لبنان كله إلى جانب حزب الله، وسهم فتنة إسرائيل أصاب الجولان
وبحسب المجموعة الدوليةوكالة تسنيم للأنباء، فإلى جانب الأهداف العديدة التي لدى الصهاينة لبدء الحرب، وبعد حادثة الانفجار في الجولان المحتل واتهام حزب الله بقتل الأطفال في بلدة مجدل شمس، يبدو واضحاً أن الإسرائيليين يسعون إلى إحياء مؤامراتهم القديمة في خلق الفتنة والفوضى الداخلية في لبنان وتحريض الأقليات الدرزية ضدها المقاومة.
اللفتة الإنسانية السخيفة للمجرمين الصهاينة في الجولان!
بينما تعترف المصادر العبرية نفسها أن الانفجار في بلدة المجدل شمس في الجولان المحتل، والتي أسفرت عن مقتل 12 مدنياً، ناجمة عن خطأ في حسابات الدفاع الجوي الإسرائيلي، ونتيجة إصابتها بصاروخ من منظومة القبة الحديدية، لم يتردد قطاع غزة الآن وتزعم أنها تدافع عن المدنيين في مجدل شمس، وأغلب سكانها من العرب والدروز!
ومن الواضح أنه حتى أنصار نظام الاحتلال لا يمكن أن يصدقوا أبداً أن إسرائيل تسعى إلى الدفاع عن المدنيين الهدف الأول الذي يسعى إليه المحتلون من هذه المناورة الاستعراضية هو شن حرب دعائية ضد المقاومة. كما أن الصهاينة يعتبرون حادثة الجولان ذريعة لتوسيع الحرب وجر أمريكا إليها بشكل مباشر.>
منذ بداية حرب غزة بذل العدو الصهيوني جهوداً كبيرة لاختراق الطائفة الدرزية داخل الأراضي المحتلة. فلسطين والجولان السوري المحتل. ولا يمكن فصل هذه الجهود الإسرائيلية عن المؤامرات السابقة لهذا النظام، بما في ذلك المشروع التدميري الذي كان ينتهجه تزامنا مع بداية الأزمة السورية عام 2011؛ حيث هاجم نظام الاحتلال أربع قرى في الجولان السوري المحتل، هي مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قانية، وذلك بهدف تسريع مشروع “أسرلة” هذه القرى.
محاولة لتغيير الوضع الهوية العربية والسورية هو مشروع يسعى إليه الصهاينة منذ عام 1967، ويحاولون إجبار سكان الجولان، الذين يبلغ عددهم حوالي 42 ألف نسمة، على الانفصال عن هويتهم السورية وما يسمى “مواطني” إسرائيل.
وبالإضافة إلى الاعتداءات والسياسات الممنهجة التي ينتهجها النظام الصهيوني في اضطهاد أهالي الجولان، فقد بدأ هذا النظام في السنوات الماضية مشروعاً جديداً تحت عنوان “التنمية والمجلس المحلي” في الجولان. الجولان المحتل، وبعد ذلك حاول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، باعترافه بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة في سوريا، توفير أساس لتكون هذه المنطقة إلى الأبد في حوزة الصهاينة وضمها رسميًا إلى الأراضي المحتلة. هذا النظام رغم كل القرارات الدولية والمواقف الرسمية للدول.
ولكن رغم كل هذه المؤامرات فإن غالبية سكان الجولان احتفظوا بهويتهم العربية والسورية ورفضوا أي هوية إسرائيلية أو الانضمام إليها. جيش هذا النظام. خاصة بعد أن كان جيش نظام الاحتلال العام الماضي، الذي ادعى تشكيل قوات محلية بحجة مكافحة خطر الإرهاب في القرى، يحاول تجنيد شباب من الجولان في هذا الجيش واستخدامهم ضد السوريين واللبنانيين والفلسطينيين. .
مخاطر الصهاينة على الطائفة الدرزية في خضم حرب غزة
لطالما سعى النظام الصهيوني إلى النفوذ بين الأقليات في المنطقة. لتحقيق أهدافها ضد المقاومة، ومن بينهم الدروز، ونظراً لتواجدهم في مناطق استراتيجية مثل جبل لبنان وجبل الشيخ وجبل حوران، فإنهم يشكلون أهمية كبيرة لدى الصهاينة، لذلك لا بد من الاهتمام بهم هذه المخاطر التي تهدد الطائفة الدرزية من جانب النظام الصهيوني في المرحلة المقبلة:
– أولاً، سيحاول نظام الاحتلال إثارة الفتنة والاتهامات وإثارة الفرقة بين أبناء الشعب. الجولان من كل من يتمسك بهويته الأصلية في هذه المنطقة ويعمل ضد رغبة إسرائيل.
وفي هذا السياق، حذر الحزب التقدمي الاشتراكي قبل أيام من تحركات العدو الصهيوني في قرى الجولان. الجولان وأغلبهم من الدروز.
– النقطة الثانية هي أن النظام الصهيوني رغم كل الجهود التي بذلها لم ينجح في تغيير الواقع في محافظة السويداء السورية. حيث أغلب سكانها من الدروز. ونتيجة لذلك فإن إسرائيل قد تزيد من جهودها لتفجير الوضع في هذه المحافظة في هذه المرحلة. وهذا الموضوع يتطلب من الأطراف المعنية وحتى المعارضة في محافظة السويداء، الذين ما زالوا ملتزمين بالخطاب الوطني ووحدة سوريا ويدافعون عن قضية فلسطين، ألا يقعوا في فخ الفتنة من قبل نظام الاحتلال و المشاريع التدميرية لهذا النظام.
– قبل أيام أعلن الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني لمؤيديه في لبنان ضرورة الحذر من تحركات العدو الصهيوني التآمرية في قرى الدروز؛ لأن الصهاينة يحاولون خلق فتنة بين الدروز في لبنان مع أنصار حزب الله وحركة أمل.
وجاءت هذه التحذيرات بعد إعلان وليد جنبلاط، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، معلومات عن نوايا إسرائيل الشريرة لتعكير الأجواء الداخلية في لبنان وهذا النظام أطلق حملة في الفضاء الإلكتروني لهذا الغرض.
حيث أن الصهاينة غير قادرين على تغيير الواقع العسكري في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة. ومواجهة عمليات حزب الله، يبدو السيناريو القائل بأن إسرائيل تسعى مرة أخرى إلى الهروب من الهزيمة العسكرية أمام المقاومة بمشروع الفوضى الداخلية في لبنان صحيحاً تماماً. لذلك، فإن تحذير وليد جنبلاط ومسؤولين آخرين في الحزب التقدمي الاشتراكي من الدمار مشروع العدو الصهيوني مناسب تماماً. وعلى وجه الخصوص، قام نظام الاحتلال بالعديد من التحركات في السنوات الأخيرة لتسليح بعض الجماعات الدرزية المتطرفة، وقد يستخدمها في المرحلة الحالية لجعل المناطق الداخلية في لبنان غير آمنة.
كيف تطلق إسرائيل النار على المدنيين؟ الدروز هل رجموا؟
رغم مؤامرة الكيان الصهيوني في تفجير بلدة مجدل شمس واتهام حزب الله بقتل مدنيين وأطفال في هذه المنطقة، إلا أن رد فعل الدروز؟ وأهالي الجولان ووجهاء الطائفة، وبسبب هذه الحادثة أربك الدروز حسابات الصهاينة، ولم يسمح الجولانيون للعدو المحتل أن يعول على دماء أبنائهم لتحقيق أهدافهم القذرة، وليد جنبلاط. “طلال أرسلان” رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني والشيخ “أمين الصايق” ممثل الدروز البارزين في لبنان والشيخ “يوسف جربوع” ممثل الطائفة الدرزية في سوريا حذروا من فتنة النظام الصهيوني ورفضوا الاتهامات وشددوا ضد حزب الله في حادثة مجدل شمس: المقاومة هي السبيل الوحيد لحماية الناس وحزب الله لم يتجاوز قواعد الصراع ولا يستهدف المدنيين بأي حال من الأحوال.
هذه مواقف الدروز. إن قادة المجتمع في لبنان وسوريا قضية هامة تدل على تفهم كافة المكونات لأهمية المقاومة ضد الاحتلال وفتن العدو الصهيوني.
اعتمد وليد جنبلاط، أبرز زعماء الطائفة الدرزية، دعماً للمقاومة ضد الفتن والاتهامات الإسرائيلية، وكانت اتصالاته بالقادة الدروز في لبنان والخارج بمثابة إجراء وقائي فعال ضد المؤامرة الصهيونية على وتحريض الطائفة الدرزية ضد المقاومة.
وكان وليد جنبلاط، الذي سبق له خلافات سياسية كثيرة مع حزب الله، يدافع دائماً عن حزب الله وأدائه في هذه المعركة منذ بداية دخول المقاومة اللبنانية إلى الحدود. معركة طوفان الأقصى، ورداً على حادثة مجدل شمس، تمسك بهذا الموقف وفي أول موقف له رداً على اتهامات تل أبيب للمقاومة اللبنانية، أكد على ضرورة الوعي بخطة إسرائيل الشريرة لإشعال الصراعات في لبنان. وأعلن: أن حزب الله، كما أكد في بيانه، لا علاقة له بحادثة التفجير في مجدل شمس، ونحن مستمرون بالوقوف إلى جانب المقاومة وكل المقاتلين الذين يحاربون جرائم واحتلال إسرائيل، ومن هذا المنطلق وقال: إن المقاومة ستبقى في غزة ولبنان ولن تتمكن إسرائيل أبداً من تدمير حماس وحزب الله وروح المقاومة.
وليد جنبلاط أيضاً. وفي بداية حرب غزة، كان دائما يطالب الدروز بالتمسك بهويتهم العربية ورفض سياسات العدو الصهيوني. في المقابل، طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وغيره من القادة البارزين للدروز واتخذ جنبلاط موقفا مماثلا وأكد: إن ما حدث في مجدل شمس في الجولان السوري المحتل ليس إلا محاولة مقيتة وفاشلة من قبل المحتلين الإسرائيليين لتدمير الطبيعة الجغرافية والعربية للجولان. ولن نقبل أبداً أي مؤامرة على الهوية السورية والعربية للجولان، ولن يعود الوضع الطبيعي لهذه المنطقة إليها إلا بالمقاومة، ولن ينتهي المأزق الكبير أمام الرأي العام العالمي والجولان المحتل بخلفيته التاريخية، وكذلك الجيل الشاب الحالي، سيحبط كل مؤامرات العدو، كون لبنان اتخذ هذه المواقف في وقت يشهد الصراع في المنطقة مع إسرائيل وقد بلغ مشروعه ذروته، ويظهر أن مختلف المكونات في المنطقة، وخاصة الدول العربية، تدرك جيداً أبعاد فتن العدو التي تحدث في أي وقت يجدها ضيقة في المجال العسكري، فتلجأ إليها خدعة التوترات الداخلية في الدول، أصبحوا واعيين.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |