الانتخابات في حزب البعث؛ خطوة سورية الأولى لدخول مرحلة ما بعد الحرب
تشير الانتخابات الداخلية لحزب البعث السوري إلى حدوث تغيير في البنية السياسية لهذا البلد. معظم الأعضاء الجدد في اللجنة المركزية لحزب البعث هم من القوى الشابة والشخصيات الناشئة، ولم يبق في مناصبهم سوى عدد قليل من الكوادر السابقة في هذا الحزب. |
بحسب الموقع العربي تسنيم نيوز، ظلت سوريا عالقة في الحرب المحلية على مدى العقد الماضي متخلفة عن عملية التحول الديمقراطي والتطور السياسي. وكان وضع دمشق أفضل من حيث التطور السياسي مقارنة بمعظم دول الخليج الفارسی التي بدأت حرباً أهلية من خلال دعم الإرهاب؛ منذ وصول بشار الأسد إلى السلطة، تم اتخاذ خطوات جادة في هذا المجال وبدأت تظهر ببطء علامات التطور السياسي في هذا البلد، لكن الحرب الأهلية غيرت كل شيء.
ومع ذلك، الآن بسبب انخفاض التهديد العسكري للإرهاب في سوريا و تحسن بيئة الحياة الاجتماعية، أصبحت طليعة التغيرات في هذا البلد واضحة للعيان. ويعتبر حزب البعث الركيزة السياسية للحكومة السورية منذ 60 عاماً، وخلال السنوات التي تلت الحرب لم يتم إجراء انتخابات لكوادره ولجنته المركزية.
دعا بشار الأسد رئيس الحزب الحاكم في سوريا في الاجتماع الأخير للجنة المركزية إلى تفعيل عمليات تحديث الهيئة والهيئة. الموظفين المركزيين لهذا الحزب، وفي هذا الصدد، أجريت الجولة الأولى من الانتخابات الداخلية لفروع الحزب في مناطق مختلفة من سوريا، وهي تمهيداً لانتخابات اللجنة المركزية للحزب. وقالت اللجنة العليا للانتخابات في حزب البعث لمراسل تسنيم في دمشق، إن الاستعدادات اللازمة لإجراء هذه الانتخابات تمت بناء على توصيات الأمين العام للحزب، وهو ما يعد دليلا على تعزيز المسار الديمقراطي داخل الحزب. https://newsmedia.tasnimnews.com/Tasnim/Uploaded/Image/1403/02/16/14030216171020121299615510.png”/>
وبحسب الخطة فمن المفترض أن يتم تنفيذها بعد المركزي اجتماع اللجنة يجب أن يتم إجراء انتخابات اللجنة المركزية والقيادة ولجنة المراقبة والمراجعة وأمين سر اللجنة المركزية حتى يتمكن الحزب الحاكم من لعب دور أكثر نشاطا على الساحة السياسية مع زيادة جانبه الشعبي.
“مهند حاج علي” وفي حديث مع مراسل تسنيم في دمشق، أشار محلل القضايا السياسية إلى أن هذه الانتخابات خطوة كبيرة في تعزيز الأسس الديمقراطية للحزب، مشيراً إلى أن المجتمعات تغيرت اليوم و فمن غير المقبول أن يتم اختيار القادة من قبل عدد محدود من الأشخاص. الانتخابات الجديدة في الحزب الحاكم تمنح الناس فرصة الاستعداد لرئاسة هذا الحزب.
“عارف الرشراش”، وفي السياق ذاته قال أمين سر المكتب التنسيقي لحزب البعث السوري لمراسل تسنيم في سوريا إن الحزب الحاكم سيظل ملتزما بالمبادئ الديمقراطية والمنافسة ولا يسعى للسيطرة على اختناقات السلطة.
تكمن أهمية هذه العمليات في أن هذه الانتخابات تتماشى فعلياً مع الاستعدادات لدخول سوريا إلى مرحلة “ما بعد الحرب” “فترة، حتى تدخل النخب السياسية الشابة والجديدة في عمليات صنع القرار. وإعداد البلاد لظروف جديدة. ولا يخفى على أحد أنه بعد النجاح في إحباط المؤامرة المتعددة الأوجه للإطاحة بالحكومة، دخلت سوريا الآن حقبة جديدة لها متطلباتها الخاصة.
وقد أجريت هذه الانتخابات الداخلية في وضع حيث في العقدين الماضيين، كانت هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها الانتخابات الداخلية للحزب على نطاق واسع إلى حد غير مسبوق. واللافت هنا أن جميع أعضاء الحزب، بما في ذلك الكوادر المركزية والقوى الدنيا، شاركوا في الانتخابات في هذه الانتخابات؛ بينما في السابق لم تشارك الكوادر المركزية في مثل هذه المنافسات، كما تشير نتائج هذه الانتخابات إلى أن معظم أعضاء اللجنة المركزية للحزب البالغ عددهم 125 عضواً هم من القوى الشابة والجديدة، ونحو 15% من الكوادر السابقة هم من الشباب. في الوضع الذي ظلوا فيه على حالهم.
هذا فيما طالب بشار الأسد، بصفته زعيماً لحزب البعث، في المؤتمر الأخير لهذا الحزب، بزيادة صلاحيات اللجنة المركزية، مؤكداً على سياسة- الدور الصنعي والإشرافي لهذه اللجنة.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |