Get News Fast

جريمة النصيرات؛ المعايير المزدوجة للإعلام الغربي ومنظور حرب غزة

إن الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام الصهيوني في معسكر النصيرات، بالإضافة إلى إظهار المعايير المزدوجة للإعلام الغربي، أثبتت مدى تعطش تل أبيب لمكاسب صغيرة لنفسها.

تقرير مهر نيوز، بحث موقع الميادين الإخباري في مقال عن الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام الصهيوني في معسكر النصيرات وازدواجية معايير الإعلام الغربي تجاه هذه الجريمة وأجاب أخيرا على سؤال ما إذا كان وهذا ما حدث هل يمكن أن يغير مسار حرب غزة أم لا؟

أعلن المكتب الإعلامي للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة أمس أنه في الجريمة الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي الجيش في مخيم النصيرات استشهاد 210 وسط قطاع غزة وأكثر من 400أصيب أشخاص آخرون أيضًا.

بعد إعلان النظام الصهيوني إطلاق سراح 4 من أسراه في غزة نتيجة المجزرة البشعة التي نفذها في مخيم النصيرات؛ وبدلا من تغطية عمق مأساة هذا المعسكر أو الحديث عن الدور المهم للاستخبارات واللوجستيات الأمريكية في هذه الحالة، حاولت وسائل الإعلام الغربية اعتبار هذا الحدث بمثابة نجاح للكيان الصهيوني.

هذه وسائل الإعلام التي أثبتت دعمها للكيان الصهيوني والتعليمات الإسرائيلية في التطورات السابقة، حاولت تقديم مئات الشهداء الفلسطينيين من خلال المبالغة في إطلاق سراح 4 إسرائيليين ويتجاهل الأسرى هذه المأساة، بل إن بعضهم حاول تبرير هذه الجريمة بأنها “نتيجة مؤسفة لعملية ضرورية”.

حتى أن بعض وسائل الإعلام الغربية حاولت إظهار أن عودة الأسرى الإسرائيليين لا يمكن تحقيقها إلا من خلال العمليات العسكرية وأنه من غير الممكن التوصل إلى هذه القضية من خلال المفاوضات ص>

العمليات الإسرائيلية لا تغير المعادلات

وبناء على ذلك يمكن القول أن الحادث الذي وقع بالأمس لا يمكن أن يغير المعادلات الاستراتيجية لهذه الحرب وسيبقى الاتجاه العام للأطراف على حاله . ويحاول قادة النظام الصهيوني دائمًا إنكار فشلهم الاستراتيجي المؤكد في هذه الحرب وإدارة الأضرار الناجمة عن هذا الفشل.

وهذا في حين فشلت قوات الاحتلال في إخراج الفلسطينيين من غزة وفرض حكم جديد في هذه المنطقة ولم تتمكن من تحقيق أي من أهدافها المعلنة تحقيق الأهداف ولن ينجحوا في تحقيق ذلك في المستقبل.

ص>

وإذا نظرنا أبعد نرى أن الجيش الصهيوني المحتل يعيش نوعاً من العزلة نتيجة انهيار قوة الردع لديه، والعديد من المعدات التي يستخدمها. وحتى الآن كانت فخر صناعاتها العسكرية قد ضاع في هذه الحرب. لقد تعرض الصهاينة في الجبهة الشمالية للإهانة ولم يتمكنوا من خلق مسافة بين جبهة غزة والجبهات الداعمة لها.

في الساحة الدولية، أصبح النظام الصهيوني مكروهًا ومعزولًا وفقد دعم الرأي العام. وبينما ينتظر هذا النظام محاكمة عناصره أمام المحاكم الدولية، على الجانب الآخر، تواجه المقاومة تحولاً استراتيجياً غير مسبوق.

معايير أمريكا المزدوجة ومشاركتها في مقتل النصيرات

رغم أن الولايات المتحدة أعلنت أنها لم تشارك علنًا في كارثة النصيرات، إلا أنها اعترفت بأنها خططت لهذه العملية. ولعل هذه بداية مسؤولية الولايات المتحدة المباشرة والمعلنة عن هذه المجزرة، وربما في المستقبل القريب سنرى القوات العسكرية الأمريكية تلعب دوراً ميدانياً.

النقطة الثانية تتعلق بأمريكا والمطالبات الإنسانية الكاذبة لهذا البلد. وفي هذه العملية، اتضح أن الرصيف البحري الذي بنته أمريكا كان من المفترض أن يستخدم فقط كمركز عسكري وأمني في خدمة الاحتلال الصهيوني، حيث تم استخدامه كمحور أساسي للعملية يوم أمس.

انعكاس عملية النصيرات في الإعلام الصهيوني

كما حاولت وسائل الإعلام التابعة للكيان الصهيوني تضخيم هذه العملية للتغطية على وجهه المهزوم في الحرب وجعلتها غير واقعية ومتناقضة مع تطورات الحرب الأخيرة. أشهر الحرب وعلى الفور التقى بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بالأسرى المفرج عنهم من أجل استغلال هذه الحادثة بما يتماشى مع مصالحه السياسية المؤقتة. لكن ما هو واضح هو أن العملية المذكورة لن تحدث أي تغيير في العملية العامة للحرب في غزة، ورغم أنها يمكن أن تكون حلا مؤقتا لآلام ومعاناة الصهاينة وخاصة قادة النظام الصهيوني، إلا أنها ولا يمكن أن يكون الحل الدائم للخروج من هذا الوضع بمثابة مستنقع لهم.

 

© وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة مهر للأنباء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى