القلق بشأن الاحتجاجات المناهضة للصهيونية في المملكة العربية السعودية ومصر والأردن
وكانت الانتفاضات الطلابية في أمريكا والمجتمعات الغربية الأخرى بمثابة تحذير للحكومات العربية وقلقها من انتشار هذه الاحتجاجات. إن حدوث مثل هذه الأزمة في الدول العربية يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الداخلي. |
وبحسب الموقع العربي وكالة تسنيم للأنباء، فقد نشرت وسائل الإعلام الإقليمية في الأيام الأخيرة العديد من التقارير حول وتزايد حدة الأوضاع الأمنية والسياسية في دول عربية مثل مصر والسعودية والأردن، جعل ذلك مرتبطا بالتطورات في فلسطين. وفي هذا الصدد، أفادت وكالة بلومبرغ أن السعودية اعتقلت عدداً من منتقدي الحرب على فلسطين.
وهذه وسائل الإعلام، التي تشير إلى أن هذه الموجة من الاعتقالات أثارت قلق الناشطين في مجال حقوق الإنسان، تؤكد أن أحد ومن بين المعتقلين أيضًا المديرون التنفيذيون الذين يشاركون في المشاريع الاقتصادية المعروفة بـ 2030. وشددت بلومبرج في هذا التقرير على أن القلق بشأن النشطاء الفلسطينيين لا يقتصر على المملكة العربية السعودية، كما أفاد موقع ميدل إيست آي أن السلطات المصرية اعتقلت ما لا يقل عن 120 شخصًا بتهمة التعاطف مع فلسطين، وتم اعتقالهم منذ بداية العام حرب غزة. تعرضت القاهرة خلال السنوات الماضية لانتقادات شعبية لمرافقتها النظام الصهيوني في حصار غزة، وذلك على الرغم من أن أهل غزة هم الأكثر ارتباطًا بمصر ثقافيًا وحتى جدليًا.
إلى جانب ذلك، زعمت صحيفة العرب، في تقرير أشارت فيه إلى القلق من الأنشطة الاجتماعية والسياسية الداعمة لفلسطين، أن تعزيز التعاون الأمني في مجال مواجهة عناصر الإخوان في الكويت هو أمر ضروري. أحد محاور التشاور بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ مشعل أمير الكويت كان قد زار القاهرة في رحلته الأخيرة. وترتبط إخوان الكويت تقليديا بعلاقات وثيقة مع الفلسطينيين، ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، شهدت الكويت العديد من التظاهرات الداعمة لفلسطين، رغم أن هذا الاتجاه توقف بشكل ملحوظ في الشهرين الأخيرين.
القدس العربي تشير إلى ونظراً للقلق من النشاطات الشعبية ضد النظام الصهيوني في الأردن، وخاصة التظاهرات المستمرة أمام سفارة هذا النظام في عمان، أكد أن هناك مخاوف جدية من تكرار موجة احتجاجية جديدة في العالم العربي نتيجة لذلك. بسبب استمرار حرب غزة. وهذا النهج جعل أجهزة المخابرات الأردنية أكثر حساسية تجاه جماعة الإخوان المسلمين، وقلقاً من تحالف هذه الجماعة مع “الحراك الشعبي” (معارضي عشائر شرق الأردن). ويزداد هذا القلق عندما أثنى أبو عبيدة، في رسالته الأخيرة بمناسبة اليوم المئتين للمعركة، على التظاهرات الشعبية ضد السفارة الصهيونية في الأردن، ودعا إلى استمرارها، وهي أيضاً دليل على حساسية الجمهور العربي الرأي العام تجاه التطورات التي تشهدها فلسطين، وشهدت معظم الدول العربية بعد الهزيمة العسكرية عام 1968 تحولات سياسية واضطرابات عميقة شبيهة بتطورات السبعينيات. وفي تلك اللحظة من التاريخ، أدت هزيمة العرب في حرب الأيام الستة عام 1967 ضد النظام الصهيوني إلى ظهور القوى اليمينية والقومية التي ظل ظلها على المنطقة العربية لعدة عقود.
ومن ناحية أخرى، شكلت الانتفاضات الطلابية في أمريكا ومن ثم المجتمعات الغربية الأخرى إنذارًا للحكومات العربية وأثارت قلقها من انتشار هذه الاحتجاجات. علاوة على ذلك، في الستينيات، تم تصدير الاحتجاجات الطلابية ضد حرب فيتنام في أمريكا تدريجياً إلى ألمانيا الغربية وفرنسا ودول أخرى في العالم. وبطبيعة الحال، فإن حدوث مثل هذه الأزمة في الدول العربية، التي كانت دائما عرضة للتغيرات بسبب المشاكل السياسية والاقتصادية في السنوات الأخيرة، يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الداخلي.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |