الأهداف من وراء رحلة بيني غانتس إلى أمريكا وإنجلترا
ويرى بعض المراقبين الإقليميين أن رحلة بيني غانتس إلى إنجلترا وأمريكا، رغم معارضة نتنياهو، تمت بهدف إعداد التنسيق اللازم لهجوم إسرائيل على رفح وجنوب لبنان، وأن الصهاينة استغلوا الخلاف القائم لإخفاء الأمر. السبب الأهم لهذه الرحلة. |
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباءوبينما كانت الحرب في قطاع غزة تدخل شهرها السادس، دعت الحكومة الأمريكية، في خطوة مفاجئة، بيني غانتس، عضو حكومة الحرب الصهيونية، لزيارة واشنطن. هذا الإجراء الذي اتخذه البيت الأبيض فاجأ الجميع وأغضب نتنياهو. وكانت دعوة مسؤولي حكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن لبيني غانتس مصحوبة بترحيب رسمي من نائبة الرئيس كامالا هاريس واجتماع غانتس مع مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان.
وعلى الرغم من اختلاف تفسيرات هذه الرحلة، إلا أن سلطات وإعلام النظام الصهيوني شددت على نقطة واحدة، وهي أن هذا الإجراء الأمريكي لم يؤدي إلا إلى تعقيد الوضع الحالي وتعليق القضية القائمة في الحرب. وخاصة قضية وقف إطلاق النار والإفراج عن أسرى النظام الصهيوني، فذهبت أمريكا إلى إنجلترا. رحلة كثفت غضب نتنياهو من تصرفاته. زيارة غانتس إلى إنجلترا كانت مؤلمة جداً لنتنياهو، لأنه إذا التقى غانتس بنائب الرئيس ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض في أمريكا، فإنه في إنجلترا التقى برئيس الوزراء ريشي سوناك ووزير الخارجية ديفيد كاميرون و”تيم بارو”، زارها مستشار الأمن القومي.
ووصف نتنياهو، رداً على الإجراء الأميركي، رحلة غانتس بأنها رحلة شخصية وليست كما وصفها. أعضاء حكومة الحرب لهذا النظام ورفضوا إعطاء غانتس والوفد المرافق له الغطاء الرسمي والدبلوماسي. وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو أمر “مايكل هرتسوغ”، سفير النظام الإسرائيلي في واشنطن، بعدم المشاركة في لقاءات غانتس. كما أعلنت بعض وسائل الإعلام الصهيونية الأخرى أن هرتسوغ تلقى أوامر من نتنياهو لتقويض زيارته.
خلال زيارة غانتس إلى إنجلترا، لم يكن نتنياهو مرة أخرى ممكنا لإعطاء غطاء رسمي ودبلوماسي لهذه الرحلة. لكن هذه القضية تغيرت أخيراً بسبب الشروط القانونية الخاصة التي وضعها غانتس. والحقيقة أن بيني غانتس كان متهماً بارتكاب جرائم حرب من قبل النظام القضائي البريطاني فيما يتعلق بحروب غزة التي استمرت 22 يوماً عام 2008 وحروب 51 يوماً عام 2014، وتسبب عدم وجود غطاء دبلوماسي رسمي له وللوفد المرافق له في عدم القيام بذلك. يتمتع بحصانة دبلوماسية وكان هناك احتمال أن تعتقله الشرطة البريطانية. ولذلك حاولت إنجلترا من جانب واحد توفير هذا الغطاء لغانتس والوفد المرافق له بسبب تصرفات سفارتها في فلسطين المحتلة.
لكن السؤال الذي يطرحه الجميع يبحث المحللون ووسائل الإعلام الإقليمية والمحلية التابعة للكيان الصهيوني عن الجواب، ما هي أهداف هذه الرحلة وما هي القضايا التي تم تبادلها خلال اللقاءات؟
الضغط على نتنياهو لوقف إطلاق النار
القضية الأولى التي ذكرتها وسائل إعلام النظام الصهيوني هي السبب واعتبرت هذه الرحلة محاولة للضغط على نتنياهو في قضية وقف إطلاق النار. وعلى سبيل المثال، قال “داني أيالون”، على قناة I24 التابعة للكيان الصهيوني: إن الولايات المتحدة اتخذت هذا الإجراء للضغط على نتنياهو، لأن الولايات المتحدة كانت في حالة توتر مع حكومة نتنياهو منذ فترة طويلة لإقناعه بإنهاء الأمر. الحرب.
إن عدم تعاون نتنياهو مع الولايات المتحدة هو أحد الأسباب التي تجعل إدارة بايدن أجبرت بني على التوقف معارضة نتنياهو للاستمرار.. دعوة غانتس لزيارة أميركا؛ وهي دعوة يبدو من غير المرجح أن تكون غير مرتبطة باستقبال السلطات البريطانية لغانتس.
اقتحام الأقصى ألحق هزيمة فادحة بالإسرائيليين جسد الكيان الصهيوني. أحد جوانب هذا الفشل كان نهاية حياة نتنياهو السياسية. وخلال العقد الماضي، كان نتنياهو على رأس هرم السلطة السياسية في النظام الصهيوني بلا منافس، وحرك كل الأرقام القياسية السياسية في هذا النظام. خلال هذا العقد، لم يتمكن أي حزب من تحدي الليكود، بقيادة نتنياهو. لكن عاصفة الأقصى طبعت هذا الحدث. والآن في الأراضي المحتلة يتحدث الجميع عن رحيل نتنياهو، ونقطة الاختلاف الوحيدة هي وقت رحيل نتنياهو.
بحسب آخر استطلاع ذي صلة بالكنيست، في حال إجراء انتخابات مبكرة، سيفوز حزب بيني غانتس بعدد مقاعد يبلغ ضعف عدد مقاعد الليكود، وفقا لأدنى التقديرات. وفي ما يتعلق بالخيار المناسب لرئيس الوزراء، فإن 20% على الأقل من المشاركين في الاستطلاع يعتبرون أن بيني غانتس أكثر ملاءمة لرئيس الوزراء من نتنياهو. وفي هذا الوضع، فإن إحدى التكهنات بشأن رحلة بيني غانتس هي أن الحكومة الأمريكية تخطط لعقد اتفاقيات أولية مع رئيس الوزراء المقبل قبل أن تتولى الحكومة الجديدة مهامها في النظام الصهيوني، حتى لا ندخل في نزاع مثل حكومة نتنياهو. وفي المقابل، إذا صح هذا الافتراض، فإن بيني غانتس قد قبل بهذه الرحلة للحصول على دعم أمريكا، بعد الانتخابات وأثناء رئاسته للوزراء، ليحصل على موافقته كرئيس للوزراء ويدخل الانتخابات بسلام.
التنسيق لمهاجمة رفح وجنوب لبنان
من التطورات الخطيرة في منطقة غرب آسيا زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى المنطقة أو زيارة المسؤولين الصهاينة إلى واشنطن. إن نظرة إلى تاريخ التطورات التي شهدتها المنطقة خلال العقود القليلة الماضية تظهر أنه كلما كانت المنطقة على عتبة تحول جدي، تتزايد هذه الرحلات. وكلما ارتفعت رتبة المسؤولين الذين يجتمعون، دل ذلك على أن التحول الذي سيحدث في المنطقة أو الإجراء الذي يريدون القيام به أكبر. ومن الأمثلة على هذه الرحلات ما يمكن تذكره خلال عملية اغتيال سردار سليماني ورحلة مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، إلى المنطقة في ذلك الوقت.
من التكهنات الخطيرة بشأن رحلة بيني غانتس إلى الولايات المتحدة وإنجلترا أن هذه الرحلة تم الإعداد لها عشية الهجوم على منطقة رفح جنوب قطاع غزة والقرار الصهيوني النظام لمهاجمة جنوب لبنان، بحيث تم اتخاذ الترتيبات اللازمة لهذا الهجوم والطلب.
يشير هذا الافتراض إلى وجهة النظر التي تقول بأن خلاف بيني غانتس مع نتنياهو خلاف غير واقعي ويعتبرون العمليات النفسية لخداع الرأي العام ويعتقدون أن رحلة غانتس جاءت لإجراء الترتيبات اللازمة لمهاجمة رفح وجنوب لبنان، وقد استغل الصهاينة الخلاف القائم لإخفاء السبب الأهم لذلك الرحلة.
الأمر الواضح هو أن رحلة بيني غانتس لأمريكا وإنجلترا، يشير إلى تطور مهم في المنطقة ستكشفه أحداث الأيام والأسابيع المقبلة في قطاع غزة.
النهاية الرسالة/ /p>
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |