تكرار انتصار الائتلافات الشيعية وتفاقم انقسام الطائفة السنية في انتخابات مجالس المحافظات العراقية
ورافقت انتخابات مجالس المحافظات العراقية مشاركة 41% من الشعب، ومقاطعة مقتدى الصدر للانتخابات، وخلافات عميقة في البيت السني، وتنافس عدة قوائم مختلفة من البيت الشيعي. |
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، وفقا لدستور 2005، يكون لكل محافظة مجلس منفصل. بشكل عام، تم إجراء هذه الانتخابات ثلاث مرات حتى الآن؛ وأجريت الجولة الأولى من انتخابات مجالس المحافظات العراقية في كانون الثاني/يناير 2005. الولاية الثانية عام 2009 والثالثة عام 2013. لكن الحرب الأهلية والإرهاب والنزاعات الداخلية أخرت عقد الولاية التالية لمدة 10 سنوات. كما أنه منذ عام 2019، عقب احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر، تم تعليق أعمال جميع مجالس المحافظات بناء على قرار مجلس النواب، والذي يتم تحديده خلال انتخابات مجالس المحافظات. النشاط الرئيسي لمجلس المحافظة هو خدمة المحافظة المنشودة وتنميتها، لكن بحسب المادة 123 من الدستور، يمكن لحكومة العراق الاتحادية تفويض صلاحياتها إلى المحافظات، مما سيزيد من صلاحيات مجلس المحافظة والمحافظ. في إدارة الشؤون
المسألة الأخرى التي تزيد من أهمية انتخابات مجالس المحافظات العراقية هي “المناخية”؛ وفقا للمادة 119 من الدستور، إذا طلب ثلث أعضاء مجلس المحافظة أو عُشر السكان المؤهلين لمقاطعة ما أن تصبح مقاطعة، فستكون الحكومة الفيدرالية ملزمة بإجراء استفتاء على تشكيل مقاطعة ما. محافظة في تلك المحافظة، وفي حال الحصول على موافقة أكثر من 50% من سكان المحافظة، سيتم إنشاء مناطق جديدة مثل إقليم كردستان. إذا أصبحت المقاطعة منطقة تتمتع بالحكم الذاتي، فلن يتم إجراء انتخابات مجالس المقاطعات بعد ذلك، ولكن سيتم إجراء انتخابات برلمانية محلية بدلاً من ذلك. مع نتائج انتخابات البصرة، يتم تعزيز الفرضية المناخية لهذه المحافظة.
إعلان النتائج
قادة الإطار التنسيقي العراقي الذين جاءوا بعدة قوائم بعد الانتخابات إعلان النتائج وأعلنوا تشكيل فصيل مشترك في بيت أبو الحسن العامري، وتمكنوا من الحصول على ما لا يقل عن 101 مقعدا من أصل 285 مقعدا في المحافظات الشيعية وشبه الشيعية، وبالتالي فإن فوزهم مؤكد. وهذا التنسيق النادر من قبل القوى السياسية الشيعية يعني أن المحافظين في المحافظات المرغوبة سيجتازون مرشح الإطار التنسيقي. وهذا الفصيل الذي يشكل أكبر ائتلاف فائز، باستثناء محافظتي كربلاء والبصرة، وفي بقية المحافظات الشيعية وشبه الشيعية، يمكنه تعيين المحافظ المطلوب من خلال برلمان تلك المحافظة، وفي حال فوزه الأداء الناجح لأي من الحكام، النصر السياسي في ذلك سيجلب السنة.
اسد العيداني محافظ البصرة الذي تمكن تشكيل “ائتلاف القرار” من الحصول على 12 مقعدا مقابل 10 مقاعد الاطار التنسيقي، فهو يملك الصلاحيات الصحيحة ليصبح محافظا لهذه المحافظة مرة اخرى. كما تمكن ناصيف الخطابي، محافظ كربلاء، من الحصول على 7 مقاعد مقابل 5 مقاعد، من خلال تشكيل “ائتلاف كربلاء المبدعين”، ووضعه هو نفسه أسد العيداني. وتمكن العيداني والخطابي، بأدائهما الرائع خلال فترتي 6 و4 سنوات في محافظتي البصرة وكربلاء، من التمتع بمكانة مرموقة في نظر الرأي العام، يمكن أن تؤثر على أدائهما السياسي في المستقبل.
حزب تحرير بزعامة “محمد الحلبوسي” رئيس مجلس النواب الأسبق والذي مضى أكثر من شهر على إلغاء ولايته النظام التمثيلي، تمكن أيضاً من تحقيق انتصار كبير على الأحزاب السنية الأخرى. ويساوي عدد مقاعد حزبه في بغداد عدد مقاعد ائتلاف النباني بزعامة هادي العامري (9 مقاعد) أو حكومة القانون نوري المالكي (9 مقاعد)، رغم أن هذا تعتبر المحافظة نصف شيعية. وفي محافظة الأنبار التي تعتبر القاعدة الأساسية للحلبوسي، يحتل حزب التوحيد المركز الأول بـ 7 مقاعد، إلا أن وضعه هش للغاية لأن ائتلاف “الأنبار حويتنا” بزعامة محافظ هذه المحافظة علي ويحظى الدليمي، الذي وجد خلافات عميقة مع الحلبوسي مؤخرا، بـ3 مقاعد، وحصل “تحالف السيادة” بزعامة خميس الخنجر على مقعدين، و”العظم” بزعامة مشاني السامرائي على مقعدين، و”حسم” بزعامة ثابت العباسي. وحصل أسامة النجيفي على مقعد واحد، وجميعهم يتنافسون على المركز الأول. وهذا يعني أن هذه الائتلافات من خلال تشكيل الفصائل يمكن أن تحصل على 8 مقاعد أمام مقاعد الأسبقية الـ 7، ولهذا فإن وضع هذه المحافظة غير معروف وغامض تماماً.
إقرار الانتخابات وعدم المشاركة
أعلنت الحكومة العراقية أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 41%، إلا أن بعض المراقبين قارنوا ذلك وذلك بسبب عدم وجود تغطية إعلامية دقيقة لمناطق التصويت، فلديهم شكوك مشروعة. وينبغي النظر إلى الرسالة الخطيرة المتمثلة في انخفاض المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات العراقية على أنها عدم شرعية العملاء والهياكل القائمة، التي تشكلت على أساس النظام الائتلافي. وفي الانتخابات البرلمانية لعامي 2021 و2010، تم تفضيل النظام الائتلافي على أصوات الأغلبية، وشعر بعض المواطنين العراقيين أن تأثيرهم في الآلية السياسية كان منخفضا، وأصبحت مصالح وضغوط الأحزاب القوية حاسمة في هذا الأمر. قضية. إن فقدان القاعدة الاجتماعية للسياسيين العراقيين سيجلب عدم القبول في البداية ومن ثم عدم الشرعية، الأمر الذي سيضع النظام البرلماني العراقي أمام اختبار صعب مع مرور الوقت.
علي بيدبو، خبير في قضايا العراق
مصدر | وكالة للأنباء تسنيم |