ملاحظة|نهاية اجتماع الدوحة؛ من فشل فرضية صفقة طالبان ــ أميركا إلى توجه كابول نحو «المنطقة»
ورغم هوامش النص الملونة، إلا أن اجتماع الدوحة انتهى من دون حضور طالبان، ووجه رسائل واضحة إلى أميركا والدول الغربية والمنطقة والمعارضة. |
المكتب الإقليمي وكالة تسنيم للأنباء، غذت حركة الاجتماعات حول أفغانستان، خاصة خلال الشهر الماضي وإعلانها السابق لأوانه، سوق التكهنات والاتهامات وحتى الشائعات. وقد فعلت ذلك أطراف مختلفة كانت تستعد لحدث كبير في الدوحة، وحتى لا تتخلف عن هذه القافلة، لم تتخل عن أي اهتمام في الفضاء الافتراضي وغير الافتراضي، فضلا عن حضور هذه اللقاءات.
وبشيء من التساهل يمكن القول إن شرارة هذه الضجة بدأت منذ اجتماع مجلس الأمن في ديسمبر/كانون الأول الماضي والتأكيد على تعيين ممثل خاص جديد لأفغانستان تقرير لفريدون سينيرلي أوغلو منسق الأمم المتحدة لشؤون أفغانستان، تمت الموافقة عليه بأغلبية 13 صوتاً إيجابياً وامتناع الصين وروسيا عن التصويت.
في هذا القرار، سئل الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى التشاور مع أعضاء مجلس الأمن و المجتمع الدولي، للحصول على آراء الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة السياسيين المعنيين في أفغانستان، بما في ذلك السلطات المعنية والنساء الأفغانيات والمجتمع المدني، لتحديد ذلك. وينبغي الاستعانة بممثل خاص لتنفيذ توصيات وتقييم السيد أوغلو.
وواجه هذا القرار معارضة حكومة طالبان، لكنه خلق ضوءًا أخضر وأملًا لمعارضي الحكومة الحالية في كابول، التي تغلق أبوابها دائمًا للحصول على الدعم.
التأكيد على التقارب الإقليمي كبديل للخطط الأمريكية
حكومة طالبان في الخامس من بهمن باستضافة سفراء وممثلي دول المنطقة و وحاولت آسيا الوسطى في كابول تحييد طلب الغربيين بدعم من الولايات المتحدة والضغط من خلال الأمم المتحدة من خلال التأكيد على التعاون الإقليمي ومعارضة تعيين ممثل خاص إضافي لأفغانستان.
وأكدت طالبان إن فرض النسخ الأجنبية دائما ما يجعل الوضع أكثر تعقيدا في أفغانستان، لكن بعد نشر الدعوة الرسمية لطالبان لحضور اجتماع الدوحة، تزايدت تعليقات المجموعات المحلية والأجنبية ومختلف الأفراد من الخبراء. من جانب مجموعة الأزمة لبعض المعارضين والمؤيدين لهذه العملية، تكاثرت التكهنات حول زيادة أهمية الدوحة، وفي هذا الصدد، شبه الناس وبعض وسائل الإعلام لقاء الدوحة باجتماع “بن”، حتى أنهم تحدثوا عن ما وراء الكواليس. مشاهد الاتفاقيات مع أمريكا والمفاوضات بين واشنطن وطالبان منذ سنوات، وتصوروا طريقة المشاركة الشاملة في الحكومة المستقبلية وقضايا مثل هذه لهذا الاجتماع.
كما أن الاتحاد الأوروبي والممثلين الأمريكيين حاول قبل عقد اجتماع الدوحة مع دول آسيا الوسطى في بيشكيك. وخلال رحلة استغرقت أربعة أيام إلى أفغانستان، أعلن عن عقد اجتماع بيشكيك قبل أسبوع.
وقال للصحفيين في كابول إنه كان كذلك. متفائل باجتماع الدوحة. ويعتبر فرصة مهمة وهناك أمل في حل تحديات أفغانستان، وتزايد اقتراب اجتماع الدوحة الخاص بأفغانستان بالتزامن مع اجتماعات كبار المسؤولين في الأمم المتحدة لتشجيع حركة طالبان على حضور الاجتماع، فيما لم ترد تفاصيل عن موعده. تم نشر المحتوى، وترغب حكومة طالبان أيضًا في حضور الاجتماع لتلقي الهيكل التفصيلي وجدول الأعمال وتكوين هذا الاجتماع. وكان الاجتماع مشروطًا.
وبعد جهود لإقناع حكومة طالبان، أي منها ولم يذهب المسار إلى أي مكان، فقد أصدرت بعض الدول والمؤسسات الغربية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية واجتماع ميونيخ وبعض المعارضين الأجانب، بيانات حول قضايا حقوق الإنسان، واعتبرت الإنسانية والمرأة الشرط الأساسي لاندماج أفغانستان في النظام الدولي. كما قامت وسائل إعلام المعارضة بمحاولة عقيمة بالاستناد إلى ماضي محادثات الدوحة، وأخيراً لم تشارك حكومة طالبان وعقد اجتماع الدوحة في 29 بهمن، وانتهى في 30 بهمن دون نتائج تذكر وتركت جهودها إلى ما يليه. اجتماع مجلس الأمن.
رسالة الدوحة إلى الغرب وأمريكا والمعارضة
بالنظر إلى ما قبل اجتماع الدوحة وبعده، يبدو أنه تم إرسال عدة رسائل إلى الغربيين والمعارضة والمؤسسات الدولية.
1- لم تكن حكومة كابول تريد أن توضع في موقف حيث يجب أن يكون كل شيء محددًا مسبقًا وأن يكون ضمن عمل منجز.2- أي شيء فالاجتماع حول أفغانستان دون حضور حكومة كابول لن يحقق النتيجة المرجوة، كما لم يسفر عن أي نتائج في الدوحة رغم الكثير من الدعاية.
3- حكومة طالبان غير مستعدة للتفاعل مع الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة بأي ثمن وحتى الاعتراف بها.
4- أظهر هذا اللقاء جيداً أن معارضي حكومة طالبان موجودون فقط في الفضاء ولهم وجود افتراضي و لا تفعلوا شيئا عمليا.
5- حكومة طالبان موجهة نحو دول المنطقة وتفضل العلاقات الثنائية المبنية على المصالح المتبادلة.
6- تزايد علاقات الدولتين حكومة طالبان وغيرها من الدول لا تدار من قبل دولة معينة، ولكن مصالح أفغانستان هي التي تحددها.
7- لقد أظهرت رواية اجتماع الدوحة بوضوح أن حكومة طالبان أمر واقع وعلى الأقل لا يوجد بديل لها. ومن المتصور لذلك.
مصدر | وكالة للأنباء تسنيم |