هجوم مسقط الإرهابي؛ خطة مشؤومة لسويسرا الشرق الأوسط

وفقاً لما نقلته المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، ليل الاثنين في تطور بعيد من توقع وقوع هجوم مسلح على مسجد “علي بن أبي طالب” (ع) في مسقط، أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم شرطي عماني، وإصابة ما لا يقل عن 30 شخصا.

في البداية أكدت السلطات العمانية أن هذا نزاع مسلح ورفضت استخدام هجوم إرهابي فيما يتعلق بهذا الهجوم، لكن الصور المنشورة لهذا الحدث أشارت إلى وقوع هجوم إرهابي.

بعد إعلان موقع “أعماق” باعتباره الجهاز الرسمي لتنظيم داعش مسؤوليته عن وبهذا الهجوم، أصبح من الواضح أن هذه المجموعة الإرهابية كانت وراء كواليس هذه العملية دموية.

وقوع مثل هذا الهجوم في عمان كان غير متوقع بالنسبة للكثيرين؛ لأن أهل هذا البلد، أولاً، في المجال الاجتماعي، معروفون بالتسامح الديني والابتعاد عن الطائفية والأفكار التكفيرية. ومن ناحية أخرى فإن حكومة هذا البلد لديها سياسات سلمية ومع سياسة تجنب التوتر جعلت الكثيرين يطلقون على سلطنة عمان لقب سويسرا الشرق الأوسط.

في هذه الأثناء، السؤال الكبير هو لماذا وقع مثل هذا الهجوم الإرهابي في عمان؟ بالإضافة إلى ذلك يمكن القول أن توقيت هذا الهجوم مهم جداً أيضاً وفي هذا الوقت الذي يشهد تطورات معقدة في المنطقة، ما معنى هذا الهجوم؟

يبدو أن أنه على الجانب السياسي، فإن مواقف عمان الداعمة للشعب الفلسطيني لم يسبق لها مثيل منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023. في الواقع، مسقط أكثر تقدمًا من جميع الدول العربية في الخليج الفارسي ومنطقة غرب آسيا، وقد اتخذت موقفًا ضد النظام الصهيوني وأدانت جرائم وقتل النساء والأطفال الفلسطينيين في غزة على يد الجيش الإسرائيلي. ورغم قدراتها المحدودة من حيث الحجم والسكان وغيرها، إلا أن عمان تحركت ضد الصهاينة بكل إمكانياتها.

لقد كان رد فعل الشعب العماني ضد هذا النظام قدر الإمكان هو مقاطعة البضائع الصهيونية وإدانة جرائم إسرائيل في دعم فلسطين، متفوقًا على الدول الأخرى في المنطقة.

ويبدو أن تنظيم داعش في مثل هذا الوضع ينشط في المنطقة بما يتماشى مع مصالح النظام الصهيوني والولايات المتحدة، وينتقم من الدول التي لم تدعم وتدين جرائم هذا النظام في غزة.  باعتبارها الذراع الخفي لإسرائيل في المنطقة، ستحاول هذه المجموعة الإرهابية توريط دول المنطقة في قضايا الأمن الداخلي من خلال الهجمات الخبيثة.

إلى جانب الجانب الأمني، ومن الجانب الاقتصادي، يمكننا أن نولي اهتمامًا خاصًا لعمليات داعش في عمان؛ لأن هذه الدولة أصبحت منافساً لبعض دول مجلس التعاون في السنوات الأخيرة من خلال تبني سياسات اقتصادية وتجارية.

زيادة قوة الموانئ وتحويل عمان إلى مركز تجاري في المنطقة منطقة الخليج الفارسي، مصالح البعض تهدد مشيخات المنطقة؛ بالإضافة إلى ذلك، حاولت بعض الدول المذكورة تركيع الدوحة من خلال تطبيق سياسة الحصار على قطر، وفشلت في تحقيق طموحاتها، ولن تنجح هذه المرة أيضاً لأن أمن عمان جزء لا يتجزأ من أمن الوطن المنطقة وجمهورية إيران الإسلامية لن تبقى أبدًا غير مبالية بأمن المنطقة.

نهاية الرسالة/

ديف>