، وبات واضحاً أن أمل اللبنانيين في إحداث فجوة في ملف الرئاسة اللبنانية مع وصول لودريان، ذهب أدراج الرياح، وأعلنت مصادر لبنانية مطلعة في هذا الصدد أن الممثل الخاص للرئيس الفرنسي والذي يتعامل جدول أعماله منذ تعيينه في هذا المنصب مع ملف الرئاسة اللبنانية، ولم يأت بجديد على بيروت واكتفى بإطلاق سلسلة من التصريحات المتكررة في هذا السياق وشدد على ضرورة انتخاب رئيس سريعاً.
محاولة فرنسا التسلل لقضية حرب غزة عبر بوابة لبنان
وذكرت هذه المصادر رحلة لودريان إلى بيروت في هذا الوضع وأثناء حرب غزة وهو على أعتاب شهرين، في إطار مساعي فرنسا لاستعادة نفوذها في المنطقة، والتي تبدأ بوضوح من البوابة اللبنانية. وبشكل خاص، لم يكن لباريس أي تدخل في لبنان أو غيرها من القضايا في المنطقة خلال الفترة الأخيرة، ولهذا السبب تحاول استغلال قضية الرئاسة اللبنانية لاستعادة نفوذها في المنطقة، بما في ذلك قضية الرئيس اللبناني. حرب غزة.
جان إيف في لقائه مع السلطات اللبنانية، تحدث لودريان أكثر عن القرار 1701، وبالطبع لم يذكر أن الصهاينة ينتهكون هذا القرار مراراً وتكراراً؛ بل أراد تخويف اللبنانيين من تبعات الصراعات في جنوب لبنان وتشجيعهم على التراجع في مواجهة عدوان النظام الصهيوني.p>
كما أن أحد المحاور الأخرى في رحلة لودريان إلى بيروت كانت تتحدث عن تمديد قيادة “جوزيف عون” في قيادة الجيش اللبناني. عدم اهتمام المندوب الفرنسي بالقضية الرئاسية اللبنانية خلال زيارته إلى بيروت يثير تساؤلات حول ما إذا كانت باريس تنوي ترك هذه القضية للدوحة؟
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أنه بعد رحلة جان إيف لودريان الجديدة إلى بيروت، لم يطرأ أي جديد على ملف الرئاسة اللبنانية، ولم يطرأ أي تغيير على مواقف الأطراف المعنية. في غضون ذلك، أفادت بعض المصادر أن حظوظ سليمان فرنجية، رئيس تيار الموردة والمرشح المدعوم من حزب الله، في الوصول إلى منصب الرئيس اللبناني، هي أكثر من غيره من المرشحين الآخرين. وبحسب هذا التقرير، فإن اللبنانيين المعنيين فالأحزاب لا تتمتع بالمرونة ولا تظهر مواقفها من مسألة انتخاب الرئيس، بل إنها أصبحت أكثر صرامة في التمسك بمواقفها. ويرى البعض أن نتائج حرب غزة يمكن أن تؤثر أيضاً على ملف الرئاسة اللبنانية؛ بحيث أن أداء المقاومة في الدفاع عن لبنان ضد عدوان العدو الصهيوني يمكن أن يسهل انتخاب سليمان فرنيجة كمرشح مدعوم من حزب الله.
وفي كل الأحوال فإن الأدلة تشير إلى أن عمل الفرنسيون في قضية الرئاسة اللبنانية شارفوا على الانتهاء، وهم أنفسهم لا يريدون الاستمرار في العمل في هذا المجال؛ لأنهم يعلمون أنهم لن ينجحوا. وعليه فإن كل الاهتمام الآن منصب على الجانب القطري، ومؤخراً سافر ممثل عن الدوحة إلى بيروت لهذا الغرض. وإذا تم التوصل إلى نتيجة واستطاعت الدوحة تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف اللبنانية، ولكن في كل الأحوال فإن الكرة الآن مفتوحة. والآن في ملعب اللبنانيين وإلى أن يبذلوا جهداً مستقلاً لإيجاد حل لانتخاب رئيس، لا أحد يستطيع مساعدة لبنان. بغض النظر عن المدة التي سيستمر فيها الفراغ الرئاسي في هذا البلد.
مصدر | وكالة للأنباء تسنيم |