الذكرى العاشرة للعدوان العسكري على اليمن؛ ما هي آفاق حل الأزمة؟
مرت الذكرى العاشرة للعدوان العسكري الذي شنته السعودية والتحالف العربي على اليمن، فيما أصبح احتمال التوصل إلى حل كامل للأزمة في هذا البلد أكثر غموضا من أي وقت مضى. |
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، تسيطر حركة أنصار الله على 70% من أراضي اليمن الصالحة وسكانها بفضل دعمها الشعبي وقدرتها العسكرية والإدارية، كما تمكنت من الحفاظ على استقرار أمني واقتصادي مقبول في المناطق الخاضعة لسيطرتها الذاتية. وليس من المبالغة القول بأن هذا النجاح كان أحد الأسباب الرئيسية لدخول أنصار الله إلى الدور الإقليمي والدولي خلال طوفان الأقصى.
يبدو أن الجزء الأساسي من الأزمة في اليمن، أي انتهاء الحرب الأهلية والتوصل إلى اتفاق سياسي بين الفرقاء السياسيين اليمنيين، والذي سيؤدي إلى تشكيل حكومة شاملة في جغرافية اليمن، لا يزال قائما بعيدة المنال، وبالتالي من الممكن أن تكون إنجازات حركة أنصار الله في خطر.
البيان الأخير لمجلس الأمن الدولي ويمكن اعتبار ما يتعلق باليمن بمثابة نافذة لدراسة الوضع القانوني لهذه الأزمة. وفي هذا البيان، يتم إدانة عمليات أنصار الله في البحر الأحمر وخليج عدن بشدة والتأكيد مرة أخرى على ضرورة التنفيذ الكامل للقرار 2216 (الصادر في أبريل 2015).[1] يوضح هذا التركيز أن هذا القرار يعد من أهم النصوص القانونية في أزمة اليمن، وإعادة قراءته يمكن أن تكون مفيدة لفهم العقدة بشكل أفضل نقاط هذه الحالة.
قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216
أولاً، أن تطلب من أنصار الله الاستيلاء على صنعاء وجميع المناطق الخاضعة لسيطرتها في أسرع وقت ممكن، وتفريغ وتسليم جميع الأسلحة التي بحوزتها إلى حكومة منصور هادي. مجال اختصاص الحكومة اليمنية هو من قبل حركة أنصار الله، ولا يتفق أنصار الله وحكومة الإنقاذ الوطني اليمنية، وقد طغت هذه المسألة على قدرة أنصار الله على القيام بأعمال تجارية دولية، والحصول على موارد مالية في الخارج، وحتى العلاقات السياسية والدبلوماسية. مع دول العالم الأخرى، وهو ما يمكن اعتباره أحد الأمثلة على طرد سفير أنصار الله من دمشق وتسليم السيطرة على السفارة اليمنية في سوريا إلى الحكومة المدعومة من السعودية في أكتوبر 2023[2] تمت الإشارة إليه.
هناك تأكيد مهم آخر لهذا الأمر القرار هو حظر الأسلحة الكامل على اليمن. إن هذا القرار، الذي يشير إلى وضع اليمن تحت الفقرة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة في قرارات مجلس الأمن السابقة، يخلق البنية التحتية القانونية لحصار كامل على اليمن تحت ذريعة حظر الأسلحة، ويعتبر هذا الحصار أحد الأدوات الرئيسية للسعودية والإمارات للضغط على الشعب اليمني كانت طيلة فترة العدوان العسكري للتحالف العربي على اليمن.
>تهديد للأمن الدولي
على الرغم من يبدو أن القرار 2216 في حالة اليمن هو أهم قرار لمجلس الأمن فيما يتعلق بهذا البلد، القرار 2140 الذي صدر في فبراير 2014. وقد حدد هذا القرار بوضوح ولأول مرة اليمن كتهديد للأمن الدولي ووضعه تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وينبغي اعتبار هذه القضية، التي تم تأكيدها والتأكيد عليها في جميع النصوص القانونية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أهم أساس قانوني يقوم عليه التدخل الأجنبي والحصار والحصار على اليمن في العقد الماضي.
