واشنطن بوست: الناتو موجود بالفعل في أوكرانيا
وبالإشارة إلى التقارير المنشورة حول احتمال وجود جنود من حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، ذكرت الصحيفة الأمريكية أن هؤلاء الجنود يتدخلون بالفعل في الحرب في أوكرانيا. |
ردا على تصريح الرئيس الفرنسي بشأن إمكانية إرسال قوات من حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، أوضحت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها أنه مع قليل من الدقة، يمكن الاستنتاج أن قوات حلف شمال الأطلسي موجودة بالفعل في الحرب في أوكرانيا. ص>
وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، مع استمرار الصراع بين أوكرانيا وروسيا، أصبح وجود القوات الأجنبية، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي، على أراضي أوكرانيا، مكانًا للنقاش الجيوسياسي والغموض الاستراتيجي. ورغم أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي رفضت رسمياً نشر قوات قتالية في أوكرانيا، فإن التحقيق الأكثر عمقاً يكشف عن وجود شبكة من المستشارين العسكريين، والقوات الخاصة، وشبكات الدعم، الأمر الذي جعل من الصعب تحديد حدود التدخل المباشر.
أثارت التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إمكانية نشر قوات الناتو في أوكرانيا مناقشات حول مدى تدخل الناتو في حرب أوكرانيا. ويعكس نهج “الغموض الاستراتيجي” الذي يتبناه ماكرون محاولة حلف شمال الأطلسي إيجاد توازن دقيق وصعب: دعم القوة الدفاعية لأوكرانيا من دون تصعيد الصراع ومواجهة روسيا بشكل مباشر. ويرمز هذا الموقف إلى الإستراتيجية العامة للغرب؛ لأن الغرب بدأ في البداية بتقديم مساعدات غير فتاكة لأوكرانيا، والآن بدأ يفكر في تقديم المزيد من الدعم العسكري المباشر والواضح.
قال ماكرون للصحافيين مؤخرًا في اجتماع حول أوكرانيا في باريس: “اليوم لا يوجد إجماع على إرسال قوات بطريقة رسمية. لكن ديناميكيًا، لا يمكننا إزالة خيار ما. سنفعل كل ما بوسعنا لمنع روسيا من الفوز في هذه الحرب». وأثارت تصريحاته ردود فعل واسعة. لكن صحيفة واشنطن بوست ذكرت في تقريرها أن جنود الناتو متواجدون بالفعل في أوكرانيا بشكل ما.
وبحسب هذا التقرير، تشير بعض الوثائق والتقارير المسربة إلى وجود عدد من القوات الخاصة والمستشارين العسكريين من الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا. وتشارك هذه القوات في المقام الأول في الدعم اللوجستي والتدريبي والاستخباراتي بدلاً من القتال المباشر. إن الدور الذي تلعبه وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في تمويل وتجهيز شبكة من قواعد التجسس في جميع أنحاء أوكرانيا للمساعدة في تتبع تحركات القوات الروسية واستهداف المعدات العسكرية للبلاد يكشف بشكل أكبر عن الطبيعة السرية لتدخل الناتو.
بالإضافة إلى هذه التدخلات الحكومية المباشرة، شهدت الحرب الأوكرانية انضمام آلاف المتطوعين الأجانب، بما في ذلك من دول الناتو، إلى القوات المسلحة الأوكرانية. هؤلاء المتطوعون لديهم خلفيات مختلفة. بما في ذلك قدامى المحاربين السابقين في الجيش الذين انضموا إلى الجيش الأوكراني بدافع التزامات أيديولوجية أو قناعات شخصية. أمر فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، بالسماح للأجانب بالانضمام إلى الحرس الوطني لهذا البلد، وسيتم تسهيل عملية المواطنة لأولئك الذين يدافعون عن أوكرانيا. تسببت خطط كييف هذه في تدفق المقاتلين الأجانب إلى الجيش الأوكراني وأظهرت اعتماد أوكرانيا على الدعم الدولي.
وبحسب هذه الصحيفة الأمريكية فإن وجود جنود ومستشارين أجانب من دول حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، وإن كانوا في أدوار غير قتالية، يظهر أن الغرب يحاول الموازنة بين تقديم الدعم اللازم لأوكرانيا وتجنب الأعمال التي تؤدي إلى ذلك. تصاعد التوترات مع روسيا وفي إشارة إلى علامات وجود قوات أجنبية في أوكرانيا، يرى الكرملين أن هذا الصراع هو معركة بالوكالة مع الغرب؛ وقد أدى ذلك إلى زيادة دعم الشعب الروسي لاستمرار الحرب في أوكرانيا.
يؤكد تدخل قوات الناتو ومستشاريه في أوكرانيا، سواء من خلال القنوات الرسمية أو من خلال المشاركة التطوعية الفردية، على مساهمة المجتمع الدولي في الحرب في أوكرانيا. لا تزال دول الناتو تعتبر الصراع العسكري المباشر خارج الخيارات المتاحة، لكن صحيفة واشنطن بوست تعترف بأن الدعم المقدم من خلال التدريب الغربي والاستخبارات والمساعدة اللوجستية يلعب دورًا مهمًا في القوة العسكرية لأوكرانيا.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن غياب حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا يعد شهادة على الأبعاد الدولية لهذه الحرب. وبحسب هذا التقرير فإن الغموض الاستراتيجي الذي تتبناه دول الناتو، بالإضافة إلى تقديم الدعم الحيوي لأوكرانيا، يثير تساؤلات حول مستقبل التدخل العسكري الدولي وقواعد الحرب في القرن الحادي والعشرين.
المصدر: ISNA
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر نادي الصحفيين الشباب |