عندما استمعت هيئة الإذاعة البريطانية إلى انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان
في الأيام الأخيرة، تصاعدت حدة جرائم الحرب التي يرتكبها النظام الصهيوني ضد قطاع غزة إلى حد ارتفاع صوت بعض وسائل الإعلام الأجنبية باللغة الفارسية، التي عادة ما تكون منحازة للصهاينة. |
تقريروكالة مهر للأنباء*، في نفس الوقت الذي بدأت فيه الحرب الوحشية والإجرامية للنظام الصهيوني في غزة، خلال الأشهر الثمانية الماضية، شهدت شعوب العالم بوضوح الطغيان لأقلية شمولية ضد إرادة الأغلبية، وهذه هي النقطة بالضبط، فقد كانت نقطة التحول لسقوط القيم الإنسانية وبالطبع تراجع قيمة ومكانة المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة وكافة. وأجهزتها مثل مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان!
أنه نظام في العالم رغم كل التصريحات والقرارات الصادرة عن المحافل الدولية وطبعا ثبوت الإبادة الجماعية لذلك النظام في محكمة العدل الدولية و وطبعاً المحاكمة يواصل رئيس وزرائه قتل الشعب الفلسطيني بتهمة جرائم الحرب، وهو ما يثبت أن القوانين والأنظمة الدولية ليس لها قيمة وضمانة للتنفيذ إذا خالفتها إرادة بعض القوى الدولية.
كما لا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى بعض حالات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان خلال الأعوام الـ 76 الماضية والتي هي في السجل الأسود لإسرائيل النظام الذي هم من؛ أطول احتلال عسكري قائم حتى الآن، محاولة إزالة هوية الأمة الفلسطينية ومقوماتها الثقافية من أجل حرمان الفلسطينيين من حق تقرير المصير، انتهاك حرية التعبير من خلال اعتقال أو اغتيال الإعلاميين والاعتقالات التعسفية للمواطنين الفلسطينيين وبالطبع احتجازهم لفترات طويلة في السجون، إساءة معاملة الأسرى الفلسطينيين دون إثبات الجريمة والتهم، على شكل تعذيب نفسي وجسدي، والذي تزايد بشكل ملحوظ بعد 7 أكتوبر.
لقد وصل انتهاك حقوق الأسرى الفلسطينيين وسوء معاملتهم إلى حد أن بعض وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية، بما في ذلك “بي بي سي الفارسية”، رفعت موقفها الأصوات وذكروا في تقرير تناولوا هذه القضية بالتفصيل. وفي هذا التقرير، الذي تم كتابته بناءً على الصور المنشورة في الفضاء الإلكتروني لقوات الجيش الإسرائيلي، ضم أيضًا آراء العديد من خبراء حقوق الإنسان، واتخذت المحافل الدولية إجراءات تجاهه.
لاقت إساءة معاملة الأسرى الفلسطينيين ونشرها في الفضاء الإلكتروني من قبل القوات الإسرائيلية انتقادات وإدانات من قبل بعض نشطاء حقوق الإنسان في العالم، رغم أن بعض الدوائر لقد فتحت المنظمات الدولية أفواهها لانتقاد سياسات تل أبيب، لكن يبدو أن أياً من المؤسسات الدولية لا تملك الإرادة والقدرة على مواجهة آلة الحرب الصهيونية.
يقال إن النظام الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى “خسر معركة الرأي العام”، ليس فقط بسبب بعض التقارير من هذا النوع ظهرت في وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية (العالمية أو هيئة الإذاعة البريطانية) ضد إسرائيل، ولكن السبب هو أنه، من ناحية، ومع كل الدعم الإعلاني والإعلامي من أمريكا وأوروبا في الأشهر الثمانية الماضية، شهدنا مظاهرات ضخمة. في قلب المدن الأوروبية وبعض الولايات الأمريكية ضد سياسات هذا النظام بشكل أسبوعي.
كما أن المسيرات الاحتجاجية الطلابية في أمريكا وأوروبا والتي تعبر عن “معارضة الجيل الجديد في الغرب لسياسات إسرائيل” تنقل أيضًا الحقائق التي من أجلها سلطات تل أبيب ليست لطيفة، وهي بالتأكيد ليست غافلة عن هذه القضايا في تحليلاتها، وهي تشمل “المستوى المتزايد من كراهية شعوب العالم” ضد نفسها، والذي نتج عن ثمانية أشهر من القتل الجماعي وجرائم الحرب. وإبادة الفلسطينيين في الحسابات والقرارات المستقبلية
الآن علينا أن ننتظر ونرى ما إذا كان نشطاء حقوق الإنسان وبالطبع الآليات الدولية في هذا المجال، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية وحتى المنظمة الدولية محكمة العدل و… يمكنها اتخاذ الإجراءات الرادعة كما ينبغي لوقف انتهاك النظام الإسرائيلي الواضح لقوانين ومواثيق حقوق الإنسان، أو كما شهدت الأشهر الثمانية الماضية عدم فعالية المنظمات الدولية في مواجهة القمع من القوى المهيمنة التي تدعم تل سنكون أبيب.
*محمد مهدي مالكي، خبير في القضايا الإقليمية