تخوف حكومة عبد الفتاح السيسي من عواقب استمرار الصراعات في البحر الأحمر على مصر
ويعتقد بعض محللي التجارة الدولية أنه مع استمرار أزمة الشحن في البحر الأحمر، ستكون مصر من أكبر "الخاسرين" في الصراع الفلسطيني. كما تؤكد الإحصائيات المنشورة أن حركة السفن التجارية عبر قناة السويس انخفضت بنسبة 36%. |
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، إحدى عواقب تآكل هجمات النظام الصهيوني على غزة، إنعدام أمن البحر الأحمر للسفن المرتبطة بموانئ النظام الصهيوني والحكومات الداعمة لتل أبيب.
مع بداية سلسلة الهجمات البرية الجوية للنظام الصهيوني ضد قطاع غزة، قرر محور المقاومة المرتكز على استراتيجية “وحدة الحقول” أن بحسب الإمكانيات والموقع الجيوسياسي والظروف المحلية لكل عضو في شبكة المقاومة، المصالح المتعلقة بالكيان الصهيوني وحلفائه ( (القيادة المركزية الأمريكية) في منطقة غرب آسيا يجب أن يتم استهدافها بطريقة “محدودة”، من أجل تمهيد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار، ورفع الحصار وتبادل الأسرى.
في هذه الحملة، يستهدف اليمنيون الجيش الوطني في وضعية مميزة لاستهداف جنوب فلسطين نظرا لموقعه شمال المحيط الهندي وسيطرته الكاملة على الخط التجاري السويس – باب المندب والاحتلال وانعدام أمن طريق التجارة البحرية مرفوعة/صورة /1402/11/24/14021124093625274293853210.jpg”/>
البحر الأحمر الأزمة وانخفاض مرور السفن التجارية عبر قناة السويس
سلسلة تصرفات اليمنيين أدت الحكومة في البحر الأحمر إلى أولاً، على واشنطن أن تتحدث عن تشكيل تحالف يعرف باسم “حراس الرفاهية” لإنشاء ممر آمن للسفن التجارية، ومن ثم، من خلال تشكيل تحالف عسكري مع بريطانيا، توجيه ضربات جوية إلى المواقع الاستراتيجية. أهداف في اليمن على جدول الأعمال.
ومؤخراً أعلن الاتحاد الأوروبي من خلال موافقته على خطة أنه يتابع عمليات عسكرية مخططة لما يسمى “” تأمين مرور السفن التجارية في البحر الأحمر”. وقد أدى تزايد التوترات في النطاق الجيوستراتيجي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى تعريض مصالح العديد من الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية المهمة للخطر. وفي الوقت نفسه، فإن ملكية مصر لقناة السويس جعلت القاهرة أحد الأطراف الرئيسية المشاركة في أزمة البحر الأحمر. وفي استمرار لهذه المذكرة، سنحاول إلقاء نظرة على فرص وتحديات هذه الأزمة البحرية بالنسبة لحكومة عبد الفتاح السيسي.
حاول إنهاء الحرب
مصر إلى السبب وراء وجود حدود مشتركة مع قطاع غزة وفلسطين المحتلة هو أكثر من اللاعبين الإقليميين الآخرين المشاركين في آثار حرب غزة. وخلال الأشهر الأربعة الماضية، حاولت القاهرة دائمًا المساعدة بصفة “وسيط” و”ميسر” في عملية نقل المساعدات الإنسانية لمنع تصدير الأزمة وتشكيل حكومة غزة المستقبلية.
يمكن تقييم عرض خطة مصر المكونة من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى وعودة السيادة الفلسطينية الموحدة على أنه محاولة لـ إدارة الأزمة في الحدود الشرقية لمصر. ولعل السلطات المصرية تشعر بقلق أكبر إزاء الخسائر المالية الناجمة عن أزمة البحر الأحمر، ووصول اللاجئين من معبر رفح باتجاه صحراء سيناء، واستمرار خط إيصال المساعدات الإنسانية، وإعادة سيطرة إسرائيل على نهر فيلادلفيا. المحور في جنوب غزة.
تأثير أزمة البحر الأحمر على انخفاض إيرادات مصر
يعتقد بعض محللي الأعمال الدوليين أنه مع استمرار أزمة الشحن في البحر الأحمر، ستكون مصر واحدة من أكبر “الخاسرين” في الصراع الفلسطيني. في الشهر الأول من هذا العام، انخفض دخل مصر من قناة السويس إلى النصف. وبلغ حجم الدخل من هذا الممر المائي الدولي في يناير 2024 428 مليون دولار فقط. هذا على الرغم من أنه في العام الماضي بسبب انعدام الأزمة الأمنية في المنطقة، وصل هذا الرقم إلى 804 ملايين دولار. بالإضافة إلى ذلك، في يناير 2024، تم الإعلان عن أن عدد السفن المارة بهذه القناة بلغ 1362، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 36% (2155) مقارنة بالعام الماضي.
الانخفاض الكبير في مصر في الدخل من قناة السويس – بلومبرج span
أعلن أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، في لقاء تلفزيوني مع قناة “ON TV”، أن وستحصل الحكومة المصرية على نحو 2.2% من ناتجها المحلي الإجمالي من إيرادات ميزان المدفوعات السنوية و1.2% من ناتجها المحلي الإجمالي من الإيرادات المالية من رسوم قناة السويس. وقد دفع هذا الأمر سلطات القاهرة إلى تسريع المفاوضات المالية مع صندوق النقد الدولي من أجل تعويض الأضرار المحتملة، حتى تتمكن من زيادة مبلغ القرض البالغ 3 مليارات دولار من هذه المؤسسة الدولية للخروج من الأزمة الاقتصادية.
ظهور مسارات جديدة
في التاريخ الكلاسيكي للعلاقات الدولية، كان أحد الأسباب الرئيسية هو اكتشاف “طرق جديدة” للمنافسة والصراع بين مصالح القوى العظمى في مختلف المجالات. وقد أدى انعدام الأمن (المؤقت) لطريق الشحن التجاري في البحر الأحمر إلى تعطيل 20% من التجارة العالمية. وفي أعقاب تصرفات المقاومة اليمنية ضد مصالح النظام الصهيوني في المنطقة، ارتفعت مبالغ التأمين والوقود للسفن بشكل كبير بسبب زيادة مخاطر الملاحة في شمال المحيط الهندي. وفي مثل هذا الوضع، أعلنت شركات الشحن الكبرى مثل “ميرسك” و”البحر الأبيض المتوسط” و”هاباج لويد” أنها تفضل الانطلاق من جنوب القارة الأفريقية بدلا من عبور طريق السويس-البحر الأبيض المتوسط التقليدي (25 يوما). أي كيب أوميدنيك (34 يومًا) الانتقال إلى أسواق الوجهة. وقد أدى هذا التطور إلى تغيير مسار العديد من السفن التجارية خلال فترة زمنية قصيرة وتأخير كبير في عملية إرسال كافة أنواع البضائع من الحبوب والوقود وغيرها إلى موانئ الوجهة.
تغيير مسار السفن التجارية من قناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح
هناك طريق مهم آخر نتيجة للأزمة الحالية في البحر الأحمر يمكن أن يسمى الممر البري “الخليج الفارسي-البحر الأبيض المتوسط”. وفي السابق، كان من المفترض إطلاق الخط الأرضي “دبي-حيفا”، لكن أعمال المقاومة اليمنية في شمال المحيط الهندي تسببت في تشكيل طريق جديد بمشاركة بعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
في هذا المسار الجديد ترسو السفن في موانئ الإمارات أو البحرين ثم تتجه إلى فلسطين المحتلة ومصر عبر الطريق البري للسعودية والأردن. وبحسب المعلومات التي نشرتها مصادر عبرية، فإنه في هذا الطريق الجديد تم توفير ما يقرب من 80% من وقت النقل، وفي الوقت نفسه، لم يعد من الضروري على تل أبيب دفع التكلفة المرتفعة للتأمين أو الوقود للسفن . وتعد شركات “موانئ دبي العالمية” و”اسكندريا” و”تراكنت” و”بيور ترانس” من بين المشغلين الرئيسيين لهذا الطريق البري الجديد.
بعد حرب قناة السويس عام 1956، لم تتأثر منطقة السويس-باب المندب بالصراعات الجيوسياسية في شرق البحر الأبيض المتوسط في أي وقت مثل اليوم. وبحسب رويترز، فإن ما يقرب من 60% من المصريين يقتربون من خط الفقر أو تحته. أدت المشاكل الاقتصادية المتزايدة مثل التضخم الجامح، وانخفاض قيمة العملة الوطنية، والضغوط الناجمة عن المهاجرين الأجانب، وزيادة البطالة، وما إلى ذلك، إلى ظهور العبء الاقتصادي لأزمة البحر الأحمر بشكل متزايد في الاقتصاد المصري. ورغم أن تصرفات المقاومة اليمنية تعزز إمكانية وقف إطلاق النار في غزة؛ لكن استمرار هذه العملية يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة للاقتصاد المصري.
مصدر | وكالة للأنباء تسنيم |