الميادين استعرضت: الأبعاد والرسائل الاستراتيجية للهجوم الصاروخي للحرس الثوري الإيراني على أمريكا وإسرائيل
قامت وسائل إعلام عربية بارزة بتحليل الرسائل الاستراتيجية للعمليات الصاروخية الأخيرة التي قام بها الحرس الثوري الإيراني ضد مقر تجسس الموساد في أربيل وتنظيم داعش في سوريا، وكتبت أن إيران أثبتت قوتها ردا على أي حركة عدوانية. |
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، أصدر الحرس الثوري الإيراني، صباح أمس، إعلانات منفصلة عن تم الإبلاغ عن تدمير مقر تجسس الموساد في أربيل بالعراق وتنظيم داعش في سوريا بصواريخ باليستية. وقد حظيت عمليات الحرس الثوري الإيراني بتغطية كبيرة في وسائل الإعلام العالمية والإقليمية، وتم تقديم تحليلات عديدة حولها.
وكانت شبكة الميادين من أبرز وسائل الإعلام التي قامت بتحليل عمليات إيران المهمة ضد الموساد. مقرات تجسس في أربيل وداعش في سوريا، وهو ما نوضحه على النحو التالي:
أوفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بوعدها ودمرت أحد مقرات تجسس الموساد في أربيل بالعراق، ومراكز تدريب الإرهابيين في إدلب. سوريا بصواريخها الباليستية الاستراتيجية.. ولكن ما هي رسائل هذا الرد الإيراني الكبير على جرائم الصهاينة وداعش الأخيرة؟
إيران في أول رد استراتيجي لها على الجريمة الإرهابية التي حدثت داخل هذا البلد مؤخرا (في إشارة إلى الإرهابيين) جريمة كرمان)، استهدف أحد مقرات الموساد إقليم كردستان العراق بصواريخ باليستية عالية الدقة. وأعلن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في بيانه أن مقر الموساد الذي تم استهدافه، كان مركزا لتطوير عمليات التجسس والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في المنطقة، خاصة ضد إيران، وقام الحرس الثوري الإيراني بتدمير هذا المركز.
وفي بيان آخر للحرس الثوري الإيراني تم التأكيد على أنه تم استهداف مراكز تجمع الإرهابيين في سوريا وهذه العملية للحرس الثوري جاءت ردا على العملية الإرهابية التي نفذها في إيران مؤخرًا.
وسائل الإعلام: ووصف الصهاينة هذه العمليات بأنها غير مسبوقة؛ لأن إيران تمكنت من استهداف أحد المقرات المهمة للمجموعات التكفيرية في المنطقة المحتلة بإدلب من مسافة 1300 كيلومتر، ما ظلال استمرار عدوان نظام الاحتلال على أهل غزة؟، فمن الممكن أن يكون ذلك وأبرز رسالة كانت موجهة إلى النظام الصهيوني؛ لأنه في هذه العمليات تم استهداف المقر الرئيسي للموساد في أربيل. وبتدمير هذا المقر تكون إيران قد بعثت برسالة أمنية واضحة عنوانها أن كافة تحركات الموساد في المنطقة تحت المراقبة، وذلك بهدف تكثيف وتوسيع نطاق الصراع في المنطقة.
الوقت انتهت “بازان دير رو”
“هادي أوغاهي” المحلل السياسي الإيراني في مقابلة مع الميادين قال عن عمليات الحرس الثوري الأخيرة ضد الموساد وداعش إيران أثبتت بهذه العملية وأنه كلما تم اتخاذ أي عمل عدائي ضد هذا البلد، سيتم الرد عليه في الوقت والمكان المناسبين. بداية، تحمل هذه العمليات رسائل داخلية مفادها أن الحرس الثوري يفي بكل الوعود التي يقطعها، وأضاف أنه بعد استشهاد سردار سيد راضي موسوي، مستشار الحرس الثوري الإيراني في سوريا، خلال الجريمة الإرهابية التي ارتكبها النظام الصهيوني ومن ثم استشهاد صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في ضواحي بيروت، وبعد العملية الإرهابية في كرمان، وعد الحرس الثوري الإيراني بالرد على هذه الجرائم، واليوم تحقق هذا الوعد.
عمليات الحرس الثوري الإيراني كانت لها رسالة واضحة لأمريكا
من ناحية أخرى، قال “محمد عباس”، العميد المتقاعد في الجيش السوري، في نفس الوقت السياق، ما حدث اليوم في ظل معركة اقتحام الأقصى في منطقة الروخ، من فلسطين إلى اليمن ولبنان والعراق وسوريا وإيران، فضلا عن الرد الذي قدمته إيران لأعدائها بصواريخها الباليستية. الصواريخ، كانت رسالة واضحة لأميركا؛ فالأميركي الذي يواصل إثارة الفتن في المنطقة وارتكب عدواناً مؤخراً على اليمن، يدعم الإرهاب الإسرائيلي ضد غزة ويرى أنه يمكن أن يهدد محور المقاومة.
وتابع هذا الجنرال السوري المتقاعد وروسيا وإيران والصين تتابع تطورات المنطقة عن كثب، وتشكل مع دول محور المقاومة جبهة استراتيجية مهمة ستفاجئ أمريكا وتقضي على هيمنتها في غرب آسيا والشرق الأوسط برمته.
وذكر أنه بينما تحاول المنطقة والعالم تجنب حرب إقليمية وعالمية، يكثف الأمريكيون عدوانهم وحركاتهم العدائية في المنطقة. وأثبتت إيران بعملياتها الصاروخية أنه إذا استمرت أمريكا في زعزعة استقرار المنطقة، فإننا أيضا على استعداد تام لإشعال (تدمير) مصالح واشنطن في المنطقة. وفي الواقع فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى إلى تحقيق التوازن في المنطقة وكبح العدوان الأمريكي، وأكد العميد عباس أن هذه العمليات حملت أيضا رسائل للغربيين الذين حاولوا فرض وجودهم واستعمارهم الجديد للسيطرة على المنطقة. عسكرة البحر الأحمر.
وذكر المحلل العراقي بدوره في السياق ذاته، عمليات إيران الصاروخية ضد الإرهابيين الذين هم في الواقع عملاء ومرتزقة لإيران. أمريكا، وكذلك ضد مراكز الموساد، كانت لها رسالة واضحة وقد وصلت هذه الرسائل. محتوى هذه الرسائل هو أن الحرس الثوري الإيراني يراقب بشكل كامل ما تخطط له وتفعله إسرائيل الغاصبة والمجرمة. كما أن لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية معلومات مفصلة عن مقرات الأعداء.
وأكد العردوي أن هذه الصواريخ الباليستية الإيرانية استهدفت أماكن مهمة وحقيقية وقد تتكرر هذه العمليات مرة أخرى؛ وما لم تتوقف إسرائيل عن الإرهاب والجرائم النكراء التي ترتكبها اليوم ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فهي ليس لديها أي تهديدات، وهي مستعدة للقتال ضد أي جهة تتآمر على هذا البلد أو على محور المقاومة. كما أثبتت العمليات الصاروخية الإيرانية أن محور المقاومة في أعلى درجات الجاهزية ويتصرف وفق معلومات دقيقة وكاملة. ولذلك تتعاون كافة دول محور المقاومة لقطع الطريق أمام العصابات الإرهابية التي يحاول الموساد توسيعها في المنطقة.
عمليات الحرس الثوري الصاروخية تعمق سقوط وتراجع أمريكا في المنطقة
لكن هادي أوغاهي المحلل السياسي الإيراني واصل حديثه لـ”الميادين” وأكد أن العمليات الصاروخية الإيرانية ضد مقرات الموساد وداعش تحمل رسائل خارجية كثيرة إضافة إلى الرسائل الداخلية، أولها موجه إلى الولايات المتحدة، بأن واشنطن لا تستطيع المساس بأمن المنطقة أو ارتكاب أي جريمة والاغتيال كما تريد وفي أي مكان.
لكن الرسالة أن الجمهورية الإسلامية ما قدمته إيران للعدو الصهيوني هو أنه كلما ارتكب هذا النظام جريمة إرهابية فإنه سيواجه رد فعل صادم وكبير، وهذا الرد سيتم تقديمه بسرعة كبيرة. وفيما يتعلق برسالة هذه العمليات للعناصر الإرهابية، سواء الجماعات الإرهابية الانفصالية المتمركزة في إقليم كردستان العراق أو غيرها من الجماعات الإرهابية داخل سوريا والعراق، لا بد من القول إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية حذرت هذه الجماعات من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، التي تبلغ دقتها وقد تم إثبات مهارتها، ويمكنها الوصول إلى أي مكان يتواجد فيه الإرهابيون.
وإيران مستعدة للتعامل مع كافة التغييرات الاستراتيجية.
كما ذكر العميد محمد عباس وفي ذات السياق فإن دخول إيران في دائرة الصراع مع الإرهابيين في شمال سوريا يعني أنه لا يوجد خط أحمر في هذا الصراع وأن إيران مستعدة للتعامل مع التغيرات الإستراتيجية الحالية أو التغيرات التي قد تطرأ في المستقبل.
وفي النهاية توصل الجنرال السوري إلى نتيجة مفادها أن دقة وكفاءة الصواريخ الباليستية الإيرانية ونجاحها في تدمير الأهداف تظهر قدرتها العالية.
لكن صحيفة الغارديان الإنجليزية أعلنت قبل أيام قليلة قبل أن تصبح إيران اليوم القوة الأعظم في الشرق الأوسط، وليس أمريكا. تعمل إيران والصين وروسيا على إنشاء تحالف جديد في الشرق الأوسط من شأنه أن يقلل من نفوذ واشنطن.
وواصلت هذه وسائل الإعلام التأكيد على حقيقة أن الولايات المتحدة، بدعم من بريطانيا، اضطرت إلى استخدام القوة في المنطقة. رداً على الهجمات، أصبحت القوات المسلحة اليمنية تعكس واقعاً غير سارة يتمثل في تراجع نفوذ واشنطن السياسي، ودبلوماسيتها غير فعالة وتدمير سلطتها، بحسب تقرير صحيفة الغارديان والتطورات التي تشهدها المنطقة، خاصة بعد الحرب. العمليات الصاروخية للحرس الثوري الإيراني ضد مراكز الموساد وداعش، هل وصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها إيران، مقابل التراجع المتزايد للمحور الأمريكي الصهيوني في الشرق الأوسط، القوة الأكبر والأكثر نفوذا في الشرق الأوسط؟ مخصصة؟
مصدر | وكالة للأنباء تسنيم |