موت حقوق الإنسان على أيدي المطالبين بحقوق الإنسان؛ من حلبجة إلى غزة
قبل 36 عاما، في مثل هذه الأيام، شهد العالم واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية في التاريخ، ليدرج اسم نظام البعث ودكتاتور العراق القتيل صدام في قائمة أقذر المجرمين في التاريخ الذي لم يرحم حتى شعب بلده. |
وفقًا للمجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، 25 مارس 1366، دائمًا لأبناء المنطقة وربما يتذكر الكثير من شعوب العالم واحدة من أكبر الجرائم ضد الإنسانية، والتي أضيفت إلى السجل الأسود لـ”صدام”، دكتاتور العراق المجرم والقتيل. ورقة أخرى من جرائم صدام ضد الإنسانية
تشكل استخدام نظام البعث للأسلحة الكيميائية خلال فترة الدفاع المقدس عندما اعتبروا حلم احتلال إيران في أسبوع واحد بمثابة حلم سخيف ووهمي، ولهذا السبب اتجه صدام إلى إنتاج ونشر الأسلحة الكيميائية. وبناء على المعلومات المسجلة، استخدمت هذه الدولة الأسلحة الكيميائية لأول مرة في الحرب مع إيران في 23 يناير 1359.
ونجح حزب البعث باستثمارات كبيرة ودعم شامل من بعض الدول الغربية في ذلك. حصوله على الكثير من المعلومات والتسهيلات في مجال الأسلحة الكيميائية والميكروبية والإشعاعية، وبدعم من هذه المساعدات تمكن من تنفيذ أكبر حجم ومستوى غير تقليدي لاستخدام الأسلحة الكيميائية بعد الحرب العالمية الأولى.
استخدام صدام للأسلحة الكيماوية في حرب الثماني سنوات لم يقتصر على إيران، ولم يرحم نظام البعث حتى مواطنيه، وكان يوم 25 آذار/مارس 1366، ذلك في 24 فقط وفي ساعة واحدة قام نظام البعث العراقي بإلقاء مئات القنابل الكيماوية على حلبجة والقرى المجاورة لها، وتم ذبح المشردين وكل كائن حي في هذه المنطقة بطريقة فظيعة.
وهذه الجريمة جزء آخر من جريمة صدام. ، والتي ارتكبها هذه المرة ليس في إيران بل في مسقط رأسه، وبذلك تم إدراجه في قائمة أحد أكثر المجرمين وحشية في التاريخ.
في ذلك التاريخ، في نفس الوقت الذي مع بدء عملية الفجر 10 من قبل المقاتلين الإيرانيين في منطقة حلبجة الكردية، بدأت حكومة البعث، بأمر مباشر من صدام، بالقصف الكيميائي على شعبها في منطقة حلبجة. وأعطى صدام الأمر لابن عمه ونائبه علي حسن المجيد المعروف بعلي الكيماوي بقصف هذه المناطق كيميائيا. وبحسب تحقيق الأمم المتحدة، الذي نُشر لاحقًا في تقرير، فقد تم استخدام غاز الخردل وبعض المواد الكيميائية غير المعروفة لغاز الأعصاب في هذا الهجوم.
في أعقاب هذا الهجوم، كجزء من عملية “الأنفال” مشهورة، حيث فقد نحو 5 آلاف شخص من مدينة حلبجة العراقية، وهم عموماً من المدنيين، حياتهم بطريقة فاضحة وفي دقائق معدودة فقط. كما أصيب، بحسب المصادر، ما يقرب من 10 آلاف شخص من هذه المنطقة، ربما ما زالوا يشعرون بذكريات تلك الكارثة المريرة في أنفاسهم المتعبة، كما توفي الأكراد بعد سنوات بسبب عواقب استنشاق الغازات السامة أو أنجبوا أطفالاً مصابين بأمراض خطيرة. عيوب جسدية، وبأمر من صدام، حدث أن انتصار القوات الإيرانية في عملية الفجر على جبهات كردستان العراق أدى إلى تحرير العديد من المناطق الكردية، بما في ذلك حلبجة. وبعد دخول القوات الإيرانية إلى هذه المدينة، توجه أهالي المدن والقرى المحيطة بها للترحيب بهم. وأصبح هذا الموضوع ذريعة لنظام البعث لاستهداف شعبه من أجل الانتقام لهذه الهزيمة واستهداف هذه المنطقة بالقنابل الكيماوية، وتؤكد العديد من المصادر أن الجيش استخدم في هذا الهجوم سلاح الجو العراقي كافة أنواع القنابل. بالمواد الكيميائية ضد أهالي حلبجة المظلومين والعزل. ويقال أيضاً إن نظام البعث العراقي ظهر في سماء حلبجة بخمسين طائرة خاصة، تحمل كل منها أربع قنابل كيماوية زنة كل منها 500 كيلوغرام. في الواقع، استقبل صدام استقبالًا مريرًا لمواطنيه بإسقاط 200 قنبلة تحتوي على مواد كيميائية.
وبحسب كثير من الحاضرين في ذلك اليوم المشؤوم، فإنهم في البداية كانوا يشمون ما يشبه رائحة التفاح الطازج. بعض الضحايا ماتوا بسرعة كبيرة بعد شم هذه الرائحة، وآخرون ماتوا بعد دقائق معدودة.
ومن الأحداث الغريبة التي حدثت قبل أيام قليلة من هذا الهجوم، القصف غير الكيميائي وحاجز الصوت. تم تحطيمها من قبل طياري صدام في حلبجة. ويبدو أنه فعل ذلك لتقليل احتمالية مقاومة الناس للقصف الكيميائي عن طريق تحطيم نوافذ المنازل.
الموت حقوق الإنسان; من حلبجة إلى غزة
ولكن في هذه الأثناء، كان رد إيران على جرائم صدام ضد الإنسانية ضد الشعب العراقي مثيراً للإعجاب للغاية واجتذب اهتماماً عالمياً. وفي ظل امتلاء مستشفيات بلادنا بالجرحى الذين كانوا هدفاً لهجمات نظام البعث، قام الإيرانيون بنقل الجرحى العراقيين بهذه الجريمة إلى المستشفى. بالإضافة إلى ذلك، قام المقاتلون الإيرانيون بالتعاون مع أهالي المنطقة وقوات البيشمركة، بدفن الضحايا في مقابر جماعية مؤقتة.
في هذه الأثناء المجتمع الدولي والغرب وأمريكا كما كالعادة، مع ازدواجية المعايير تماماً، حيث حدثت هذه الجريمة وكأن شيئاً لم يحدث. ولم تجد مأساة حلبجة مكانا يذكر في وسائل الإعلام الدولية والرأي العام الدولي حتى يتم تجاهل هذه الجريمة إلى جانب جرائم النظام البعثي الأخرى. واستمر صمت المجتمع الدولي وتقاعسه تجاه هذه الجريمة، حتى لم تدرج مأساة حلبجة ضمن قائمة الجرائم التي ارتكبها نظام البعث بسبب فضيحة داعميه الغربيين، ورغم إرسال المصابين الإيرانيين بالكيماوي إلى المستشفيات الأوروبية، إلا أن هناك لم يتم ذكر جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام البعث مطلقًا، وكان هناك 120 موقعًا على بروتوكول جنيف لعام 1925 وقرار الأمم المتحدة رقم B2161 بشأن حظر استخدام الأسلحة السامة والاختناق والمركبات البكتريولوجية.
وبناء على ذلك لم تذكر الأمم المتحدة العراق قط كأحد الأعضاء الذين ينتهكون التزاماتهم بموجب المعاهدة.
ومن الواضح أن هذا السلوك من جانب المجتمع الدولي تجاه الجرائم التي ارتكبها نظام البعث ليس مفاجئا؛ إذ نشهد اليوم أفظع حرب في القرن في غزة، وقد أغمض المطالبون بحقوق الإنسان أعينهم وآذانهم وأفواههم عن جرائم النازيين الصهاينة.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |