Get News Fast

أبعاد النهج الأمريكي والكيان الصهيوني في غزة

ويظهر تحليل السياسات الأميركية في حرب غزة أن خلافات البلاد مع النظام الصهيوني تقتصر على خلافات تكتيكية، كما أن استراتيجية الجانبين في غزة متوافقة تماما مع بعضهما البعض.

تقرير مهر نيوز، الموقع الإخباري لمركز دراسات “الزيتونة”، في مقال يبحث في السلوك الأمريكي خلال الأشهر الستة الأخيرة من حرب غزة ويكتب أن الولايات المتحدة قامت على نطاق واسع و على مستوى عالٍ خلال الأشهر الستة الماضية، أدار حرب طوفان الأقصى في غزة وشارك كشريك كامل للنظام الصهيوني في هذه الحرب العدوانية.

على الرغم من انشغال الحكومة الأمريكية بإدارة الملف الروسي والحرب في أوكرانيا، فضلاً عن التنافس مع الصين، إلا أنها شعرت بأنها مضطرة مرة أخرى للدخول بقوة في اتفاقيات إقليمية. الصراعات، لأنه شعر بتنظيم الهياكل الأمنية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة التي صممها من قبل؛ وهي على وشك الانهيار.

رغم الفجوات التي يمكن رؤيتها في مواقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورغم الخلاف في التفاصيل هناك عملية الحرب وإدارتها، وحتى الآن لم يكن هناك خلاف حول أهداف هذه الحرب. الخلافات التي نشأت بشكل مؤقت بين أمريكا والكيان الصهيوني، وبعضها ذات طبيعة شخصية، لم تصل إلى مستوى يمكن اعتباره خلافات بين أمريكا وإسرائيل.

في مواصلة هذا المقال حاول الزيتوني تحليل المكونات السياسية لأمريكا في سلوك هذه الدولة ومواقفها من حرب غزة ودراسة التوجهات الوشيكة والمتوقعة للولايات المتحدة حتى وقت قيامها ترسم الانتخابات الرئاسية في هذا البلد نهاية العام الجاري.

أولاً: سلوك أمريكا في التعامل مع حرب غزة

يمكن سرد المكونات السلوكية لأمريكا والأنشطة العملية لهذا البلد فيما يتعلق بحرب غزة في الحالات التالية:

1- تقديم المساعدة والدعم الكامل وغير المحدود لمواقف النظام الصهيوني وتوفير مطالب تل أبيب باستمرار الحرب السياسية والعسكرية والاقتصادية والتعاون الكامل مع كافة الأهداف المعلنة لإسرائيل من الحرب.

2- القبول الكامل لرواية النظام الصهيوني وإعطاء الضوء الأخضر لهذا النظام بشأن بدء الحرب واستمرارها وتبرير جرائم إسرائيل الهمجية في غزة وينفي إسناد هذه الجرائم ضد إسرائيل. كما حاولت الحكومة الأمريكية إنكار تصرفات النظام الصهيوني باعتبارها انتهاكا للقوانين الدولية أو الإنسانية ورفض الاتهامات الموجهة لهذا النظام.

3- إرسال السفن الحربية الأمريكية إلى المنطقة للتأكيد على الدعم الكامل للنظام الصهيوني ومحاولة منع التدخل المباشر لإيران وحلفائها الإقليميين في هذه الحرب حتى وبهذه الطريقة يستطيع النظام الصهيوني الحصول على الوقت اللازم لتنفيذ أهدافه في غزة ومنع انتشار الحرب في المنطقة.

4- توفير الغطاء اللازم للعدوان الصهيوني وإحباط صدور قرارات مجلس الأمن التي تدين إسرائيل وتجبر هذا النظام على وقف دائم ومستدام لإطلاق النار. وفي هذا الصدد، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الأمن ثلاث مرات.

6- تزايد الضغوط على الدول العربية والإسلامية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للامتناع عن إصدار قرارات سياسية قوية ضد النظام الصهيوني واتخاذ الإجراءات اللازمة. جهود مكثفة لإقناع الأطراف العربية بالمشاركة في البنية الأمنية المستقبلية التي يفكر فيها الصهاينة في غزة.

7- مطالبة النظام الصهيوني باستمرار بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتجنب استهداف المدنيين وتقليل عدد الضحايا في صفوف جنوده قدر الإمكان دون انتقاد أو إدانة جرائم النظام الصهيوني المستمرة ضد المدنيين وتدمير البنية التحتية والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس بالأسلحة والصواريخ الأمريكية.

8- تنفيذ عمليات مساعدات إنسانية بالهليكوبتر في غزة بهدف تحسين صورة أمريكا من الناحية الإنسانية وبدء جهود بناء ميناء أمام غزة ساحل غزة لتوفير وسائل دخول المساعدات الإنسانية.

9- الدعوة لبدء العملية السياسية على أساس حل تشكيل الحكومتين. وبينما تعلم أميركا أنه لا توجد فرصة لنجاح هذه العملية السياسية؛ لأن الإسرائيليين يعارضون بشدة قيام الدولة الفلسطينية وهذا الموضوع مدرج في موافقات الكنيس التابع للكيان الصهيوني.

10- مواصلة الجهود لدفع تطبيع العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني وتذليل العقبات التي ظهرت نتيجة حرب غزة. وفي هذا الصدد، وقع الأمريكيون اتفاقية دفاع مشترك مع السعوديين وسيقومون بتزويد الرياض بمنشآت نووية للأغراض السلمية. كما وعدوا بمحاولة إقامة دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين.

ثانيًا: نقاط الاتفاق والاختلاف في وجهات نظر أمريكا والكيان الصهيوني: تمتد>قوي>

منذ بداية حرب غزة، دعم الأمريكيون بشكل كامل أهداف النظام الصهيوني في هذه الحرب، بما في ذلك في مجال تحقيق النصر العسكري والقضاء على المقاومة الفلسطينية ومنع التحويل أظهروا ذلك على أنه تهديد لأمن إسرائيل، فضلا عن محاولة تحرير السجناء الإسرائيليين وتغيير الوضع السياسي في قطاع غزة وإنهاء حكم حماس فيه.

ومع ذلك، فقد اختلف الجانبان في الرأي بشأن بعض تفاصيل إدارة الحرب، وانتقدت الحكومة الديمقراطية الأميركية سلوك نتنياهو وحكومته وبعض المتطرفين. زعماء اليمين في الأراضي المحتلة. وكان من أهم هذه الانتقادات عندما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن نتنياهو يعمل على حساب هذا النظام وليس لصالح إسرائيل. وانتقد إدارة نتنياهو لحرب غزة.

كما انتقد تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، نتنياهو منتصف شهر مارس الماضي واتهمه بأنه أصبح عقبة أمام التسوية والتوصل إلى اتفاق. لقد أصبحت مطالب العناصر المتطرفة في إسرائيل ودعا شومر إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، وأكد أن حكومة نتنياهو لم تعد مناسبة لتلبية مطالب هذا النظام.

يمكن سرد نقاط الخلاف بين الحكومة الأمريكية وحكومة الكيان الصهيوني في الحالات التالية:

1- الخلاف حول الحركة التي يمكن أن تتولى إدارة هذه المنطقة بعد انتهاء حرب غزة. وترى الحكومة الأمريكية أن على منظمة الحكم الذاتي أن تقبل هذه المسؤولية باعتبارها الجانب الفلسطيني الوحيد إلى جانب الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من خلال إجراء بعض الإصلاحات. كما أنهم يدعمون القوة العربية المتعددة الجنسيات لإدارة الوضع الأمني ​​في قطاع غزة. لكن حكومة نتنياهو لها موقف سلبي تجاه الدور المستقبلي لمنظمات الحكم الذاتي في إدارة غزة، وترى أنه ينبغي توفير أسلوب إقليمي لإدارة غزة، يتكون من شخصيات عشائرية بارزة. كما التقى المسؤولون الأمنيون لهذا النظام ببعض المشايخ الذين يريدونهم، لكن هذه اللقاءات لم تكن مثمرة.

2- الخلاف حول إدارة قضية تبادل الأسرى والصفقة بهذا الشأن. في هذه الأثناء، لا تظهر سلوكيات بنيامين نتنياهو ومواقفه العملية أي محاولة لعقد صفقة جديدة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع. وخلال الأسابيع الماضية، اتخذ نتنياهو مواقف صارمة أدت إلى توقف المفاوضات، حتى أنه يرفض منح الصلاحيات اللازمة للفريق المفاوض الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، يصر الجانب الأمريكي على إتمام هذه الصفقة ويضغط على الوسطاء القطريين والمصريين لمواصلة جهودهم.

3- الخلاف حول إعادة احتلال إسرائيل لغزة وبقائها الطويل الأمد في هذه المنطقة. وقد أعربت أميركا عن معارضتها للآراء التي طرحتها حكومة نتنياهو بهذا الخصوص. ومع ذلك، لم تبد حكومة بايدن أي معارضة للوجود المؤقت للكيان الصهيوني في غزة لتحقيق أهداف الحرب، لكنها لا تريد أن يؤدي هذا الوجود إلى احتلال كامل لغزة.

4- خلاف في حجم وتوقيت الهجوم العسكري الضخم على رفح: في حين تبدي حكومة نتنياهو حماسة غريبة لهذا الهجوم وتدعي أن هذا الهجوم يمكن أن شل القدرات العسكرية لحماس وتحقيق أهداف الحرب لإسرائيل، وفي الوضع الذي تدعي فيه أن عدم تنفيذ هذه الخطوة يعني انتصار حماس في الحرب، تحاول الحكومة الأمريكية تأجيل هذا الهجوم. وطلب بايدن من الجانب الإسرائيلي تقديم ضمانات لمنع وقوع خسائر بشرية كبيرة نتيجة التمركز الكبير للمواطنين في رفح. لقد طرح الأميركيون خيارات أخرى لمهاجمة حماس والمقاومة والقضاء على قادتها، ويعتقدون أنه من خلال هذه الخيارات سيكون من الممكن تجنب العواقب الواسعة للهجوم المحتمل على رفح.

5- خلاف بشأن مدة الحرب: بينما يحاول نتنياهو مواصلة الحرب إلى أجل غير مسمى وحتى تحقيق النصر الكامل وتحقيق الأهداف يتقدمون في عدواناتهم ; وترى الحكومة الأميركية أن حسابات نتنياهو الشخصية وخوفه من المحاكمة على فشل هجوم 7 أيلول/سبتمبر، جعلته يلجأ إلى إطالة أمد الحرب، ولا تريد القبول بحقيقة أن أهداف الحرب لم تتحقق. وبطبيعة الحال، أحدث الأميركيون تغييراً نسبياً في مواقفهم بشأن الوقف الدائم لإطلاق النار في غزة، وقد أثير هذا الموضوع في المشروع المقدم إلى مجلس الأمن – طبعاً استناداً إلى الإطار الذي قصدته الولايات المتحدة – والذي تم نقضه. من روسيا والصين والجزائر

6- خلافات علنية بشأن الهجرة القسرية للفلسطينيين من غزة. وكان مجلس الوزراء الصهيوني قد درس مثل هذه الخطة في بداية الحرب، إلا أنه تم التخلي عنها بسبب معارضة مصر وإغلاق معبر رفح. في البداية لم يبد الأمريكيون معارضتهم لهذه الخطة، لكن عندما أعلنت مصر والأردن معارضتهما لها، اتجه الخطاب السياسي الأمريكي أيضا نحو معارضة خطة التهجير القسري للفلسطينيين.

يتبع…

 

© وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة مهر للأنباء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى