ماذا يجب أن أفعل في تل أبيب؟
هناك خلافات جدية بين كبار قادة النظام الصهيوني حول مستقبل الحرب، وهذه الخلافات استمرت داخل مجلس الوزراء أيضاً. |
وكالة أنباء فارس المجموعة الدولية – ملاحظة للضيوف: يسحق النظام الصهيوني قطاع غزة بأقوى قوة ممكنة منذ أكثر من مائة يوم. وأدت هذه الهجمات إلى مجزرة راح ضحيتها أكثر من 24 ألف شخص، لكن أمس، وفي خطوة غير متوقعة وفي ظل صمت إعلامي، انسحبت مدرعات النظام من شمال غزة. هذا فيما أصبح شمال غزة مسلخاً للواء جولاني ولم تتجه دباباتهم إلى أي مكان، ولم ينجح الصهاينة في جبهة خان يونس جنوب غزة.
يمكن سرد أسباب كثيرة لهذا الفشل الميداني للكيان الصهيوني، ولكن من وجهات نظر عديدة فإن الخلافات في المجلس الوزاري الأمني والمجلس الوزاري السياسي هي السبب الرئيسي لضعف وضعف الحكومة. ارتباك الجيش الإسرائيلي في الحرب. على سبيل المثال، من ناحية، داخل المجلس الوزاري المصغر، غانتس، وزير الحرب السابق، لديه خلاف مع يوآف غالانت، وزير الحرب الحالي، حول الاستراتيجية العامة للحرب، لأن غانتس يعتقد أن الأولوية يجب أن تكون للعملية. لتحرير الرهائن وإنقاذ حياتهم، ينبغي للمرء أن يتخذ خطوات شجاعة. هذا فيما يصر غالانت على عدم وقف الهجمات (خاصة الغارات الجوية) بحجة المفاوضات مع حماس ويجب مواصلة الضغوط، وأكد على موقف غالانت بشأن دعم الأسرى الذي قاله غادي آيزنكوت وزير الحرب السابق، وهو عضو في مجلس الوزراء الأمني، يتفق مع غانتس وقام بهجمات كلامية قاسية في الاجتماع الأخير. ووصف أسلوب المعركة الحالي بأنه أعمى وطالب بالكف عن الكذب وإيجاد أساليب جديدة، وهو ما عبر عنه تأييدا لرأي غانتس. لكن الاختلاف الأكبر داخل الحكومة هو بين بنيامين نتنياهو وغالانت في سياق المشهد السياسي ما بعد الحرب. منظر جمالي. في حين كشف جالانت قبل أسبوعين عن خطة المحاور الأربعة، التي أساسها إنشاء منطقة عازلة وتقسيم غزة إلى ثلاث مناطق (مثل الضفة الغربية)، يتم خلالها إدارة الشؤون المدنية والأمنية تسليمهم إلى تحالف دول عربية.
في المقابل، نتنياهو يبحث عن خطة لنقل الفلسطينيين إلى رواندا ويعارض تسليم شؤونهم إلى دول عربية بخطة على غرار أوسلو حيث تتمتع غزة بالحكم الذاتي المحلي. نتنياهو مهتم بتسليم الأمور إلى محمد دحلان مهر الإماراتي في غزة، رغم أن هذه الخطة لا تحظى بشعبية بين الدول العربية (مصر والسعودية) ويعجبهم خطة جالانت، رغم أنه لم يتم نشر أي رد فعل رسمي بهذا الشأن لذلك /p>
في هذه الأثناء، يقال إنه على الرغم من أن غالانت يعارض وقف الحرب مع غزة من أجل دفع المفاوضات السياسية مع حماس لإطلاق سراح الرهائن، إلا أنه مهتم بالتحرك. من جبهة غزة إلى جبهة لبنان في أسرع وقت ممكن لذلك، وفي إطار خطته ذات المحاور الأربعة، ستستمر الهجمات الجوية على غزة بطريقة مستهدفة، ولكن سيتم تكثيف تركيز الهجمات على جنوب لبنان لشن هجمات أكثر خطورة على حزب الله.
المجال الثالث للخلافات السياسية والعسكرية المتعلقة بالخلافات الخطيرة للفصيل اليهودي المتطرف (بن جوير، سموتريتش وم. سالم) مع الحكومة، لأن هذه الأطراف، وهم أعضاء في الحكومة أيضًا، يريدون استمرار الوجود العسكري البري في غزة وفي الوقت نفسه عمليات قوية بالقرب من لبنان. في المقابل، فإن غالانت وهيرزي هالوي لا يؤيدان هذه الخطة بسبب ارتفاع عدد الضحايا في صفوف الجنود في غزة، وقد تفاقمت الخلافات لدرجة أن هالوي قاطع اجتماعات مجلس الوزراء، وتصاعدت حدة الخلاف بين غاور وسموترتش وم.سالم بعد وقد عين شاؤول موفاز، وزير الحرب السابق (من الأحزاب اليسارية)، رئيساً للجنة تقصي الحقيقة في 7 أكتوبر/تشرين الأول. وشدد أعضاء الحكومة، رغم معارضتهم لموفاز بسبب خلفيته السياسية، على أنه ولا ينبغي للجنة تقصي الحقائق هذه أن تخاطب الحكومة وتقتصر على العسكريين، وقد وصل الخلاف الكلامي في مجلس الوزراء إلى درجة أن رئيس الوزراء قاطع الجلسة في منتصفها.
هذه الخلافات السياسية والعسكرية في حين أنه بحسب المصادر الصهيونية لا يوجد حتى الآن أي أفق للسلام في الوقت الحالي، كما أن خطط القطريين والمصريين لم تلفت انتباه تل أبيب بشكل كامل. وبطبيعة الحال، تزعم مصادر إعلامية في العالم العربي أن إسرائيل معنية باقتراح خطة سلام من قطر، يقوم على أساسها قادة حماس بمغادرة المنطقة مقابل وقف الهجمات على غزة.
ناشر | وكالة أنباء فارس |
|