تخوف الصهاينة من احتمال اندلاع انتفاضة وطنية في الضفة الغربية
وتشير بعض التكهنات في الأيام الأخيرة إلى أن عددا من الكتائب العسكرية التابعة للنظام الصهيوني تتحرك بهدوء من غزة إلى الضفة الغربية من أجل منع حدوث انفجار أو انتفاضة عامة في الضفة الغربية. |
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء
منذ عام 2007، ومع الأنشطة المنظمة والموجهة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أصبح هذا الحاجز أحد التهديدات الأمنية للنظام الصهيوني. وفي هذا الصدد، فرض الصهاينة منذ الأعوام نفسها حصاراً شاملاً على قطاع غزة وركزوا على الإجراءات الوقائية لمنع تصاعد المقاومة في هذه المنطقة.
إلا أن الأزمة الأمنية في الضفة الغربية، حيث اعتبرت لعقود عديدة مركز توسع حركات المقاومة الفلسطينية، بل ولعبت دورا لا يمكن الاستغناء عنه في الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية، مقارنة بقطاع غزة وهي ذات جغرافيا أصغر بكثير، ولديها قدرة أكبر على تهديد الأمن الداخلي للكيان الصهيوني.
أ انظر إلى موقع الضفة الغربية في فلسطين
تقع الضفة الغربية جغرافياً في وسط حدود فلسطين. وتمتد الضفة الغربية من الشمال إلى الحدود الشمالية لفلسطين، وهي قريبة من حدود فلسطين مع الدول الثلاث الأردن وسوريا ولبنان. ومن الشرق، ترتبط معظم حدود الأردن بالضفة الغربية. ومن الغرب تقع الضفة الغربية في قلب الأجزاء الوسطى من فلسطين المحتلة. هذه الأرستقراطية الجغرافية للضفة الغربية على حدود الأردن والأجزاء الوسطى من فلسطين المحتلة، جعلت النظام الصهيوني لا يتمتع بعمق استراتيجي، وبدلاً من ذلك تتمتع الضفة الغربية بالعمق الاستراتيجي لفلسطين.
إلى جانب ذلك، فإن وجود الموارد المائية والتربة الخصبة للضفة الغربية قد خلقا قدرات اقتصادية كبيرة على صعيد الزراعة والسياحة في الضفة الغربية، والتي إلى جانب معالمها التاريخية والقديمة القدرات السياحية، أدت إلى الامتياز في فلسطين. ولذلك فإن الضفة الغربية كانت دائما ذات أهمية أكبر بالنسبة للصهاينة نظرا للإمكانيات التي تم ذكرها إلى جانب العدد الكبير من السكان المتواجدين فيها، وكان الصهاينة وما زالوا أكثر حساسية لها مقارنة بغزة.
الوضع الحالي في الضفة الغربية
منذ عام 2015 وأثناء قيام النظام الصهيوني بتنفيذ مخطط تقسيم المسجد الأقصى زماناً ومكاناً، يتشكل صراع جديد في الضفة الغربية، والتي بدأت تحت عناوين مختلفة مثل الانتفاضة الثالثة، و”انتفاضة الأسلحة الباردة”، و”انتفاضة العمليات الفردية” و… وفي هذه العملية، نفذ الشعب الفلسطيني عمليات ضد الصهاينة بإجراءات فردية وبغض النظر عن التخطيط التنظيمي والجماعي، وبالنظر إلى القيود التي فرضها الصهاينة في الضفة الغربية، فقد نجحت أجهزة الاستخبارات والجيش في هذه العملية في استهداف الصهاينة. النظام الصهيوني في أزمة ومتاعب.
“العمليات الفردية” شهدت اتجاهاً متقلباً منذ عام 2015، وشهدت كثافة وضعفاً في فترات مختلفة . ومنذ عام 2021، وخلال معركة “السيف المقدس”، اتخذت أعمال المقاومة شكلاً أكثر تسليحاً، كما شهدت تنظيمات جديدة. أي أنه إلى جانب جماعات المقاومة التي أدخلت نواتها إلى الميدان في الضفة الغربية، تشكلت أيضاً مجموعات جديدة وناشئة مثل “عرين الأسود”، وأخذت الضفة الغربية صعوداً جديداً نحو الكفاح المسلح مع النظام الصهيوني.
تطورت أعمال المقاومة المسلحة في الضفة الغربية إلى درجة أننا شهدنا في العامين الماضيين إطلاق صواريخ محلية الصنع والصواريخ البدائية في الضفة الغربية باتجاه الأهداف الصهيونية. وفي الوقت نفسه، أصبح استخدام القنابل محلية الصنع ضد المركبات المدرعة التابعة للنظام الصهيوني أيضًا أسلوبًا حاليًا للقتال.
تطور العمليات المنظمة
قبل 2021 ومعركة شمشر القدس، ربما كانت نقطتان إلى ثلاث نقاط من الضفة الغربية للمنطقة هي محور أعمال المقاومة ضد الصهاينة، لكن منذ ذلك الحين تضاعفت نقاط ثقل عمليات المقاومة هذه. اليوم في الضفة الغربية، جنين، الخليل، نابلس، طولكرم، طوباس، رام الله، بيت اللحم، والقدس، كل منها هي نقطة ثقل لعمليات المقاومة. وهذا يعني أن العمليات المسلحة قد حلت محل العمليات الفردية وأن هذه العمليات المسلحة تتطور نحو تنظيمات جديدة.
وبالتالي فإننا نرى في المجالات المذكورة أعلاه تشكيل كتائب المقاومة. وتقوم الكتائب بتصميم وتنفيذ إجراءات مقاومة مستقلة ضد الغزاة، كما أنشأت هياكل دفاعية ضد هجمات الجيش الصهيوني.
الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية
الاقتصاد الفلسطيني هو اقتصاد زراعي تقليدي. يعتمد معظم الهيكل الاقتصادي للفلسطينيين على الأنشطة الزراعية والبستنة والأعمال التجارية التقليدية. كما ذهب عدد كبير من العمال الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة كعمال بسبب القيود التي فرضها النظام الصهيوني، وبهذه الطريقة حصلوا على الدخل وسبل العيش. ومع بدء معركة “عاصفة الأقصى”، منع النظام الصهيوني دخول العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة. وتسبب هذا الحظر في خسارة دخل جزء كبير من المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية.
إلى جانب هذه الإجراءات، قام النظام الصهيوني منذ ذلك الحين بداية الحرب، أدت إلى حجب إيرادات السلطة الفلسطينية، التي تشمل عائدات الضرائب والجمارك والخدمات. وقد أدى ذلك إلى عدم حصول الموظفين الحكوميين التابعين لمنظمات الإدارة الذاتية على رواتبهم بشكل كامل.
بالإضافة إلى ذلك، وبسبب اندلاع الحرب، انخفضت إيرادات السياحة. كما عانت التجارة من تراجع حاد، وكل هذا أدى إلى خلق اقتصاد ضعيف في الضفة الغربية. وأدى نقص السيولة إلى ركود الاقتصاد ونشوء نوع من الفقر في المجتمع الفلسطيني. كل هذا، إلى جانب الدافع الذي تعزز لدى شعب الضفة الغربية لدعم شعب غزة وحرية فلسطين، جعل من حدوث انتفاضة وشيكة أمرًا ممكنًا.
تحذيرات الأجهزة الأمنية التابعة للكيان الصهيوني
خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حذرت الأجهزة الأمنية التابعة للكيان الصهيوني حكومة النظام الصهيوني من وقوع انتفاضة في الضفة الغربية في تقارير عديدة. وفي الأسبوع الماضي، أعلن “هرتسي هولواي”، رئيس أركان جيش النظام الصهيوني، في تحذير جديد لمجلس الوزراء – والذي رافقه تأكيد قادة الجيش في الضفة الغربية – أن انفجارا في الضفة الغربية وقع. وشيك. وطالب “هولوي” بعقد اجتماع مستقل لمراجعة الوضع في الضفة الغربية.
نقل جزء من الجيش الصهيوني من غزة إلى الضفة الغربية في ظل صمت إخباري.. النظام الصهيوني من قطاع غزة. وبينما تصف وسائل الإعلام الصهيونية هذا الإجراء بأنه نتيجة للضغوط الأمريكية لتخفيف الضغط العسكري على غزة، تشير بعض التكهنات إلى أن بعض هذه الكتائب يتم نقلها من غزة إلى الضفة الغربية لتجنب انفجار أو انتفاضة شعبية في الضفة الغربية.
“إيتامار بن جوير” الوزير المتطرف في حكومة “نتنياهو” والذي يسيطر على وزارة الأمن القومي، طلب بداية الأسبوع الجاري وعرض على وزارة المالية 75 مليون شيكل (حوالي 22 مليون دولار) كتمويل إضافي لنقاط التفتيش في الضفة الغربية، وهو ما قوبل بمعارضة من وزير المالية. وكان “بن قير” قال إن قوات الحدود كانت تأتي إلى الحواجز الحدودية بمساعدة الشرطة ووزارة الأمن الداخلي، لكنها الآن أرسلت قواتها إلى غزة ولا تستطيع توفير القوة المطلوبة للحواجز. ولذلك، هناك حاجة إلى ميزانية إضافية لنشر قوات مدنية جديدة في الضفة الغربية.
ملخص القصة هو أن الضفة الغربية – التي من حيث الجغرافيا وأهمية التأثير على النظام الصهيوني – لديها قدرة أكبر من قطاع غزة الذي يقف على حافة انتفاضة عامة وتشتعل بسبب الحرب في قطاع غزة والمحنة للفلسطينيين في الضفة الغربية. والآن لم يعد أمام الصهاينة إلا سحب جزء من قواتهم من غزة وسط صمت إعلامي ونقلها إلى الضفة الغربية حتى لا تضربهم نقطة ضرباتها أشد فتكا من قطاع غزة بكثير.
مصدر | وكالة للأنباء تسنيم |