إحياء داعش على أجندة واشنطن / ما هو هدف أمريكا الجديد في المنطقة؟
تقرير وكالة مهر للأنباء نقلت العهد، أن القيادة المركزية للجيش الأمريكي أعلنت الأربعاء الماضي أن تنظيم داعش يعيد بناء نفسه. وأعلن هذا المركز في تقرير إحصائي عن اشتداد دوافع هذه المجموعة الإرهابية لشن هجمات في العراق وسوريا، والتي تزايدت مقارنة بالعام الماضي.
كل الأسباب والشواهد تثبت أن واشنطن تسعى من جديد إلى إحياء هذه الجماعة الإرهابية لتحويلها إلى تهديد واستخدام إعادة تنشيطها كذريعة كمبرر للإبقاء على وجودها العسكري في المنطقة.
ذريعة لاستمرار التواجد العسكري في المنطقة>
قال المحلل السياسي خالد العامر في مقابلة مع موقع العهد الإخباري إن الولايات المتحدة تتابع العدوان الصهيوني على غزة وتتخذ إجراءات صارمة وانعدام الأمن في لبنان، ولا ينوي مغادرة المنطقة. وهذا ما جعل الولايات المتحدة تستخدم عمليات داعش الأخيرة في سوريا والعراق كذريعة للبقاء في المنطقة.
وأضاف هذا المحلل السياسي أن النشاط المستمر لتنظيم داعش في الفترة الأخيرة وزيادة عدوانه على المواقع والمدنيين السوريين يؤكد أن واشنطن تريد تموضعها لتحضير القرار السياسي بالبقاء في العراق وسوريا، لذلك تقدم كافة التسهيلات اللوجستية والعسكرية لداعش عبر قاعدة التنف، ويتم نقلهم إلى المناطق المرغوبة لشن هجمات ضد الجيش السوري.
مركز تواجد الإرهابيين التابعين لداعش
من ناحية أخرى، قال وليد صالح، الخبير في الشؤون العسكرية، في حديث لموقع العهد الإخباري، إنه بعد هزيمة داعش للجيش السوري والمحور المقاومة في دير عام 2017 هُزمت الزور والبوكمال وتعرضت لأضرار كبيرة في الباغوز، وانتشرت فلول هذه الجماعة في عدة مناطق من سوريا، ومن أهم هذه المناطق:
-البادية السورية التي تمتد من ريف دمشق الشرقي إلى منطقة تدمر وتصل أخيراً إلى دير الزور وتبدأ من تدمر شمالاً وتصل إلى المنطقة وفي الجنوب السوري تمتد الحدود مع الأردن.
-ريف الرقة الهنوبي من مدن إلى الرصافة
إشارات اتصالات داعش مع أمريكا
وأضاف هذا الخبير العسكري أن تنظيم داعش ركز في السنوات الأخيرة على أسلوب العمليات الجماعية وأسلوب “الذئاب المنفردة” وجرب عملياته مع بهدف البقاء في ساحة المعركة وتشجيع العناصر التي فرت سابقاً على الانضمام إلى هذه المجموعة. لكن في المقابل فإن مناطق تواجد هذه الجماعة وعملياتها تظهر أن تنظيم داعش يتلقى دعما عسكريا واستخباراتيا كبيرا من أمريكا.
تتواجد هذه المجموعة في البادية السورية من تدمر إلى الحدود السورية مع الأردن والعراق والتي تضم أيضا قاعدة التنف الأمريكية. وتخلق هذه القاعدة ما يشبه منطقة الحظر الجوي بقطر 55 كيلومتراً، ولذلك وضعت هذه المجموعة نقاط تمركز عناصرها في هذه الصحراء وهي تحت مظلة الحماية الأمريكية.
تم اختيار المنطقة التي يتواجد فيها داعش كتهديد لشرايين اتصال سوريا مع العراق وإيران. وتقع منطقة تواجد هذه المجموعة جنوب الرقة قرب مدن حتى وصولها إلى الرصافة. ويهددون طرق المواصلات ويحاولون استهداف قوافل النفط وابتزاز الأموال منها لتمويل شعوبهم. وهذا الموضوع لا يمكن أن يكون إلا بدعم أميركي.
وأكد وليد صالح في حديث لموقع العهد أن عمليات هذه الجماعة تنخفض دائما بعد عام 2019 وأدنى مستوى لهذه العمليات سيكون في عام 2022 و كان ذلك عام 2023، لكن مع بداية عام 2024، تزايدت أنشطتهم في سوريا والعراق، لتصل هذه العمليات في سوريا إلى نحو 150 عملية في الربع الأول من عام 2024. وتتمثل عمليات هذه المجموعة في استهداف أرتال الجيش السوري ومهاجمة نقاط تجمع الجيش السوري وحلفائه؛ كما تستهدف هذه المجموعة قوافل النفط بهدف ممارسة الضغط الاقتصادي على سوريا لإثارة الرعب بين الناس. ولا يمكن تنفيذ هذه العمليات إلا بدعم من المخابرات الأمريكية، لكن تنظيم داعش لم يتمكن حتى الآن من السيطرة على أي منطقة جغرافية.
أهداف تكثيف أنشطة داعش
وأشار هذا الخبير العسكري إلى أنه رغم أن سبب زيادة حجم العمليات يعود إلى الروح المعنوية لعناصر هذه المجموعة فضلا عن استلامها الدعم البشري والمالي، حتى يتمكن داعش من إثبات أنه لا يزال لاعباً مهماً على الساحة؛ لكن السبب الرئيسي لتزايد هذه الأعمال الإرهابية هو عملية طوفان الأقصى، التي أوقفت الجيش الإسرائيلي وتحملت ضغوطا كبيرة من الجبهة اللبنانية.
وبهذه الطريقة يمكن تقييم تزايد عمليات داعش عام 2024 بدعم أمريكي في قاعدة التنف وقاعدتي دير الزور بعدة أهداف:
-زيادة الضغط الاقتصادي على الحكومة والشعب في سوريا.
-تهديد طرق المواصلات بخلق عوائق أمام حركة قوى المقاومة وقطع شريان الاتصال بين إيران وسوريا ولبنان.
-محاولة تزويد داعش بالموارد المالية عبر قوافل النفط.
– محاولة تقويض الجيش السوري وحلفائه.
المرحلة التالية من تكتيكات داعش الإقليمية
وتوقع هذا الخبير العسكري أن يحاول هذا التنظيم تنفيذ عملياته الإرهابية خاصة في مناطق متفرقة تصل إلى تدمر-دير الزور أو تدمر-السخنة – دير الزور ستصل وتزيد وتسيطر على منطقة السخنة الاستراتيجية.