خطة بايدن الجديدة وغموض وقف إطلاق النار في قطاع غزة
يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد أشهر من الجرائم الإنسانية المستمرة التي يرتكبها الصهاينة في قطاع غزة، دعا رسميًا ولأول مرة إلى إنهاء الحرب من خلال تقديم خطة لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل. |
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، بعيد البطلان تصعيد الحرب في غزة، وعرض خطة وقف إطلاق النار، وأخيراً فشل محادثات السلام، بدأ هذه المرة من واشنطن. وفي 31 مايو/أيار، أعلن الرئيس الديمقراطي الأمريكي جو بايدن للصحفيين عن خطة سلام من ثلاث مراحل، والتي وافق عليها في السابق زعماء تل أبيب والقاهرة والدوحة.
وفي المرحلة الثانية يطالب الأميركيون بتبادل جميع الأسرى مقابل الانسحاب، دون تقديم ضمانة لإنهاء الحرب. وخرج الجيش الإسرائيلي من غزة. وفي المرحلة الثالثة، من المفترض أن يتفاوض الطرفان ويتوصلان إلى تفاهم حول خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة. ونظراً لعدم الاهتمام بالمطالب المشروعة لحركة حماس في هذه الرزمة المقترحة، يمكن تصور ثلاثة سيناريوهات لنهاية هذه الخطة، سنتناولها فيما يلي.
استمرار الوضع الراهن
عدم الاهتمام بالمطالب المشروعة لحركة حماس الإسلامية فيما يتعلق بضرورة إنهاء الاحتلال وعدم التدخل في الشؤون السياسية للأمة الفلسطينية يمكن أن يكون سبباً في فشل الخطة ذات المراحل الثلاث قبل أن تثار في الفضاء الرسمي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تهديد نتنياهو من القوى المتطرفة مثل بيتساليل سموتريش، وزير المالية، وإيتمار بنغير، وزير الأمن الداخلي، بعدم قبول اقتراح وقف إطلاق النار، قد وضع بيبي في موقف معقد.
على الرغم من أن استمرار الحرب في جبهتي غزة أو لبنان يمكن أن يساعد نتنياهو على البقاء السياسي، إلا أنه يحتاج إلى بعض المرونة التكتيكية لتقليل ضغط الرأي العام وكذلك للحفاظ على مظلة الدعم من الشركاء الغربيين. لقد وضع دعاة الحرب الصهاينة رئيس وزراء النظام الصهيوني على طريق ذو اتجاه واحد باستخدام ورقة “سقوط الحكومة”، الأمر الذي سيؤدي إلى مستنقع الاحتلال وإضعاف قدرات النظام السياسية والاقتصادية والعسكرية. وبناءً على ذلك، فإن أحد السيناريوهات المحتملة فيما يتعلق بنهاية خطة بايدن المرحلية للسلام هو عدم الاستجابة لمطالب ورغبات جميع الأطراف الفاعلة في ساحة المعركة.
وقف إطلاق نار مؤقت أو فرصة للتجديد!
إن أهم غموض في الخطة التي قدمها جو بايدن هو الفشل في توقع آلية موثوقة وفي الوقت المناسب لحل المشكلة. رسم رؤية لنهاية الحرب. في هذا السيناريو، ستتاح للكيان الصهيوني الفرصة لتجديد قوته دون إعطاء أي ضمانة جدية بشأن نهاية الحرب، أو الانسحاب الكامل من غزة، أو المستقبل السياسي والأمني لفلسطين، وبعد التخلص من الهجوم الشامل. الرأي العام مرة أخرى بحجة دخول تدمير حماس إلى قطاع غزة. النقطة الإيجابية الأخرى في هذا السيناريو بالنسبة لتل أبيب هي تبادل جميع الأسرى دون الاستسلام لمطالب حماس الإستراتيجية. وعلى هذا الأساس، فإن قبول مثل هذه الخطة من قبل المقاومة، صاحبة اليد العليا في التطورات الميدانية، يبدو بعيداً عن المتوقع.
تفعيل الجبهة الشمالية وتغيير الملعب
إن تركيز الرأي العام العالمي على التطورات الجارية في غزة ومنطقة رفح دفع آلة الحرب الصهيونية إلى هذا التبادل، مع تعزيز قدراتها الدفاعية الهجومية في الجبهة الشمالية، بحجة بإعادة الصهاينة إلى ديارهم ودفع قوات حزب الله للحديث عن خططهم العسكرية لغزو جنوب لبنان.
خلال الفترة الماضية وبعد أسابيع، حاول عاموس هوشستين، الممثل الخاص للرئيس الأميركي في قضية الخلافات الحدودية بين لبنان وإسرائيل، محاولة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورناي تخفيف التوتر على الجبهة الشمالية من خلال تقديم ما يسمى بخطة التسوية. لكنهم تجاهلوا أيضاً خطوط حزب الله الحمراء فيما يتعلق بإنشاء وسلطة قوات اليونيفيل وتحديد وضع المناطق المحتلة، واكتفوا بمطالبة انسحاب قوات المقاومة مقابل تقديم مساعدات مالية للجيش والحكومة اللبنانية!
إن تقديم مقترحات لا تتفق مع الحقائق على الأرض لن يساعد في إحلال السلام في المنطقة فحسب، بل من خلال تدمير “الزمن الذهبي” سوف يؤدي إلى تدمير “الزمن الذهبي” توفير الأرضية اللازمة لإسرائيل لغزو جارتها الشمالية. ورغم أن المقاومة اللبنانية بقيادة “سيد قاوم” لا ترغب في إشعال حرب واسعة النطاق في المنطقة، إلا أنها إذا لزم الأمر فإنها ستستخدم أسلحتها الحديثة لمواجهة المعتدين واستعادة التوازن في شرق البحر الأبيض المتوسط.
نشر الظلال عززت الحرب في غزة جهود فريق السياسة الخارجية والأمن القومي التابع لإدارة بايدن للوصول إلى نقطة وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. ووفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجريت في أمريكا، فقد أثرت الحرب في غزة بشكل مباشر وغير مباشر على جزء من المجتمع الذي صوت لصالح القوى التقدمية والأقليات العرقية والدينية. ورغم أن هذا التأثير لم يصل بعد إلى رقم ملموس، إلا أنه مع استمرار حرب غزة والإبادة الجماعية للمواطنين الفلسطينيين، هناك احتمال لحدوث تغيرات ملحوظة في نتائج صناديق الاقتراع والانتخابات الرئاسية.
المؤلف: محمد بيات، باحث في قضايا الشرق الأوسط
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |