والمثير للدهشة أن إسرائيل خسرت حرب المعلومات أمام حزب الله
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، النظام الصهيوني بعد حرب يوليو 2006 والهزيمة المذلة وفي مواجهة مقاومة لبنان، وعلى الرغم من الدعم اللامحدود الذي تحظى به من الولايات المتحدة والدول الغربية، إلا أنها ركزت معظم جهودها على جمع المعلومات عن قدرات حزب الله العسكرية، خاصة في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة، وادعت أن لديها ما يكفي من المعلومات في هذا المجال. .
صدمة حزب الله الاستخباراتية للصهاينة في عاصفة الأقصى
لكن ما حدث خلال معركة عاصفة الأقصى عندما انضم حزب الله إلى هذه المعركة من أجل دعم الشعب والمقاومة الفلسطينية، وبينت أن المؤسسات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية والتجسسية التابعة لنظام الاحتلال فشلت في حساباتها، ولا تزال لا تملك الكثير من قوة حزب الله العسكرية، خاصة في مجال الأسلحة الجوية؛ حيث تستمر المقاومة اللبنانية في الكشف عن مفاجآت جديدة للصهاينة خلال الأشهر العشرة الماضية.
وبالتالي فإن إسرائيل التي ادعت أنها رب المعلومات من حزب الله، تضطر إلى الاعتراف بأن حزب الله يمتلك قدرات لا يتمتع بها الإسرائيليون ولم يكن لديهم أي خبر عنه. إضافة إلى الفضيحة الاستخباراتية والأمنية الكبرى التي تعرض لها النظام الصهيوني في 7 أكتوبر 2023 بعملية طوفان الأقصى من قبل المقاومة الفلسطينية، فقد حدث الأمر نفسه للمحتلين على الجبهة اللبنانية؛ حيث لم يتوقع الصهاينة أن حزب الله، من خلال إظهار جزء صغير جداً من قدراته، يستطيع أن يشل الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة. وكانت أوساط هذا النظام تنشر عن قوة حزب الله العسكرية طوال العقدين الماضيين، ولكن اليوم العدو الصهيوني مصدوم من التفوق الاستخباراتي للمقاومة ولم يعد يستطيع أن يدعي أنه إله المعلومات.
عمليات معلوماتية واستطلاعية نفذتها وقد أحدث حزب الله خلال الأشهر العشرة الماضية، وخاصة تصوير مواقع حساسة وحيوية للصهاينة في مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة بواسطة طائرة الهدود بدون طيار، صدمة كبيرة للإسرائيليين، حيث يرون أنه بالإضافة إلى تحييد عمليات التجسس الإسرائيلية في لبنان، يتمتع حزب الله بالقدرة على اختراق المعلومات إلى أي جزء من الأراضي المحتلة.
تدمير استثمارات إسرائيل في التجسس على المقاومة اللبنانية
ولعل الكثيرين لا يعرفون وأن النظام الصهيوني بذل جهوداً كثيرة بدعم غير محدود من الولايات المتحدة للتعامل مع القوة المتزايدة للمقاومة اللبنانية على مدى 20 عاماً. كما أن الكثيرين، لبنانيين وإسرائيليين، لا يعرفون عن الجهود الهائلة التي يبذلها الجيش الصهيوني وأجهزته الأمنية والعسكرية في مجال التجسس والاستخبارات ضد حزب الله، والاستثمارات الكثيرة التي قامت بها إسرائيل في هذا المجال. كما أن الكثيرين قد لا يعرفون عن العمليات الأمنية والعسكرية والتجسسية التي يقوم بها النظام الصهيوني منذ سنوات طويلة لمنع حزب الله من التسلح بقدرات عسكرية متقدمة. لكن رغم كل الجهود والاستثمارات الضخمة التي بذلها المحتلون، إلا أن النتيجة التي تحققت اليوم كانت معاكسة تماماً للجهود الإسرائيلية، كما أن أداء المقاومة اللبنانية اليوم لا يدخل حتى في الفرضيات الاستخباراتية للصهاينة.
حزب الله وكانت الصدمة الاستخباراتية لإسرائيل كبيرة لدرجة أن المؤسسات العسكرية والسياسية لهذا النظام لم تتمكن من تقديم مبرر لفشلها في هذا المجال للرأي العام الإسرائيلي. على سبيل المثال، العملية التي نفذتها طائرة “الحودة” بدون طيار في عمق فلسطين المحتلة والصور التي التقطتها هذه الطائرة بدون طيار من مواقع الصهاينة ونشرتها تدريجياً وأبقت المحتلين في حالة نصف مستيقظة، أمر اعتبره الإسرائيليون أيضاً في تقييماتهم لم يعتقدوا ذلك.
تجول الصهاينة أمام قوة حزب الله الدفاعية وطائراته بدون طيار
لكن فضيحة استخبارات الصهاينة لا تفعل ذلك. ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل إن عمى إسرائيل الاستخباراتي تجاه قدراتها المقاومة اللبنانية في المجال الجوي خلق مستوى آخر من القلق والتوتر بين القادة الصهاينة. على مدى العقدين الماضيين، عمل الصهاينة جاهدين لإيجاد طرق لمنع حزب الله من الحصول على أسلحة جوية متقدمة، ولكن الآن يضطر الإسرائيليون إلى الاستيقاظ ليروا أن حزب الله قد وصل إلى مستوى من القدرة الجوية لم تكن تل أبيب حتى تتخيله. والأدهى من ذلك أن المستوى الحقيقي للمقاومة اللبنانية لم يتحدد بعد، وعلى إسرائيل أن تنتظر كل يوم مفاجأة جديدة هي المقاومة لبنان. معدات لا علم للإسرائيليين بها وغير معروفة.
في شهر مايو الماضي، نشر مركز أبحاث الأمن الداخلي الإسرائيلي في تل أبيب تقريرًا ينصح القادة العسكريين الإسرائيليين بإيجاد حل للرد على تهديدات حزب الله المستقبلية، وخاصة تهديدات الطائرات بدون طيار الموجهة بأنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ طائرات بدون طيار قادرة على التصوير الفوري ويمكنها تجاوز تشويش نظام تحديد المواقع العالمي والوصول إلى هدفها.
كيف خسرت إسرائيل حرب المعلومات أمام حزب الله؟
ولقد كان النظام الصهيوني يتفاخر دائمًا لتفوقه الجوي في المنطقة وكان يفتخر بأنه “>
ما أظهره حزب الله في الأشهر العشرة الماضية ليس سوى مثال صغير على ما يمكن أن يفعله في حرب واسعة النطاق ضد العدو المحتل.
وربما الكثير، وخاصة المستوطنون لا يعلم الصهاينة أن هناك قراراً سياسياً وأخلاقياً وراء عمليات حزب الله بدون طيار؛ بحيث لم تضرب هذه الطائرات بدون طيار هدفاً بشكل أعمى ولم تصل إلى مركز مدني، لأن استراتيجية حزب الله في المرحلة الحالية هي استهداف مراكز عسكرية للعدو في إطار دعم المدنيين العزل في قطاع غزة. أما إذا أدى ذلك إلى حرب واسعة النطاق، فسيكون المشهد مختلفاً تماماً؛ حيث لا يعترف حزب الله بأي خط أحمر في مواجهة وحشية الجيش الصهيوني، وفي حرب واسعة النطاق يتذوق الإسرائيليون الكارثة الحقيقية.
ويزداد هذا الوضع سوءاً بالنسبة للصهاينة عندما لا يتمكنون من إيجاد حل. فالتعامل مع الصواريخ والطائرات المسيرة، التي دمرت عدداً كبيراً من أنظمة الكشف التابعة للجيش الصهيوني، وتدمير المنظومة الدفاعية الإسرائيلية في لحظة واحدة على يد حزب الله، هو سيناريو محتمل سيمهد الطريق للحرب. بدء وصول عدد كبير من الصواريخ شديدة الضرب إلى جميع أنحاء فلسطين المحتلة، بما في ذلك تل أبيب.
مثلث الموت لإسرائيل في حرب واسعة النطاق مع حزب الله
لذلك، في حالة نشوب حرب واسعة النطاق، يجب على النظام الصهيوني أن يستعد لكارثة غير مسبوقة. وأفادت مصادر معنية بالمقاومة أنه في حال قيام مثل هذه الحرب، فإن النظام الصهيوني سيكون في وضع غير مسبوق، تشكل خلاله طائرات المقاومة المسيرة “مثلث الموت” في سماء فلسطين المحتلة، من قواعد كريات شمون. وفي الشمال الشرقي إلى قاعدة بلمخيم في الوسط ومطار رامون في احتلال جنوب فلسطين؛ حيث تتركز قوة طيران العدو في هذا المثلث وستكون محاطة بالكامل بطائرات المقاومة.
وفي هذا السياق أعلنت صحيفة معاريف العبرية: أن حزب الله حول منطقة الجليل إلى كما أن مختبرها لأبحاث وتطوير الأسلحة قد صنع أسلحة دقيقة وفتاكة للتحضير لحرب واسعة النطاق مع إسرائيل. كما طلبت صحيفة هآرتس العبرية من المستوطنين الصهاينة عدم تصديق كلام المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، وخاصة رئيس الأركان، وليعلم أنه يعيش في الخيال والحقيقة أن إسرائيل ليس لديها استعداد للحرب مع لبنان.
كما أثارت وسائل إعلام صهيونية أخرى أسئلة مهمة بعنوان أن تفوق حزب الله الجوي لا يزال يفاجئ إسرائيل وإلى متى فهل يريد هذا الحزب الاستمرار في استخدام طائراته بدون طيار في سماء إسرائيل (فلسطين المحتلة)؟
وشددت هذه وسائل الإعلام: ما أصبح واضحا اليوم هو أنه في الحرب القادمة سماء لبنان، على عكس ما تخيلته إسرائيل لن يكون تحت سيطرة سلاح الجو الإسرائيلي أبدا.
كما رد أفيغدور ليبرمان، وزير الحرب السابق في الكيان الصهيوني والرئيس الحالي لحزب (إسرائيل بيتنا) على الهزائم المتكررة للجيش الصهيوني أمام طائرات وصواريخ حزب الله، صرخ وقال: كل ما نراه من حزب الله اليوم هو مجرد اختبار. ويحاول حزب الله من خلال هذه العمليات قياس رد فعل هيئة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وطبيعة الرد وسرعته. وذكرت وسائل الإعلام العبرية في هذا السياق: من لا يملك معلومات عن الوضع في الجبهة الشمالية فهو مرتاح، وإلا فلن يتمكن من النوم ليلاً. لا تحتاج طائرات حزب الله بدون طيار إلى تصريح لدخول إسرائيل (فلسطين المحتلة) وتأتي إلى هنا متى أرادت ذلك. يخبروننا أننا موجودون دائمًا ويمكننا أن نضربك بشدة.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |