فرصة بغداد الذهبية للتخلص من الهيمنة الأمريكية
إن الانتهاكات المتكررة للسيادة العراقية وتحديداً استهداف مقرات الحشد الشعبي واغتيال قادته أصبحت مزعجة للتحالف الأمريكي الموجود في هذا البلد وخلقت موجة جديدة من التحركات السياسية والعسكرية لطرد هؤلاء الغزاة. |
المجموعة الدولية لوكالة أنباء فارس “لقد جمعنا أكثر من 100 توقيع في البرلمان، إذا لم تأخذ الحكومة العراقية جدية” التحرك لترحيل الأميركيين، سنصدر قانونا جديدا من خلال تحديد جدول زمني لهذا الترحيل”. هذا ما قاله عضو مجلس النواب العراقي سعود السعدي، مساء الاثنين (8 كانون الثاني/يناير) في مقابلة مع قناة “نواة نيوز”.
صرح رئيس الكتلة القانونية في البرلمان العراقي، في إشارة إلى الخروقات الجوية والأرضية العراقية المتكررة من قبل القوات الأمريكية، أن البرلمان في دورته الرسمية وطالبت رسائل اليومين الأخيرين إلى مكاتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع بتوضيح حول عدد القواعد والقوات والمعدات و”المهام الاستشارية والتدريبية المزعومة لقوات التحالف الأمريكية”. وفي حال عدم استجابة هذه المؤسسات، بحسب اللائحة الداخلية لمجلس النواب، فسيتم إحالة هذا الموضوع إلى النظام القضائي خلال 15 يوما.
وفي الوقت نفسه فإن مقاومة العراق الإسلامية رداً على الانتهاكات المتكررة للسيادة العراقية واستمرار حرب غزة لا تزال تستهدف قواعد الاحتلال الأمريكي في العراق. المنطقة وآخرها وضع القاعدة الأمريكية في حقل العمر النفطي بسوريا بـ 30 صاروخا ردا على الهجوم الأمريكي على شاحنة عند معبر القائم – البوكمال وهجوم الطائرات المسيرة الليلة الماضية على قاعدة الرميلان ردا على اغتيال قائد عسكري عراقي في بغداد.
اشتباكات بين مجموعات المقاومة العراقية والقوات الأمريكية منذ 17 أكتوبر وفي الماضي اشتدت حرب غزة في ظل الدعم الأميركي، واستهدفت المقاومة أكثر من مئة قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة. كما استهدفت القوات الأمريكية مؤخرًا قادة هيئة الحشد الشعبي العراقي من خلال القيام بعمليات مباشرة ضد المقرات العسكرية العراقية. وكانت ذروة هذه المواجهة هي الهجوم بطائرة أميركية بدون طيار يوم الخميس (4 كانون الثاني/يناير) شرقي بغداد، والذي أدى إلى استشهاد “علي الصعيدي” الملقب بـ “أبو تقوى”، نائب قائد عمليات الحزام في بغداد.
ما الذي دفع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تسميتها “النهاية” مبرر تواجد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق للإعلان والحديث عن بداية الترتيبات لإنهاء تواجد قوات هذا التحالف ووصف هذا الموضوع بأنه التزام “لا رجعة فيه” الحكومة العراقية.
كما طالب سياسيون مقربون من تنظيم الحشد الشعبي في موقف موحد بضمان بغداد تنفيذ هذا الوعد الجديد بمقاضاة واشنطن لاستهدافها قوة رسمية تحت قيادة القوات العراقية. القيادة العامة للقوات المسلحة: في الوقت نفسه، بدأت تحركات جديدة في البرلمان لإلزام الحكومة بالتنفيذ الصارم لقرار طرد الأمريكيين (الذي تمت الموافقة عليه في يناير 2020)، ويتحدثون عن إصدار قانون جديد لإنهاء الاحتلال الأمريكي.
وبهذا الصدد، أعلن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي علي البندوي، في حديث مع وسائل الإعلام العراقية، اعتماد “خطوات حقيقية”. لعقد جلسة استثنائية للبرلمان للتحقيق في قضية انتهاك السيادة العراقية، وقال إن الولايات المتحدة، لأغراضها الأمنية، تقصف الدول التي وقعت على اتفاقية استراتيجية، لا شك. وأضاف “كما يحق للعراق الرد على تفجير المقرات الأمنية وشهادة قادته وأفراد أجهزته الأمنية”.
الأمريكيون الذين منذ بداية تشكيل تنظيم الحشد الشعبي اعتبروه عائقًا استراتيجيًا أمام تحقيق أهدافهم، وبسبب ودوره المهم في تدمير داعش، كانوا يبحثون عن طريقة لحله، حتى اليوم استخدموا مختلف الحيل لإخراجه من الأفق السياسي للعراق من أجل إذابة هذا الحاجز أمام استمرار الوجود في العراق، والنهب. الموارد واستغلال الموقع الاستراتيجي لهذا البلد. ولهذا الغرض، استخدموا أساليب مختلفة لقصف مواقعه، وتحركات واسعة ضده في الفضاء الإلكتروني، وتحريض التحركات الشعبية بهدف إضعاف رأس المال الاجتماعي للحشد الشعبي داخل البلاد.
عضو ائتلاف دولة القانون “سعد الملابي” يقول إن العديد من المؤسسات الحكومية الأميركية أصبحت تعتقد أن الحشد الشعبي لا يمكن حله إلا بالقوة والقوة العسكرية من المشهد العراقي، ولهذا السبب يبحثون عن “تصفية جسدية” لبعض كبار قادة هذا التنظيم وخلق خلافات بين هذا التنظيم والقوات المسلحة العراقية الأخرى، وقد تم إنشاؤه بفتوى المرجع الأعلى من الشيعة في العراق ويخضع لقيادة القيادة العامة للقوات المسلحة. إن اغتيال قادة الحشد الشعبي لن يؤدي إلا إلى تعزيز التزام عناصر هذا التنظيم بالدفاع عن الوطن والفتوى الصادرة لأنهم لا يخافون بل يتوقون للشهادة الخبير الأمني والإستراتيجي العراقي عبد الكريم خلف، مؤكداً أن الحشد الشعبي هو المؤسسة الوحيدة التي تتمتع بالشرعية القانونية والدينية والشعبية ولا يتواجد الأميركيون في غرف عملياتها، مشدداً على أنه يجب على الحكومة العراقية اتخاذ قرار عاجل لمنع المشهد السياسي العراقي من التصعيد. أصبح الأمر أكثر تعقيدًا، والآن تم تحقيق “الفرصة الذهبية للهروب من الهيمنة الأمريكية”.
ناشر | وكالة أنباء فارس |
|