الكشف عن مفاوضات حدودية حساسة بين تل أبيب والقاهرة
أعلن مصدر مصري مطلع، عن المفاوضات الحدودية بين الكيان الصهيوني ومصر، وإحياء مشروع قديم يتعلق بتأمين الشريط الحدودي، وكشف في هذا الصدد، أن ثلاثة وفود من الشاباك سافرت إلى القاهرة خلال الأسبوعين الماضيين. |
وفقًا لتقرير المجموعة الدولية لوكالة أنباء فارس، أبلغ مصدر مصري مطلع عن المفاوضات الأمنية بين الجهات المسؤولة في مصر ومجلس وزراء الحكومة الصهيونية بشأن الوضع في قطاع غزة وأعلن أن المفاوضات بدأت منذ نحو أسبوعين في اللجنة المشتركة، ولا تزال المفاوضات العسكرية والأمنية بين الجانبين مستمرة. وتتعلق هذه المحادثات بأمن المنطقة الحدودية المشتركة والخطط وفق اتفاقية كامب ديفيد”. ويجري التحقيق في المنطقة الحدودية بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبحسب هذا التقرير فإن السلطات الأمنية تتفاوض منذ أسبوعين مع السلطات المصرية في هذا الشأن. وذلك بالتوازي مع المفاوضات المتعلقة بوساطة القاهرة بين تل أبيب وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وتأتي هذه المفاوضات بناء على اقتراح إسرائيلي لإحياء المشروع الذي طرح في نهاية نظام الرئيس المخلوع والمتوفى محمد حسني مبارك والمتعلق بترتيبات وإجراءات أمنية متقدمة على طول الحدود. الشريط الحدودي. وتشمل هذه الترتيبات “توسيع بناء أبراج المراقبة وتركيب كاميرات مراقبة متطورة وإضاءة الشريط الحدودي بالكامل”. ويتضمن الاقتراح أيضًا تركيب أجهزة استشعار تحت الأرض على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة بهدف التصدي للأنفاق التي يتم إنشاؤها للتهريب بين رفح المصرية وفلسطين.
وأوضح مصدر مصري مطلع: أن المشاورات حول هذا المشروع بين مسؤولي الأجهزة الأمنية لدى الجانبين حققت تقدماً كبيراً، حتى رفضت مصر إصدار بيان تحذيري للجانب الإسرائيلي بشأنه. وتم إيقاف أي انتهاك في هذا المجال بشكل كامل. لأن مصر تصر على أن هذه قضية سيادية وأنها تخص نفسها فقط، ولا يحق للجانب الإسرائيلي التدخل فيها بشكل مباشر”.
وبحسب هذا التقرير فقد اقترح النظام الصهيوني ومن المفترض أن تقوم أجهزة الاستشعار الموجودة تحت الأرض وبعض التقنيات الحديثة الأخرى الموجودة على السياج الحدودي وعلى الأرض بإرسال إخطارات تلقائية إلى الجهات المسؤولة في مصر وإسرائيل، وهو ما رفضته القاهرة. كما أتاح هذا النظام لتل أبيب أن تستهدف بطائراتها المناطق التي صدر منها التحذير، وهي المناطق التي قد تكون داخل الأراضي المصرية.
إحياء المشروع الإسرائيلي على الحدود مع مصر
وبحسب هذا المصدر فإن الجانب الإسرائيلي “يدرس التدهور” للوضع الاقتصاد المصري وبعض الحوافز الاقتصادية أنعشت هذا المشروع وحاولت الاستفادة من الضغوط الأمريكية على القاهرة وحاجة الحكومة المصرية لتوفير العملة لتنظيم وضعها، من أجل إنهاء سريع للعمليات العسكرية في قطاع غزة.
ولهذا السبب “دخلت القاهرة خلال الأسبوعين الماضيين نحو ثلاثة وفود من جهاز الشاباك (الأمن الداخلي الإسرائيلي)، ضمت مسؤولين عسكريين وأمنيين في حكومة الاحتلال، في المقابل، سافر وفد مصري أيضًا إلى تل أبيب لاستكمال المفاوضات المجزأة حول هذا المشروع”. وكانت مصر وقطاع غزة انعكاسًا لهذه المفاوضات.
توسيع المفاوضات بين القاهرة وتل أبيب
وبحسب هذا المصدر المطلع، فإن المحادثات بين القاهرة وتل أبيب توسعت في هذا الصدد، وموقف المؤسسات المصرية المهمة، الرافض تماما لتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة ونقلهم إلى مصر، تم النظر فيه أيضًا. لأن هذه المؤسسات اعترضت على رفع مثل هذه الأصوات المتطرفة في حكومة الاحتلال لتحقيق ذلك.
وبحسب هذا التقرير فإن هذه المفاوضات جرت إلى حد ما في اليوم التالي لحرب غزة. بمعنى أنه كان يناقش الترتيبات المتعلقة بالوضع الأمني الذي يؤثر على بيئة المنطقة سواء في الأراضي المحتلة أو في مصر.وقال الأشعل في حديث لـ”العربي الجديد” عن رحلة الوفد الإسرائيلي إلى مصر: “من الممكن أن تكون هذه الرحلات للتنسيق فقط حتى لا تشعر مصر بأن إسرائيل خانتها”.
وأضاف : هناك فرق بين مصلحة الوطن التي تتطلب دعم المقاومة، وحسابات النظام التي قد تتطلب التفاهم مع إسرائيل وأمريكا.
وذكرت القناة 12 التابعة لتلفزيون النظام الصهيوني يوم الجمعة الماضي أن وفدا من الشاباك سافر إلى مصر في الأسبوع نفسه للتباحث مع الجانب المصري حول العملية المحتملة للجيش الإسرائيلي في رفح.
اعتبارات مصر المحتملة للمشروع الإسرائيلي
نائب المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية: “مصر لديها تحفظات كبيرة على أي عملية عسكرية في هذه المنطقة أو حتى محور فيلادلفيا ولن تقبل بها بأي شكل من الأشكال”. إن تدخل جيش الاحتلال في هذه المنطقة خطير للغاية ولا يمكن السيطرة على آليات التعامل معه. لذلك، من المتوقع أن تتصرف القاهرة بحذر شديد في حال طلب مثل هذا، أو حتى الحديث عن سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا، وأوضح في العربي الجديد: “إذا تمكنت إسرائيل من تنفيذ هذه العملية وبغض النظر عن موقف مصر، فإنها لم تكن لترسل وفدا إلى القاهرة للحصول على موافقتها على تنفيذ مثل هذه العملية على الحدود، خاصة وأن الوقت ينفد أمام جيش الاحتلال”.
كما قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عصام عبد الشافي: “الحديث عن ضرورة سيطرة النظام الإسرائيلي على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) يخالف بنود معاهدة كامب السلام التي وقعها ديفيد” بين مصر والمحتلين. وإعادة احتلال هذه المنطقة يعني أيضًا إعادة احتلال جزء من شبه جزيرة سيناء، لأن هذا المحور يقع في منطقة د، وهي منطقة مدنية وتخضع لإشراف القوات الدولية، وعلى وفي الوقت نفسه فهي داخل أراضي مصر رسميًا.
يمتد محور فيلادلفيا أو صلاح الدين من البحر الأبيض المتوسط شمالاً حتى معبر كرم أبو سالم جنوباً على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة والتي ويبلغ عرضه حوالي 14 كيلومتراً، ولا يتجاوز عدة مئات من الأمتار. وبموجب اتفاقية “كامب ديفيد” الموقعة عام 1979، تم إنشاء هذا المحور كمنطقة عازلة. وقبل انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005، كان هذا المحور تحت سيطرة المحتلين، وكان ممنوعا حمل السلاح في هذا المحور. وفي سبتمبر 2005، وقع النظام الصهيوني بروتوكولًا مع القاهرة، تم بموجبه نشر 750 جنديًا من حرس الحدود المصري في هذه المنطقة بأسلحة خفيفة لمكافحة الإرهاب والدخول غير القانوني من الحدود ومكافحة التهريب.
ناشر | وكالة أنباء فارس |
|