عطوان: على مصر إنهاء صمتها تجاه العدوان الإسرائيلي
دعا محلل عربي بارز، منتقدا ضعف مواقف الدول العربية تجاه جرائم الاحتلال بحق غزة، وكذلك صمت مصر الرسمي إزاء مقتل جندي من جيش هذا البلد على يد القوات الصهيونية على معبر رفح، إلى من أجل صحوة العرب والرد الحاسم على المجرمين الإسرائيليين. |
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، فإن “عبد الباري عطوان” المعروف المحلل الفلسطيني ورئيس تحرير الصحيفة أشار في مذكرته الجديدة حول حرب غزة، إلى الاشتباكات الأخيرة بين قوات الجيش المصري والقوات الصهيونية عند معبر رفح، وكتب أن السلطات المصرية استمرت في التزام الصمت. والتغطية على عدوان النظام الصهيوني الذي استهدف وحدة من الجيش المصري في معبر رفح يوم الاثنين واستشهد البطل المصري البالغ من العمر 22 عاما ويدعى “عبد الله رمضان”، فإنهم يرتكبون خطأ كبيرا.
وواصل هذا المحلل الفلسطيني انتقاده لعدم وجود موقف حازم من الحكومة المصرية والدوائر تجاه هذه الجريمة الصهيونية. وأوضح أن هذا يعد انتهاكًا واضحًا لسيادة مصر، ولا نعلم لماذا لا يتخذ الإعلام المصري موقفًا مناسبًا تجاه هذا العمل البطولي للجندي المصري. كما أننا لا نفهم لماذا تحدث المتحدث العسكري للجيش المصري عن هذه الحادثة في سطرين فقط وقال إنه سيتم التحقيق في الحادثة. وأكثر ما يزعجنا هو أن خبر هذه الحادثة انعكس بشكل أكبر في وسائل الإعلام العبرية، وتتحدث هذه وسائل الإعلام عن العمل البطولي لعبد الله رمضان الذي حمل سلاحه ضد المعتدين الإسرائيليين، بينما مصر صامتة رسميا ويقول ذلك ويستمر التحقيق في الحادثة، ونرى أن مصر لا تمنح حتى لقب الشهيد لهذا الجندي، وتتصرف وكأن هذا الجندي ارتكب جريمة بدلاً من أن يضحي بحياته في سبيل الدفاع عن كرامة الوطن وتراثها الثقافي الوطني الذي يزيد عمره عن 8000 سنة. وسؤالنا هو أنه إذا لم يتحرك جيش مصر العظيم اليوم بقوته للدفاع عن بلاده ضد الأعمال العدوانية الإسرائيلية التي تنتهك سيادة مصر بشكل علني، فمتى يتحرك لمواجهة هذه الاعتداءات الإسرائيلية؟
ويستمر هذا المقال، نحن لم نكن يوما مع الحرب ولا نريد سوى الأمن والاستقرار والرخاء لمصر وشعبها، ولكن الصمت حقا يكفي. لقد وصل عدوان الصهاينة إلى ذروته، ولا يمكن للدول العربية أن تتهرب من مسؤوليتها، وعندما تفرض عليها الحرب، عليها أن تقف وتقاتل العدو. ويحزننا جداً أن نسمع كلام المتحدث باسم الجيش المصري، الذي يقول إن بلاده تجري تحقيقاً في حادثة مقتل جندي مصري في معبر رفح؛ لأن هذه القضية في الأساس لا تحتاج إلى تحقيق وتتطلب رداً فورياً وقاطعاً لمعاقبة القوات الإسرائيلية والانتقام لدماء هذا الجندي المصري الشهيد وغيره من الشهداء.
وشدد هذا المحلل الفلسطيني على هذا الموقف إن الضعف والصمت الذي اتخذته مصر يشجع المجرمين الصهاينة على مواصلة هجماتهم واحتلال الأراضي المصرية وانتهاك كافة الاتفاقيات المتعلقة بوقف إطلاق النار والتطبيع بين الجانبين. إن قطاع غزة، الذي وقف ببسالة في وجه عدوان العدو الصهيوني، وقدم أكثر من 120 ألف شهيد وجريح، وألحق بالمحتلين هزائم مذلة، هو في طليعة الدفاع عن أمن مصر القومي، كما كان في كل فترات التاريخ، ولذلك لا ينبغي لمصر أن تترك غزة وحدها في هذه المسؤولية الكبرى؛ غزة التي لا تمتلك صواريخ باليستية، وطائرات مقاتلة من طراز إف 16 وإف 15 من صنع الولايات المتحدة، وطائرات بدون طيار مختلفة، وجيش يبلغ ضعف عدد سكان غزة، ينضم إلى الشهداء المصريين الآخرين الذين لم يتمكنوا من ذلك وتحملوا عدوان الجيش الصهيوني وصخبهم في سيناء وأعماق فلسطين المحتلة، وغليت دماء الشرف في عروقهم وردوا على عدوان العدو بما يستحق. وفي هذه الأثناء، فإن من واجب السلطات السياسية والعسكرية في مصر أن تتحرك بشكل فوري وحاسم لوضع حد لهذه الإهانة والإهانة الكبيرة المفروضة على مصر؛ لأن هذا العدو المجرم لا يفهم إلا لغة القوة.
وأشار إلى تاريخ الحروب التي خاضتها مصر مع العدو الصهيوني وأكد أن حتى أصغر رد فعل من مصر سيتسبب في أكثر من 4 مليون إسرائيلي يلجأون إلى الملجأ أو يتوجهون إلى مطار بن غوريون ليجدوا مكاناً آمناً لأنفسهم في أوروبا؛ يعني من أين أتوا. ولا ندري حقاً ماذا ينتظر قادة مصر، إذا كانت غزة التي مساحتها صغيرة ولا توجد فيها غابات أو جبال، وعدد مقاتليها لا يزيد عن 25 ألفاً حسب الإحصائيات الصهيونية، هل يستطيع الجيش الإسرائيلي الذي ادعى أنه لا يقهر أن يتشبث بالأرض ويقاوم لأكثر من 8 أشهر ويدمر دبابات وجرافات وآليات عسكرية للعدو ويقتل عددا كبيرا من جنود الصهاينة، هكذا مصر التي كانت الرائدة يوما ما. وقائد الجيوش العربية في مواجهة الغزاة الصهاينة وتاريخيا مليئا بالانتصارات فماذا ينتظر وماذا يخاف سبب عدم دخول المساعدات لغزة وعدم الاستيلاء على رفح
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |