Get News Fast

مهمة إنقاذ الأطفال الصعبة من الصواريخ الصهيونية

وربما يكون نجاتهم من الصواريخ الصهيونية خلال الأشهر التسعة الماضية مؤشراً على حسن حظ أطفال غزة، لكنهم يواجهون مآسي مؤلمة تجعل طعم هذه السعادة مراً بالنسبة لهم.

تقرير نقلت مهر نيوز عن العربي الجديد أن “الحرب ضد الأطفال” ربما تكون المصطلح الأنسب المستخدم للإبادة الجماعية التي يمارسها نظام الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة؛ وأكبر ضحايا هذه الحرب الهمجية هم الأطفال الفلسطينيون الأبرياء والعزل.

بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا في الهجمات الوحشية لنظام الاحتلال أو تعرضوا لإصابات جسدية خطيرة، مثل بتر الأطراف، وغيرهم من الأطفال في غزة الذين نجوا من قصف الجيش الصهيوني، فإنهم يعانون من مشاكل لا يمكن تصورها ليعيشوا حياتهم.

في ظل الحصار المشدد الذي يفرضه نظام الاحتلال على غزة ونقص المساعدات الغذائية الفعالة والمياه النظيفة التي تدخل إلى هذا الحاجز، يدخل كل يوم عشرات الأشخاص آلاف الأطفال في مختلف أنحاء قطاع غزة يقفون في طوابير طويلة للحصول على المساعدات الغذائية والمائية، وذلك بشرط أن يكون هناك طابور للمياه والغذاء؛ وإلا فإن عليهم البحث بين الأنقاض والقمامة عن شيء لا يمكنهم البقاء عليه إلا بأكله.

يقضي أطفال غزة 8 ساعات يوميًا بحثًا عن الماء والغذاء ص>

إذا وجد هؤلاء الأطفال الطعام والماء، فعليهم السفر مسافة طويلة لإحضاره إلى عائلاتهم في مخيمات النازحين. وفي هذا السياق، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مؤخرا في تقرير لها: أن الأطفال في غزة يضطرون للبحث عن الغذاء لمدة 6 إلى 8 ساعات يوميا ثم حمل أحمال ثقيلة لمسافات طويلة لإحضار الطعام والمستلزمات. المياه لأسرهم ليأخذوها.

بالقرب من منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، عدد كبير من الأطفال وأسرهم يعانون من الجوع والعطش كل يوم ويخرجون للحصول على الماء والطعام، ويتوقفون أينما يرون مكانًا للتجمع أو طابورًا، على أمل العثور على الماء والغذاء لعائلاتهم.

تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأطفال في غزة فقدوا والديهم أو كليهما خلال الحرب وعليهم الاعتناء بمصادر رزقهم

قصة أطفال غزة حول المعاناة التي يعانون منها في طوابير الحصول على الماء والغذاء

عبد الله أبوفول، طفل فلسطيني يبلغ من العمر 8 أعوام، مع شقيقه الأكبر محمد، 11 عامًا، يقفان في الصف بمخيم خان يونس. مع 50 طفلاً آخرين، بينما كان جالونهم فارغاً وفي أيديهم أكياس نايلون قديمة، في ظل الحر تحت شمس حارقة، وبينما كانوا يقطعون مسافة طويلة سيراً على الأقدام من أبعد نقطة في منطقة المواصي، وقفوا على أمل الحصول على الماء.

تمكنوا من الحصول على بعض الماء بعد أكثر من ثلاث ساعات في الشمس، وعلى الرغم من أن جالونات الماء كانت ثقيلة جدًا بالنسبة لهم، إلا أنهم بذلوا قصارى جهدهم من أجل ذلك. توقفوا عن العمل وأخذوا معهم جالون الماء. وبعد قليل من الراحة، توجه هذان الطفلان إلى صف الطعام الذي قام موظفو الأونروا بتوزيعه.

قال عبد الله في حوار مع مراسلة العربي الجديد: والدي أصيب في الحرب وبسبب عدم توفر المرافق الصحية والطبية، أصيب والده الساق اليمنى واليد اليمنى الآن مشلولة ونحن الآن رجل منزلنا. نحن نفتقد المدرسة كثيراً وأريد العودة إلى المنزل. كان هناك سوبر ماركت وسوق بالقرب من منزلنا حيث يمكننا التسوق ولم نضطر إلى السفر مسافة طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة للحصول على المواد اليومية.

نزحت عائلة أبوفول من شمال غزة إلى الجنوب مع بداية الحرب. ويقول محمد شقيق عبد الله أيضاً: أحب الليل، لأننا نجلس أو ننام في الخيمة، ولكني أكره الصباح. نستيقظ دائمًا على صوت القصف ثم نضطر إلى السير مسافة طويلة للعثور على الطعام والماء في ظل الحر. نحن متعبون للغاية ولا نستطيع حمل جالون من الماء يوميًا. أريد أن أعود إلى طفولتي ولا أريد أن أكبر هكذا.

تتبخر أحلام أطفال غزة في طابور الحصول على الماء والغذاء

“إسحاق سالم” طفل فلسطيني يبلغ من العمر 10 سنوات، يقف في طوابير طويلة كل يوم مع أبناء عمومته وأبناء عمومته للحصول على الماء والطعام. الغذاء.

يقول إسحاق أننا كل يوم في الساعة 8 صباحًا نخرج من المخيم لنجد الماء والطعام وعلينا أن نتحمل الشمس الحارقة وتحترق بشرتنا كثيرًا. أنا مغرم جدًا بكرة القدم والجميع شبهني بـ “فيل فودين” لاعب فريق مانشستر الإنجليزي.

وتابع: يجب أن أحمل معي جالونات ثقيلة من الماء كل يوم وأبي يخرج كل يوم أيضًا لإحضار الماء والطعام لإخوتي المرضى و والدتي التي أصيبت في الحرب، للعثور عليها. لقد استشهد ثلاثة من أعمامي في هذه الحرب وأريد أن تنتهي الحرب. لا أريد الاستمرار في حمل جالون من الماء، فأنا متعب جدًا وأريد العودة إلى المنزل ومشاهدة كرة القدم على التلفزيون.

أعلنت وكالة الأونروا في تقرير لها أن البنية التحتية الصحية في قطاع غزة تتعرض لتهديد خطير وأن آلاف الأسر تضطر إلى استخدام مياه البحر للاستحمام والتنظيف أو استخدم مياه الآبار شديدة الملوحة للشرب. في جميع أنحاء غزة، لا يستطيع كل شخص الحصول على أكثر من 3 لترات من الماء يوميا، وهذا الوضع لا يطاق مع بداية الموسم الحار.

انتشار الأمراض المعدية بين الأطفال في غزة

قال الدكتور إبراهيم خلف الذي يعمل في العيادات الميدانية والمراكز الصحية في قطاع غزة عن الإصابات الجسدية التي يتعرض لها أطفال غزة: العبء الثقيل الذي يتحمله أطفال غزة وهو يفوق قدراتهم البدنية والعقلية بكثير ويشكل ضغطًا كبيرًا عليهم.

وأضاف: العديد من الأطفال في غزة يعانون من مرض الفتق نتيجة الضغط الجسدي الذي يتعرضون له. يحدث هذا المرض عندما يتم الضغط على جزء من الجسم من خلال جزء ضعيف من العضلات أو جدران الأنسجة المحيطة، مثل البطن أو السرة. السبب الذي يجعل أطفال غزة يعانون من هذا المرض المرهق هو أنهم يضطرون كل يوم إلى حمل أشياء ثقيلة تفوق طاقتهم بكثير.

صرح هذا الطبيب الفلسطيني: كل يوم أرى أطفالاً دون سن العاشرة في مناطق مختلفة من غزة يحملون حقائب وأحمال أكبر من حجمها وكطفل من واجبي يا دكتور أن أحذر أهلهم من عواقب هذا الأمر. ولكن في الواقع ليس لدينا خيار آخر، ويبدو أن الأسر تضطر إلى استخدام أطفالها لتلبية احتياجات الحياة الأساسية، فقط لتجنب الجوع والعطش. وبالإضافة إلى ضعف النمو وعدم وجود عظام وعضلات سليمة، فإن مستقبل هؤلاء الأطفال مظلم وسيواجهون مشاكل نفسية لا يمكن تصورها.

 

© وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة مهر للأنباء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى