الشعب التركي يخاف من فواتير الكهرباء والماء
وبحسب المجموعة الدولية وكالة أنباء تسنيم، فإن هذا الصيف في معظم دول المنطقة والعالم، كل ما يشكون من الحرارة. تركيا ليست استثناءً، ولكن يبدو أن الحرارة أصعب على الشعب التركي في تحملها مما نتخيل. لماذا؟ لأن تكلفة الكهرباء في تركيا من أعلى النفقات المنزلية والجميع يخاف من استهلاك الكهرباء.
فقط في بداية موسم الصيف هذا، ارتفعت تكلفة الكهرباء في تركيا بنسبة 30%. في غضون ذلك، أعلن ألب أرسلان بيرقدار، وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، أنه لن يكون هناك تضخم جديد في أسعار الغاز والكهرباء هذا العام. لكن بعد ارتفاع أسعار الكهرباء الجديد واحتجاجات المواطنين، أعلن: “للأسف ارتفعت تكاليف إنتاج الكهرباء ولم يكن أمامنا خيار”. وبالطبع ما زلنا ندفع جزءاً من السعر النهائي للكهرباء والغاز على شكل دعم. يعني عائلة مثلاً تصدر لها فاتورة بقيمة ألف ليرة؛ وعليه أن يعلم أن الحكومة دفعت ما لا يقل عن 400 ليرة من جيبها الخاص حتى لا يتعرض المواطن للضغوط”. وستصبح من أهم مصدري الطاقة. كل هذا فيما يقترب سعر الدولار الأمريكي في تركيا من 34 ليرة، ووعد أردوغان بخفض الدولار من 20 ليرة في بداية ولايته الثالثة كرئيس. لكنها لم تستطع حتى الحفاظ على مستوى 20 ليرة ووصل هذا المعدل من 20 إلى 34 ليرة خلال 15 شهرا.
مع بداية فصل الصيف ارتفعت تكلفة فواتير الكهرباء في تركيا بشكل رسمي والآن الدفع الشهري للكهرباء. لقد أصبحت الفواتير والغاز صعبة للغاية على ملايين الأسر التركية، لدرجة أن جزءًا كبيرًا منهم يحصل على المساعدة من مؤسسات الدعم الاجتماعي لتغطية هذه التكلفة. وهذا هو الوضع نفسه الذي أدخل مفهوماً جديداً في اللغة اليومية لأهل هذا البلد. والآن، إلى جانب مفاهيم مهمة مثل الفقر الصحي والفقر الغذائي، هناك مفهوم آخر في الحياة اليومية للشعب التركي، وهو “الفقر” والطاقة والخوف من ارتفاع فواتير الكهرباء والغاز.
التكلفة المزعجة لاستخدام مكيفات الهواء في تركيا بحث العديد من مواطني تركيا في جوجل باللغة التركية عن العبارة التالية: سر استخدام المبرد بشكل صحيح، تقليل تكلفة استهلاك الكهرباء للمبرد، أي المبردات تستهلك أقل الكهرباء، كم ليرة يستهلكها كل مبرد في الساعة الواحدة؟ تظهر هذه العبارات والأسئلة مدى خوف الشعب التركي الشديد من تكلفة الكهرباء، وفي تقرير مفصل، بحثت شبكة NTV الإخبارية التركية، في موضوع مكيف الهواء وتكاليفه في منازل الشعب التركي، مستعينة بالآراء الفنية. من الخبراء، تم التوصل إلى هذا الاستنتاج النهائي: “تستهلك مكيفات الهواء المثالية والقياسية في تركيا ما متوسطه 2 ليرة من الكهرباء كل ساعة واحدة، وإذا تم استخدامها لمدة 8 ساعات يوميًا، فإن التكلفة الشهرية تبلغ 1 مبرد قياسي سيكون بين 500 و550 ليرة”.
كما أشار التقرير أعلاه إلى أن نسبة صغيرة فقط من المواطنين الأتراك لديهم مكيفات هواء قياسية ذات استهلاك اقتصادي ومعقول. وفي معظم أمثلة الإنتاج المحلي والأجنبي، تكون التكلفة الشهرية سعر مكيف الهواء المنزلي حوالي ألف ليرة!
ولكي نعرف مدى أهمية ألف ليرة في حياة الشعب التركي، يجب أن نذكركم بأن ملايين الأسر في هذا البلد يبلغ دخلها الشهري 17200 ليرة. وهذا يعني أن تكلفة استخدام مكيف الهواء في منزل نموذجي في تركيا تبلغ حوالي 5% من إجمالي الدخل الشهري!
ما هي الطاقة الفقر؟
بينما تتزايد الأسعار بسبب عمليات الخصخصة والاعتماد على الدول الأجنبية، فإن فقر الطاقة آخذ في الازدياد. تظهر الأرقام أن فقر الطاقة سيزداد.
كشف تقرير توقعات الطاقة في تركيا لعام 2024 الصادر عن غرفة المهندسين الميكانيكيين TMMOB عن مدى فقر الطاقة في تركيا. ويبلغ معدل الأسر في تركيا التي لا تستطيع تدفئة منازلها بما يكفي 20%، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف المتوسط في الاتحاد الأوروبي. وبينما ترتفع الأسعار بسبب الخصخصة والاعتماد على الدول الأجنبية، فإن الأجور والدعم ليست كافية. قام أحد الأكاديميين الأتراك بإعداد تقرير مفصل للتحقيق في مفهوم فقر الطاقة في تركيا عام 2023.
وبعض النتائج الموجزة لهذا التقرير هي كما يلي:
أ) 21% من الأسر التركية لا تستطيع إبقاء منازلهم دافئة بدرجة كافية في الخريف والشتاء. ونتيجة لذلك، يضطرون إلى تحمل البرد ولا يستطيعون استخدام مصدر الكهرباء بسبب الفقر. ويبلغ معدل هذا الجزء من الفقراء في تركيا ثلاثة أضعاف متوسط الاتحاد الأوروبي.
ب) قامت 24.5% من الأسر التركية بدفع فواتير الطاقة الخاصة بها مع تأخير كبير بسبب نقص الأموال. وهذا يعادل 4 أضعاف المتوسط في الاتحاد الأوروبي، وتعيش مثل هذه الأسر دائمًا في ظل الضغط الذي تدين به لشركات الكهرباء والغاز. ج) تواجه 42.8% من الأسر ذات الدخل المنخفض صعوبة في دفع الفاتورة النهائية للغاز والكهرباء وغالبًا ما يحصلون عليها المساعدة من مؤسسات الضمان الاجتماعي.
د) 44.5% من الأسر الفقيرة في تركيا، في الخريف والشتاء، تقوم بتدفئة جزء فقط من منزلها بطريقة محدودة.
هـ) تركيا وتعاني البلاد من تضخم أسعار الطاقة بسبب زيادة الخصخصة والاعتماد على واردات الطاقة الأجنبية، كما تفاقم فقر الطاقة. يُظهر تقرير غرفة المهندسين الميكانيكيين TMMOB لعام 2024 أن واحدة من كل خمس أسر في تركيا تعاني من فقر الطاقة. هذا المعدل هو ثلاثة أضعاف متوسط الاتحاد الأوروبي! والآن أصبحت تدفئة المنزل سلوكاً مترفاً وفاخراً وهذا الوضع له تأثير سلبي على صحة الأطفال وكبار السن.
استهلاك الطاقة والسياسة في تركيا
مع اقتراب موسم الانتخابات في تركيا، أصبحت قضية “الطاقة” كقضية انتخابية مهمة موضع نظر الأحزاب والقادة السياسيين. ومن عادات حزب العدالة والتنمية المعتادة أنه دأب على توزيع مئات الأطنان من الفحم المجاني في المناطق الريفية والفقيرة عشية الانتخابات. لكن الآن وجد هذا السلوك شكلاً ممنهجاً ويمنح المواطنين تخفيضات على الكهرباء والغاز! كما وعد المرشحون والأحزاب الأخرى بخفض تكلفة الطاقة إذا وصلوا إلى السلطة /Uploaded/Image/1403/05/05/1403050515373398530644294.jpg”/>
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم حزب العدالة. وأعلن حزب التنمية قبل سنوات قليلة أن مهندسين أتراك قاموا ببناء حقل غاز ضخم على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وقد عثروا عليه باللون الأسود وهذا رأس المال الطبيعي سيجعل تركيا مستقلة في توفير الطاقة المطلوبة. لكن من الواضح الآن، أولاً، أن إجمالي احتياطيات الغاز في هذه المنطقة لا يعادل حتى ربع الاستهلاك السنوي للغاز الطبيعي في تركيا، وثانياً، تكلفة الاستخراج مرتفعة للغاية لدرجة أنها تساوي تقريباً تكلفة الاستيراد.
أعلنت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية أنه من أجل تحرير وإنقاذ هذا البلد من التكاليف المذهلة البالغة 120 مليار دولار من واردات الطاقة والوقود الأحفوري، يجب استثمار تركيا في مجال الطاقة المتجددة ستزداد كمية استخدام طاقة الرياح والطاقة النووية في تركيا بشكل مستمر في السنوات العشر الماضية.
نهاية الرسالة/
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |