هل تدعم أمريكا تل أبيب في حرب لبنان؟
تقرير وكالة مهر للأنباء بحسب موقع رأي اليوم الإخباري، كتب عبد الباري عطفان، محلل القضايا الإستراتيجية الإقليمية، في مقاله الجديد: بنيامين نتنياهو وجنرالاته هذه الأيام، يبحثون على نطاق واسع عن حل للحفاظ على سمعتهم في نفس الوقت الذي ينهي فيه الحرب ويترك غزة بأقل قدر ممكن من الضرر. ولهذا السبب زعمت بعض الأخبار، في تسريب متعمد، تحقيق بعض أهداف الهجوم على رفح، وقالت إنهم دمروا الجناح العسكري لحركة حماس! وهناك ادعاء آخر يروج له الصهاينة على نطاق واسع هذه الأيام وهو اليقين بالانسحاب الوشيك من قطاع غزة للتركيز على الجبهة الشمالية حتى يتمكنوا من احتواء خطر حزب الله اللبناني وتهديداته المتزايدة.
يعتقد البروفيسور روبرت بايب، وهو سياسي أمريكي وخبير في القضايا الداخلية والأمنية، أن أحد أكبر أخطاء نتنياهو وجنرالاته لم تكن فشلاً تكتيكياً أو فرض قيود سياسية وأخلاقية على قوته العسكرية، لكن فشلهم الأكبر كان عدم القدرة على الاعتراف بحماس. ويضيف أن تل أبيب تعتقد أن 14 ألفا من إجمالي 40 ألفا من قوات حماس العسكرية استشهدوا، بينما قدرت حماس عدد هؤلاء بـ 6000، وقدرت المخابرات الأمريكية هذا العدد بـ 10 آلاف. وبالطبع النقطة المهمة هنا هي أن عدد القتلى لا يدل على قوة حماس أو ضعفها؛ بل المهم في هذا الصدد هو استمرار هيمنة حماس العسكرية على قطاع غزة وحصولها على دعم شعبي واسع النطاق. بالإضافة إلى أن 80% من شبكة أنفاق حماس لا يزال من الممكن استخدامها.
وأكد عطوان: ما لم يتناوله البروفيسور بيب وغيره من الخبراء السياسيين والعسكريين هو أن عشرات الآلاف من العناصر التطوعية بعد بدء الحرب في الضفة الغربية أو أن قطاع غزة انضم إلى عناصر المقاومة وتلقى تدريبات سرية على استخدام السلاح في مراكز تدريب سرية أو مفتوحة في غزة. وأغلبهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، مما يدل على ضرورة مراجعة الإحصائيات المتعلقة بقوات حماس. وهناك نقطة أخرى جديرة بالملاحظة وهي أن الإبادة الجماعية التي يمارسها النظام الصهيوني في غزة لا تزيد من صرامة حركة حماس ومراكزها ضد النظام الصهيوني فحسب، بل تتسبب أيضا في ظهور مجموعات أكثر تعصبا في مواجهة العدو الصهيوني في قطاع غزة أو الضفة الغربية التي تنتقم لاستشهاد الأطفال والنساء ورجالها الذين يزيد عددهم عن 38 ألف شخص. ص>
وأضاف: إن الادعاءات التي يطلقها بعض المتحدثين باسم الحكومة الأمريكية بشأن دعم البلاد للمحتلين في حالة نشوب حرب في لبنان هي محاولة يائسة لتدمير البلاد. طمأنة الرأي العام بانهيار النظام الصهيوني خاصة في المستوطنات الشمالية للأراضي المحتلة، بينما يمارسون خلف الكواليس ضغوطا كبيرة على نتنياهو وجنرالاته حتى لا ينجروا إلى الحرب على الجبهة الشمالية. حزب الله. وهذا الموضوع أثاره الجنرال المتقاعد في جيش تل أبيب، إسحاق بريك، في تصريحاته، وقال إن الحرب في لبنان تعني انتحاراً جماعياً في إسرائيل تحت قيادة نتنياهو وغالانت وهولواي. ص>
كتب عطوان في النهاية: ما دام السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان وقادة حزب الله مستمرين في حرب الاستنزاف على لبنان الجبهة الشمالية، ويحيى السنوار ومحمد زائف وزملاؤه في الجبهة الجنوبية منشغلون في قتال العدو الصهيوني، وتل أبيب لا تتحرك نحو الفشل بسرعة عالية فحسب، بل تتجه بقوة نحو الانهيار الوجودي. لقد خسروا الحرب على أرض الملعب، وكذلك الحرب النفسية، وهم مكروهون في جميع أنحاء العالم. وتزايدت كراهية الصهاينة بعد استخدام أداة الجوع والمجاعة في غزة كسلاح، ويموت الأطفال في غزة نتيجة المجاعة. جبهة جنوب لبنان وحرب القوات اليمنية في البحر الأحمر وصواريخ المقاومة العراقية كلها تكاتفت مع غزة وعناصرها المجاهدة لتشكل جبهة واحدة تغير معادلات وقواعد الصراعات ليس في المنطقة فقط. بل في العالم كله. ص>