سياسة أمريكا ذات السقف الواحد والجو المزدوج لدعم إسرائيل
وبينما ادعى "بايدن" تعليق المساعدات الأمريكية للكيان الصهيوني لمنع هجوم النظام الضخم على رفح، فإن البيت الأبيض يقدم مشروع قانون إلى الكونجرس الأمريكي لتقديم مساعدات بمليارات الدولارات للجيش الصهيوني في خضم إقراره |
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء الأمريكية والتي منذ اليوم الأول دخلت الحرب في قطاع غزة إلى الساحة لصالح النظام الصهيوني، ولم يدخر حتى الآن أي مساعدة للنظام الصهيوني. خلال الأشهر الثمانية من الحرب الدموية في غزة، ادعت الولايات المتحدة دائمًا أنها تريد عدم تصعيد الوضع في قطاع غزة وتدعم الإجراءات الإنسانية. وقد تم إثبات كذب هذا الادعاء عدة مرات خلال الأشهر الثمانية الماضية.
إجراءات الدعم الأمريكية ضد النظام الصهيوني
1. الأسلحة والمساعدات العسكرية
منذ اليوم الأول لعملية “عاصفة الأقصى” أرسلت الولايات المتحدة “أنتوني بلينكن” وأظهر وزير خارجيتها دعمه الكامل للنظام الصهيوني إلى جانب إرسال شحنة كبيرة من مساعدات الأسلحة إلى فلسطين المحتلة. وشملت مساعدات الأسلحة الأمريكية كافة الأموال العسكرية للكيان الصهيوني، كما زود الأمريكيون الصهاينة بجميع أنواع الأسلحة والقنابل المسموح بها والمحظور. وبالإضافة إلى المساعدات بالأسلحة التي شملت جميع أنواع الذخائر والآليات العسكرية والأسلحة، أرسل الأمريكيون أيضًا قادتهم العسكريين لمساعدة الصهاينة؛ لدرجة أن إدارة أجزاء من الميدان، خاصة خلال الأشهر الأولى، كانت بيد العسكريين الأمريكيين.
وإلى جانب هذه المساعدات قدم الأمريكيون مساعدات تتعلق بالأسلحة مثل سيارات الإسعاف، كما يتم إرسال المعدات ذات الصلة إلى الكيان الصهيوني في شحنات عديدة. وبحسب بعض التقارير فإن أمريكا كانت ترسل أحياناً 50 طائرة يومياً لمساعدة الصهاينة.
2. الدعم والمساندة في المجال الدبلوماسي
قدمت الولايات المتحدة مساعدات أكبر للنظام الصهيوني في المجال الدبلوماسي. خلال الأشهر الثمانية من الحرب في قطاع غزة، منع الأمريكيون اعتماد قرار في مجلس الأمن ضد النظام الصهيوني، على الرغم من عمليات القتل واسعة النطاق التي نفذها الصهاينة، واستخدموا حق النقض (الفيتو) ضد جميع قرارات مجلس الأمن الخاصة إنهاء الحرب في قطاع غزة. وقد شمل هذا الإجراء الذي قام به الأمريكيون جهود الدول الأخرى لوقف إطلاق النار. أي أن الأميركيين منعوا حتى انتهاء الحرب في قطاع غزة حتى لا يكون أمام النظام الصهيوني عائق أمام تحقيق مطالبه الدنيئة التي لم تكن تتمتع بحق النقض مثل مجلس الأمن، وحاولوا من خلالها مساعدة الصهاينة التهديد بتخفيض الميزانية وما شابه.
3. العمل العسكري المباشر
كما قام الأمريكيون بعمل عسكري مباشر لصالح الصهاينة في بعض النقاط. وكان الموقف الأهم في هذا الصدد هو تشكيل تحالف بحري في البحر الأحمر لمنع هجمات الجيش اليمني. وعلى الرغم من أن الأمريكيين لم ينجحوا كثيرًا في إنشاء تحالف واستهداف الجيش اليمني أيضًا لمنع هجماتهم ضد سفن النظام الصهيوني، إلا أنهم ما زالوا يحافظون على هذا التحالف وينفذون هجمات مستمرة ضد الجيش اليمني. ووفقا لقادة البحرية الأمريكية، فقد تجاوزت تكلفة العمليات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر مليار دولار حتى أبريل/نيسان وهذه العملية مستمرة.
النقطة الثانية من العمليات العسكرية التي قامت بها أمريكا هاجم بشكل مباشر المقاومة الإسلامية في العراق وسوريا. استهدف الأمريكيون المقاومة في العراق وسوريا لخلق عقبات في طريق أعمالهم ضد النظام الصهيوني.
النقطة الثالثة للعمل العسكري الأمريكي كانت الدفاع الذي قامت به الولايات المتحدة ورد النظام الصهيوني على رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وكان الأمريكيون مسؤولين عن الدفاع عن النظام الصهيوني ليلة عملية الوعد الحق، واستخدموا كافة منشآتهم الإقليمية للدفاع عن النظام الصهيوني.
4. اتجاه الرأي العام لصالح النظام الصهيوني
الإعلام الأمريكي منذ اليوم الأول لتنفيذ “عاصفة الأقصى” “عملية بدعم كامل من النظام الصهيوني. والآن يقومون بتشكيل الرأي العام لصالح النظام الصهيوني وتبرير عمليات القتل والجرائم التي يرتكبها هذا النظام. وبهذه الطريقة، جلب الأمريكيون معهم أيضًا وسائل إعلام الدول الرجعية في المنطقة مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتدعم مجموعة واسعة من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية إلى جانب الأمريكيين الأعمال الإجرامية للنظام الصهيوني، والتي يتم تنفيذها بتوجيه من الولايات المتحدة. والمؤشر الأهم في هذا الاتجاه هو استمرار سياسة الإعلام الأمريكي من قبل وسائل الإعلام الإقليمية والمحلية.
وقمع الطلاب الأمريكيين من أهم نقاط الدعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني في الرأي العام الأمريكي. حيث قمع الأمريكان بشدة انتفاضة الطلاب الأمريكيين، والآن بعد مرور 3 أسابيع تقريبًا يواصلون قمعها، لدرجة أن عدد الطلاب والأساتذة المعتقلين تجاوز 3 آلاف شخص، لكن السلطات الأمريكية مستمرة في قمعها .
5. إقرار ميزانية المساعدات للكيان الصهيوني
في الشهر الأول من معركة طوفان الأقصى، أقرت إدارة بايدن مشروع قانون بموازنة قدرها 24 مليون دولار لدعم النظام الصهيوني وأوكرانيا أرسلت إلى الكونجرس، ورغم أن الموافقة على تلك الميزانية واجهت مشاكل في الكونجرس، إلا أن مجرد إرسال مشروع القانون هذا يظهر الدعم الشامل من حكومة بايدن للنظام الصهيوني. وفي الوقت نفسه، تستمر مساعدات الأسلحة الأمريكية المستمرة للكيان الصهيوني دون انقطاع.
ذيل الديك الأمريكي بميزانية “بايدن” 1.260 مليار
وكالة فرانس برس أواخر الأسبوع الماضي، من إعداد ميزانية 1.260 مليار مشروع قانون من البيت الأبيض أعلن فيه دعم النظام الصهيوني. وأعلنت وكالة الأنباء هذه أن الميزانية المذكورة تشمل حزمة بقيمة 700 مليون دولار لذخيرة الدبابات، وحزمة بقيمة 500 مليون دولار لشراء مركبات تكتيكية، وحزمة بقيمة 60 مليون دولار لقذائف الهاون. وقد أعلنت الحكومة الأمريكية أن حزمة الدعم هذه سيتم إرسالها قريباً إلى الكونجرس ليتم الموافقة عليها سريعاً ومن ثم سيتم إرسال شحنات الأسلحة إلى الصهاينة.
هذه الميزانية هي بينما وافق “بايدن” على منع هجوم واسع النطاق للنظام الصهيوني على منطقة رفح جنوب قطاع غزة، وأوقف مساعدات الأسلحة الأمريكية. ولكن في الوقت الذي بدأ فيه النظام الصهيوني هجومه على رفح، تستعد أمريكا لإرسال مليارات الأموال إلى الكونجرس دعماً للنظام الصهيوني. وهذه الميزانية هي تأكيد لكذب كل الادعاءات الأمريكية بشأن دعم أهل غزة، وفي الوقت نفسه تقديم مليارات الأموال لتوفير أسلحة النظام الصهيوني. ميزانية تكفي لمواصلة الحرب لمدة 6 أشهر أخرى على الأقل.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |