مفاهيم ترددات طهران-موسكو في الصراع الفلسطيني؛ مجال للتمثيل المشترك
ويبدو أن بوتين يحاول تحسين صورة روسيا السياسية وتعزيز نفوذه في دول المنطقة من خلال التوفيق بين آراء دول المنطقة واستخدام الدبلوماسية السياسية لحل الصراعات الإقليمية، بما في ذلك غزة. نفوذ وحضور غير ممكن من دون التعاون الاستراتيجي مع إيران. |
وبحسب المجموعة الدوليةوكالة تسنيم للأنباء، فإن لقاء الرئيس فلاديمير بوتين بروسيا وسيد إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني، الخميس الماضي، فيما أعرب الجانبان عن ارتياحهما لتوجه العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون في مختلف المجالات، والقضايا المتعلقة بتنسيق الجهود للتعامل مع العقوبات التي فرضتها إيران. وتم تناول الغرب ضد البلدين، وكانت القضايا الإقليمية الساخنة، وخاصة أزمة غزة، في مقدمة المشاورات.
ويأتي هذا اللقاء في وقت تتباين فيه مواقف موسكو وطهران. وقد وجدت توافقا كبيرا بشأن معظم القضايا الإقليمية. ويمكن الإشارة إلى أهمية هذا اللقاء في الاستعجال في عقد هذا اللقاء بعد زيارة بوتين التي استمرت يوما واحدا إلى الإمارات والسعودية.
من ومن وجهة نظر السياسيين الروس فإن حجم التجارة بين روسيا وإيران زاد بنسبة 20% وحقق نتائج إيجابية وحظي بزخم جيد مقارنة بالعام الماضي.
في هذا اللقاء، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التزامات بلاده في المشاريع المشتركة مع إيران، والتي يمكن أن تكون إنشاء خط سكة حديد رشت – أستارا بإصرار جاد من البلدين في الموعد المحدد حوالي عام 2027. وسوف يؤتي ثماره.
وبحث الرئيس الروسي في لقائه مع نظيره الإيراني مشاريع البنية التحتية الكبرى بالإضافة إلى تطوير النقل والطاقة. كما أكد على الأهمية الخاصة لتوقيع اتفاقية الشراكة بين طهران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي وتوقع أن يتم عقد هذا الحدث بحلول نهاية عام 2023.
العمل الإقليمي المشترك
كان التركيز الآخر لهذا الاجتماع هو مراجعة أزمة غزة. وهي قضية تعتبر حاليًا من أهم القضايا في تحسين صورة روسيا السياسية في النظام الدولي.
وسبق أن ربطت طهران وموسكو القضية الفلسطينية، وتابعوا التحركات المشتركة في المحافل والعواصم الدبلوماسية. من وجهة نظر إيران وروسيا فإن دور الولايات المتحدة كمؤسس وداعم ومجهز لآلة القتل في قطاع غزة بارز جداً، ولذلك بذلت الدولتان جهوداً في المحافل الدبلوماسية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لهذه المنظمة لوقف أعمال العنف والإجراءات غير المبررة من قبل النظام الصهيوني.
علاوة على ذلك، منذ وقت ليس ببعيد، موسكو واستضاف في الوقت نفسه نائب وزير الخارجية الإيراني وممثلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، وهو ما يؤكد وجود جهود مشتركة مع طهران بشأن القضية الفلسطينية، وهذه الإجراءات تظهر دبلوماسية موسكو السياسية تجاه أزمة غزة.
إنجازات روسيا في الرأي العام
أعظم إنجاز حققته روسيا من أزمة غزة جاء في محكمة الرأي العام العالمي. وعلى عكس الغرب، ترفض موسكو وصف هجوم 7 أكتوبر بأنه إرهابي، وتعتبر أن تصاعد التوتر ناجم عن أخطاء سياسة الغرب. إن رد الفعل هذا وموقف روسيا تجاه أزمة غزة قد جعل روسيا تتفق مع المشاعر العامة في العديد من مناطق الشرق الأوسط.
دعم جميع المدنيين والتعبير عن الندم إن قتل الأطفال في غزة مؤشر على موقف روسيا تجاه فلسطين. وفي وسائل الإعلام الروسية، كان تصوير معاناة الفلسطينيين في غزة في دائرة الضوء، وشدد المسؤولون الروس على المخاوف الإنسانية مع تجنب أي انتقاد مباشر لحماس.
إن ميل موسكو نحو قضية فلسطين ليس بالأمر الجديد، لكن الكرملين عبر عن مواقفه بشكل أكثر وضوحا بعد أزمة غزة. ويعتبر بوتين الحرب بين إسرائيل وحماس فشلاً للدبلوماسية الأمريكية ويقترح أن تقوم موسكو بدور الوسيط بفضل علاقاتها الودية مع إسرائيل والفلسطينيين.
المؤلف: معصومة محمدي، خبيرة في القضايا الروسية
مصدر | وكالة للأنباء تسنيم |