المرحلة الأكثر حساسية في معركة غزة؛ 3 مزارات في جباليا والشجاعية وخانيونس
ويتعرض مجلس الوزراء الإسرائيلي لضغوط سياسية ودولية واقتصادية وهيبته في المرحلة الحالية من الحرب. |
المجموعة الدولية لوكالة أنباء فارس، ملاحظة ضيف: وصلت الحرب في غزة إلى مرحلة حرجة وحاسمة في الأيام الأخيرة، والقوات المقاومة الفلسطينية تلحق الآن خسائر بالجيش الصهيوني في أراضيها.
كان الصهاينة يقومون بعمليات نفسية ودعائية لأغراض سياسية بعد بدء الهجوم البري ودخول شمال غزة من خلال التقاط الصور مع مباني البرلمان المخلاة وأطلال غزة، بينما كانت قوات المقاومة استراتيجية “معركة الأحياء” تقوم على مبدأ الدفاع الفسيفسائي من حي إلى حي لإلحاق الضرر.
في هذا الإطار، بعد دخول قوات النظام المدرعة إلى الأحياء (لإستقرار و تنظيف) بعد انتهاء وقف إطلاق النار لمدة أسبوع، كما أشارت الإحصائيات إلى ارتفاع ضحايا الصهاينة بشكل ملحوظ، وكان معظم هذه الضحايا في حيي الشجاعية وجباليا شمال شرق وشمال غزة. هذا بينما زعم الصهاينة بعد 48 ساعة من بدء عمليتهم البرية الشهر الماضي أنهم احتلوا شمال غزة، لكن هذه المنطقة الآن أصبحت مستنقعهم.
تزعم وسائل الإعلام أنه تم تشكيل غرفة عمليات بحضور الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا لمساعدة النظام الصهيوني في هذه المعركة لتقديم تجارب التحالف المناهض لداعش للإسرائيليين. وبحسب هذه التقارير فإن الإسرائيليين يحاولون تطهير الأحياء الشمالية من خلال الاستفادة من التجربة الأمريكية في الفلوجة رداً على الهجمات الفدائية لقوات المقاومة التي تتمثل في فرق مكونة من ثلاثة أشخاص مسلحين بأسلحة مضادة للدروع. (ياسين 105).
لذلك، وعلى عكس النموذج الكلاسيكي القائم على دعم القوات الجوية للقوات المدرعة والبرية، يرسل الجيش الإسرائيلي قوات مدرعة دون مرافقة جنود حول الدبابات إلى داخل الأحياء. غزة من أجل التعرف على تواجد قوات المقاومة ومن ثم قصف موقعها بغارات جوية في أسرع وقت ممكن.
على الرغم من حجم القصف الجوي الكبير للنظام في هذه المنطقة ولا تزال الهجمات على الصهاينة مستمرة، وهي المركز الرئيسي للمعارك في الشمال، وتقع غزة في الشجاعية، حيث تمركز مقاتلو المقاومة في معركة غزة الأولى (حرب الـ 22 يوماً عام 2009). قادرة على إلحاق هزيمة قاسية بالقوات الخاصة الإسرائيلية في نفس المنطقة.
في الجنوب وفي منطقة خان يونس بغزة، زعم النظام الصهيوني أن هذا الحي هو المركز بسبب تواجد قيادات حماس واختباء أسرى الحرب، قامت بتنفيذ هجمات واسعة النطاق، وهو ما يشار إليه إعلامياً باسم “الحصار الناري”. قوات المقاومة في معركة خان يونس، على عكس معركة الجبالية والشجاعية، أكثر في موقع دفاعي، ورغم أن الصهاينة لم يتمكنوا بعد من دخول هذه المنطقة بشكل كامل، إلا أن حجم الصراعات مرتفع بشكل ملحوظ. . في هذه الأثناء، تنشط قوات “سيرت متكال” (كوماندوز خاصة من الجيش الإسرائيلي) في خان يونس، وتحاول الوصول إلى مقرات قيادات حماس أو أسرى الحرب الصهاينة في أسرع وقت ممكن. لكن حتى الآن لم يحققوا سوى خبر الاقتراب من منزل يحيى السنوار الخالي، واستئناف عملية تبادل الأسرى. ولذلك فإن نتيجة المعارك في مناطق جباليا والشجاعية وخانيونس الثلاث يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً سواء في المفاوضات الحالية لتبادل الأسرى أو أن تكون حاسمة في المستقبل السياسي لغزة وحماس. خاصة وأن وسائل الإعلام الغربية زعمت أن البيت الأبيض طلب من تل أبيب إنهاء الحرب بنهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل، وسيسيطرون على غزة كلها؛ لكن الآن لم يتحقق هذا الوعد، وفي الوقت نفسه، تشتد ضغوط حلفاء المقاومة على أمريكا في العراق وسوريا وباب المندب، ويزداد احتمال سيناريو الحرب الإقليمية في كل لحظة.
لذلك لا بد من الاستنتاج أنه من خلال تحديد نتيجة المعركة في المناطق الثلاث المذكورة، يمكن الحصول على صورة أوضح للمشهد السياسي في غزة بعد اقتحام الأقصى وحتى الاقتحام. يمكن عرض الوضع الداخلي للكيان الصهيوني.
تتعرض حكومة نتنياهو لضغوط من جوانب سياسية ودولية واقتصادية وهيبة. ومن ناحية أخرى فإن معاناة أهل غزة وصلت أيضاً إلى أعلى مستوياتها في هذه المعركة، والآن تجري المرحلة الأخيرة من معركة الإرادات في شوارع الشجاعية وجباليا وخانيونس.
ناشر | وكالة أنباء فارس |
|