تجربة استخدام الأداة القانونية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن ضد العراق من قبل الغرب والولايات المتحدة تظهر أن الغربيين ليسوا على استعداد للتخلي عن هذه الأداة تحت أي ظرف من الظروف . العراق الذي أدرج تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة عام 1990 بعد غزو مجلس الأمن للكويت، واستخدمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هذه البنية التحتية القانونية كأساس للعدوان العسكري على العراق عام 2003، حتى وبعد عشر سنوات من سقوط صدام ظلت تحت هذا الفصل ورفض الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن عام 2013 إزالة اسم هذه الدولة من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.[3]
خطة مجلس التعاون الخليجي والحوارات الوطنية
في عام 2011 وبعد فترة طويلة من احتجاجات الشعب اليمني خلال الصحوة الإسلامية، حاول مجلس التعاون الخليجي الفارسي إنهاء هذه الأزمة من خلال اقتراح خطة. وتضمنت العناصر الرئيسية لهذه الخطة رحيل صالح وبدء عملية صياغة دستور جديد من قبل الحكومة الانتقالية.
مع رحيل صالح وبدء جلسة الحوار الوطني بحضور ممثلين عن كافة الأحزاب والجماعات والتيارات اليمنية، قضية الجنوب وقضية صعدة التي تمت مناقشتها منذ بداية التسعينيات وأدت إلى أزمات كبيرة وحتى الحروب الأهلية في هذا البلد، وقد أثيرت على أنهما القضيتان الرئيسيتان لليمن. وطالب الجنوبيون وأنصار الله، الذين لهم تاريخ من الصراع المسلح مع الحكومة المركزية، بضمانات بعدم تكرار الماضي، وبعد عدم الاستجابة لمطالبهم، انسحبوا من هذه المحادثات ولم يوافقوا على موافقاتها.[5]
النقطة المهمة حول هاتين الوثيقتين هو أنه في حين تم تنفيذ خطة مجلس التعاون لدول الخليج الفارسی بشكل شبه كامل منذ بداية عام 2012 إلى منتصف عام 2014، كما تمت متابعة عملية التفاوض على الحوارات الوطنية والموافقة على نتائجها، إلا أن مجلس الأمن في بداية عام 2014 وبعد عامين من متابعة العمليات التي أقرتها خطة مجلس التعاون للخليج العربي؛ وحددت اليمن كتهديد للأمن الدولي وأدرجته تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
المسار الثالث
مع دخول أنصار الله في صراع مباشر مع أمريكا والكيان الصهيوني خلال طوفان الأقصى، يبدو أن علينا انتظار موجة جديدة من الجهود السياسية والميدانية من قبل الغربيين لاحتواء أنصار الله. بالنظر إلى وجود البنية التحتية القانونية للحظر والحصار على اليمن، والادعاء الكاذب للمملكة المتحدة والولايات المتحدة بشأن وصول السفن الإيرانية وتكرار الادعاء غير المثبت بنقل الأسلحة إلى ميناء الحديدة دون موافقتها يمكن استخدام قرار حكومة عدن في اجتماع 14 مارس لهذا المجلس [6] كمقدمة لـ إعادة ضغط الحصار إلى شمال اليمن.
أثبتت تجربة المقاومة أن الغرب استخدم دائمًا البنية التحتية القانونية كوسيلة ضغط ضد منافسيها وليس على استعداد للتخلي عنهم بأي شكل من الأشكال. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لم يتسامحوا حتى مع الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقاموا بعمل عسكري مباشر ضد اليمن.
إن نمط المفاوضات السياسية مثل ما حدث في خطة العمل الشاملة المشتركة أو حتى تثبيت الحكومة على النموذج السوري وعقوبات قيصر ضد حكومة بشار الأسد في سوريا يظهر أنه يجب اتباع مسار ثالث لكسر ضغوط هذه العقوبات.
الكاتب: أحمد حاج صادقيان، خبير في قضايا اليمن
[1] . راجع
https://press.un.org/en/2024/sc15631.doc.htm
[2] https://english.aawsat.com/arab-world/4602651-syria -returns -yemeni-embassy-damascus-legitimate-gov%E2%80%99t
[3] https://www.iraqiembassy.us/article/un-security-council-votes-to-remove-iraq-from-chapter-vii-sanctions
[4] راجع
https://yemen-nic.info/sectors/politics/trans/initiative.php
[5] https:// www.aljazeera. net/news/2013/10/10/Al-Houthiyun-and-Al-Harak-Yerqalun-Al-Hawar
[6] https://www.securitycouncilreport.org/monthly-forecast/2024-04/yemen-65.php
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |