Get News Fast

عقد بقيمة 35 مليار دولار بين الإمارات ومصر؛ اتفاق سياسي أم اقتصادي؟

ووقعت أبوظبي عقدا مع القاهرة بقيمة 35 مليار دولار، ويقال إنها ستستثمر 150 مليار دولار في هذا المشروع مستقبلا. ليس فقط المسؤولون والخبراء الإماراتيون، بل حتى جزء مهم من الأوليغارشية المصرية، يقومون بتحليل هذا العقد من وجهة نظر سياسية.

أخبار دولية –

بحسب المجموعة الدولية وكالة أنباء تسنيم، يوم الجمعة 4 مارس (23 فبراير) وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي عن عقد كبير مع الإمارات بقيمة 35 مليار دولار. وبموجب هذا الاتفاق سيتم تسليم منطقة “رأس الحكمة” بمحافظة “مطروح” الواقعة شمال مصر إلى الإمارات لبناء مدينة سياحية هناك. وسيكون هذا أكبر عقد حكومي في مصر منذ عام 2019.

وفي الحفل الرسمي، وقع هذا العقد “عاصم الجزار”، وزير الإسكان المصري، و” محمد حسن السويدي وزير الاستثمار بدولة الإمارات العربية المتحدة ووقع ممثلو الطرفين. وحضر هذا الحفل أيضًا بعض المسؤولين المصريين رفيعي المستوى مثل محافظ البنك المركزي حسن عبد الله ووزير السياحة أحمد عيسى. ومن المتوقع أن يتم استثمار ما يقرب من 150 مليار دولار في هذا المشروع!

جاء هذا المشروع بمساعدة خزائن الحكومة المصرية الفارغة، في حين أن موعد استحقاق ديون القاهرة الخارجية قد وصل إلى حوالي 165 مليار دولار أثرت الأزمة الاقتصادية على مختلف مستويات هذا البلد. ولهذا السبب يطرح السؤال هل يجب حقا تحليل هذا المشروع بالمنطق الاقتصادي أم بالمنطق السياسي؟ =”RTL”>رئيس وزراء مصر يقسم عقد رأس الحكمة البالغة قيمته 35 مليار دولار إلى قسمين:

  1. الشق التنفيذي (الإنشائي): من المفترض أن يغطي هذا المشروع مساحة قدرها 170.8 مليون متر مكعب. وسيتم في هذه المنطقة بناء مدن البناء والفنادق الفاخرة والمراكز السياحية الجذابة ومراكز الترفيه الثقافية والمدارس والجامعات والمستشفيات ومراكز الخدمة. وبالإضافة إلى ذلك، يتم تخصيص جزء من المنطقة للمنظمات المالية والصناعية. وينبغي أن يضاف إلى ذلك مرسى ومجموعة من السفن السياحية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم بناء مطار جنوب مدينة رأس الحكمة. ويأمل المصممون أنه مع تنفيذ هذا المشروع سيتم إضافة 8 ملايين شخص إلى عدد سائحي هذه المنطقة كل عام.
  2. الجزء المالي: في هذا المشروع ستحصل الحكومة المصرية على 35 مليار دولار من الإمارات، منها 15 ملياراً سيتم تسليمها هذا الأسبوع. وقام صندوق الاستثمار الحكومي في أبوظبي بتحويل 10 مليارات دولار و5 مليارات من ودائع أبوظبي في البنك المركزي المصري متاحة لحكومة القاهرة. وسيتم سداد الـ 20 مليار المتبقية خلال الشهرين المقبلين، منها 14 مليارًا نقدًا، والـ 6 مليارات المتبقية ستكون الوديعة التي أودعتها أبو ظبي في البنك المركزي المصري كضمان. وبالإضافة إلى ذلك فإن ربح هذا المشروع سيكون حصة أبو ظبي 65% وحصة القاهرة 35%، وقد كتب اقتباس من صندوق القبضة الاستثماري (المستثمر الرئيسي في هذا المشروع) أنهم استثمروا 24 مليار دولار في المشروع. وتنمية هذه المنطقة وسيتم توفير 11 مليار للبنك المركزي المصري للاستثمار في مشروعات أخرى ضخمة في جميع أنحاء مصر.

    بنود غامضة

    ومع ذلك، تظل تفاصيل هذا العقد سرية وقد تسبب هذا في العديد من التكهنات. فعلى سبيل المثال، ليس من الواضح ما إذا كانت الإمارات ستصبح المالكة لهذه المنطقة أم ستستفيد من استثمارها كمستثمر لفترة زمنية معينة؟ أو يقال أنه سيتم استثمار 150 مليار دولار، في أي إطار زمني سيتم هذا الاستثمار؟ أو في أي إطار زمني سيتم الانتهاء من مشاريع البناء؟ وفي هذه الحالات، لم يتم نشر أقل قدر من المعلومات في الفضاء الرسمي وحتى في وسائل الإعلام المصرية أو الإماراتية البارزة!

    النقطة الثانية والأهم هي أنها غير واضحة. أن شركاء أجانب سيشاركون أيضاً في هذا المشروع أم لا، وتكمن أهمية هذا الأمر في ما إذا كانت الإمارات ستكون بوابة لدخول الكيان الصهيوني، أو أنها ستخلق منصة للمنافسة بين الصين والولايات المتحدة. وفي هذه الحالات لم يتم نشر أقل المعلومات!

    أصل القصة؛ سياسي أم اقتصادي؟

    لكن الجزء الأهم من القصة هو أن الإمارات قامت بهذا الاستثمار الضخم بمنطق اقتصادي، أم أن دوافع سياسية هي التي تسببت في نقل هذا المبلغ الضخم المبلغ للقاهرة؟ وفي هذا السياق، فإن نوعية رواية النخب الإماراتية من الدرجة الأولى حول هذا العقد جديرة بالاهتمام، فقد حصل على لقب “المستشار السياسي لرئيس الوزراء”، ووصف هذا الاتفاق بأنه خطوة مهمة في اتجاه تعميق وتعزيز تعزيز العلاقات بين القاهرة وأبو ظبي “من خلال الاقتصاد”! وكتب في هذا الصدد: “مشروع رأس الحكمة مبادرة جديدة لتعزيز العلاقات بين الإمارات ومصر من خلال عدسة الاقتصاد والاستثمار. وسيكون البلدان شريكين مهمين لبعضهما البعض في الماضي والحاضر والمستقبل”.

    وكتب خلف الحبتور، الاستراتيجي والمستثمر الإماراتي الشهير، في هذا الصدد: “إن البلدين حكومة الإمارات العربية المتحدة لم تكن يوما أشقاءها وأصدقائها، ولا تتركها بمفردها وهذه النقطة هي المبدأ الأساسي في أخلاقنا وشخصيتنا وتعلمناها من مؤسسي دولتنا وأمتنا». وأضاف: «مصر أحد الركائز الأساسية للوطن العربي ونحن ملزمون بأن نكون معهم». في الأوقات الصعبة. وفي الإمارات نستمع لنداء الأخوة.”

    كما يكتب “هاني مشهور” أحد الخبراء الإماراتيين البارزين في هذا الشأن: “الإمارات لها نفوذها وقوتها من خلال المواقف الواضحة لقائدها الشيخ محمد بن زايد. ويعتبر مصر أحد محاور أمن الوطن العربي.. والأمن فئة لا ينبغي إهمالها أو التهاون فيها. الخبراء، ولكن حتى جزء مهم من الأوليغارشية المصرية يقوم أيضًا بتحليل هذا العقد من وجهة نظر سياسية! وكتب “نجيب ساويروس”، الرأسمالي المصري القبطي الكبير وأحد الشخصيات المهمة جدًا في الشبكات المالية الداعمة للسياسة في مصر، على صفحته الشخصية على تويتر: “أشكر حكومة الإمارات وأبناء المغفور له الشيخ زايد، الذين يحبون مصر حقا. دعمهم غير طبيعي ولطفهم غير مسبوق.”

    كما صرح بعض الصحفيين المصريين المشهورين مثل “جمال سلطان” بوضوح أن هذا العقد لا يمكن تبريره من الناحية الاقتصادية وضرورته. الطبيعة سياسية بحتة.. إنها كذلك!

    الخلاصة

    إن توقيع هذا العقد له أهمية كبيرة في حالة الحرب في غزة وصلت إلى نهاية رفح. وهل ينبغي حقاً تحليلها بشكل مستقل عن معادلتي غزة ودور مصر، ويكفي أن نعتبر أنه وفقاً للإحصائيات الرسمية للقاهرة، فإن إجمالي استثمارات الإمارات في مصر بلغ 15 مليار دولار؛ لكن هذه المرة، وفي فقرة واحدة فقط، سيتم تسليم 35 مليار دولار للقاهرة!

    في هذا الوضع، يكفي أن موضوعي “أزمة مصر الاقتصادية في غزة” الحرب” و”دور مصر في النظر في معادلات غزة الحالية والمستقبلية”.

    الكاتب: علي رضا مجيدي، خبير في قضايا غرب آسيا

    نهاية الرسالة/

 

© وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء
  • من خلال الانضمام إلى الشبكات الاجتماعية التالية، يمكنك الوصول بسرعة إلى أحدث الأخبار في الفئات المتعلقة بهذه الأخبار وأخبار العالم الأخرى .
  • الأخبار باللغة العربية :
  • من الممكن تلقي الأخبار بذكاء على القنوات الشخصية أو العامة وعرضها على جهات الاتصال على الشبكات الاجتماعية، Bale  Telegram – Instagram – Facebook – X (Twitter) . يرجى الاتصال لاستلام الروبوت.
  • يدعم :         |       
زر الذهاب إلى الأعلى