رواية أهل غزة عن الصيام دون سحور وإفطار/إيمان؛ سلاح الفلسطينيين الوحيد في حرب الجوع
هذا العام، ذهب أهل غزة لاستقبال شهر رمضان وهم صائمون منذ أشهر، وبينما هم محتفظين بإيمانهم من كل قلوبهم، يضطرون إلى الصيام دون سحور وليس لديهم أمل في الإفطار. |
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، فإن العدوان الغاشم المستمر من قبل جيش نظام الاحتلال منذ منذ 6 أشهر، ما فعله حتى الآن ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، محولاً هذه المنطقة إلى منطقة موت وجوع، ومكان لا يمكن العثور فيه على أي علامة على الحياة. مكان لا توجد فيه كهرباء للإضاءة، ولا وسائل نقل، ولا ماء أو طعام للأكل.
أهل غزة يصومون منذ أشهر
إن أهل غزة الذين شردوا من منازلهم نتيجة هذه الحرب الوحشية تمكنوا من النجاة والنجاة من جرائم العدو الشنيعة، وسط الازدحام الشديد يعيشون في الخيام ويحرمون من الوصول إلى أبسط الاحتياجات الأساسية. هذا العام، سيستقبل هؤلاء الناس شهر رمضان، حيث يمكن القول إنهم صاموا منذ أشهر؛ لأنه في قطاع غزة، وخاصة في شمال هذه المنطقة، المحرومة بشكل كامل من كل المساعدات منذ فترة طويلة، لا يكاد يوجد أي شيء للأكل، ولا يجدون سوى القليل من الطعام في الصباح، ولا أمل لديهم في الإفطار، ويضطرون باستمرار إلى سماع صوت القصف الرهيب ولا يعرفون إذا كانوا سينجو من الليل أم ينضمون إلى الشهداء الآخرين، والآن لم يعد الآذان مسموعاً في العديد من مناطق غزة، وخاصة في الشمال، والناس تحديد وقت الإفطار مع غروب الشمس.
يوم الاثنين، والذي يصادف أول أيام شهر رمضان في غزة، توفي 3 أطفال جوعاً شديداً وعطشاً في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة. وأدى إلى وفاة 21 طفلاً ماتوا جوعا بعد وصولهم إلى المستشفى. وطبعاً عدد الذين ماتوا بسبب الجوع والعطش في شمال غزة يفوق هذا الرقم بعدة أضعاف، والعديد منهم لم يصلوا إلى المستشفى.
الاحتفال بشهر رمضان في غزة ببطون خاوية
ومع ذلك، حاول أهل غزة استقبال شهر رمضان باحترام، كما في السنوات السابقة، وبالتزيين. خيامهم المزينة بأوراق الأشجار والأدوات التي كانت في أيديهم، احتفلوا بشهر رمضان المبارك حتى يشعر أطفالهم الجياع ببعض فرحة هذا الشهر.
في العديد من مناطق غزة، على الرغم من الظروف الصعبة بعد تدمير المساجد، بدأ الناس يقيمون صلاة الجماعة حول هذه الآثار، وبينما هم جياع يؤدون صلواتهم.
محمد الخيزري 39 سنة يقول مواطن فلسطيني مسن في غزة، أنه في أول يوم من شهر رمضان، تمكن من شراء بعض الجبن لإفطاره، ووجد الخبز وكنت سعيدًا جدًا بوجود شيء آكله، لكنها المرة الأولى التي نأكل فيها. لا أستطيع سماع أذان المغرب في شهر رمضان، وهذا أمر محزن للغاية، وقال إنني شعرت وكأنني وسط كابوس مخيف؛ لأنه لا يمكن لأحد من سكان غزة أن يتخيل صيام رمضان دون الأذان أو دون وجبات السحور والإفطار. لقد كنا جياعًا منذ عدة أشهر ولكننا نصوم لأن لدينا إيمانًا صادقًا وتمسكًا بديننا ومعتقداتنا. اليوم تمكنت من العثور على شيء للإفطار، لكن لا أعرف إذا كنت سأفطر غدًا. نريد أن يرى العالم أجمع كيف نحافظ على إيماننا ونتمسك بديننا ومعتقداتنا رغم كل هذه الآلام والمعاناة.
المجتمع العالمي و العالم الإسلامي خيب آمال الشعب الفلسطيني مرة أخرى
وتابع هذا المواطن الفلسطيني: كنت أمشي في السوق أبحث عن علبة مربى مخزنة أو أي شيء يذكرني بالطاولات كنت أبحث عن شهر رمضان فلم أجد شيئا، وما يحزنني هو أننا كانت لدينا آمال كبيرة على المجتمع الدولي والعالم الإسلامي حتى يتمكنوا من وقف الحرب قبل رمضان، لكنهم خيبوا أملنا. مرة أخرى.
ولكن ربما كان محمد الخزري أحد المواطنين المحظوظين في غزة الذي تمكن من ابحث عن بعض الخبز والجبن للإفطار؛ لأن الكثير من الناس في غزة لم يجدوا ما يأكلونه بعد يوم طويل من الصيام، وكثيرون أفطروا على قطع من الخبز الجاف والماء، “إسحاق أبو ذر” أحد هؤلاء المواطنين الذي قضى يومين في الشارع. يبحث عن طعام لأطفاله، لكنه في النهاية لم يجد شيئًا، وعاد إلى أطفاله في خجل، ولم يستطيعوا الإفطار.
أمس، وزارة الصحة في غزة أعلنت: أكثر من 2 ألف من الكوادر الصحية في شمال غزة في أول أيام شهر رمضان المبارك لم يجدوا ما يفطرون ويعملون في ظروف لا تتخيلها وزارة الصحة بغزة تعرب عن قلقها المجاعة والجفاف في كافة أنحاء غزة، أعلن: المجاعة في شمال هذه المنطقة على حدود الموت، لقد وصلت. وتعاني حاليا 120 ألف أسرة في شمال قطاع غزة من مجاعة حقيقية، و80% من المنازل في غزة وشمالها غير صالحة للسكن.
كما حذرت مصادر ذات صلة من الأوضاع الحرجة للأطفال في غزة وأعلنت أن قطاع غزة يشهد نقصا حادا في الغذاء للأطفال، وفي هذا الوضع الذي لا تملك فيه الأمهات القوة لإرضاع أطفالهن نتيجة سوء التغذية، فإن الحليب المجفف أيضا شحيحة للغاية، وهذه الأزمة ولا يتعلق الأمر بالشمال فقط، بل إن غزة بأكملها تعاني من هذه الكارثة.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |