“صیاد الجواسیس” ؛ خلفا هنية
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية بيانًا الليلة الماضية أصبح يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس خلفاً للشهيد إسماعيل هنية. وجاء هذا الاختيار بينما قبل ذلك بساعات زعمت بعض المصادر انتخاب “محمد إسماعيل درويش” عضو المكتب السياسي لهذه الحركة زعيماً لحركة حماس، وهو ما تم نفيه سريعاً.
وزعمت مصادر إعلامية، مثل بي بي سي عربي وقناة العرب، في الأيام الأخيرة، أن “خالد مشعل” رئيس المكتب السياسي، و”خليل الحية” نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، هما المسؤولان الرئيسيان. خيارات لخلافة هنية. ولكن خلافاً لهذه التكهنات، تم انتخاب يحيى السنوار، وهو رئيس حركة حماس في غزة، زعيماً جديداً للمقاومة الإسلامية الفلسطينية، لتتغير الحسابات.
الفصل الأول: من أين أتى سياد الجواسيس؟
يحيى السنوار الملقب أبو إبراهيم، من مواليد مخيم خان يونس، ومثل غيره من الأطفال الفلسطينيين عاش طفولة صعبة ومنذ أن كان طالبا في جامعة العلوم الإسلامية بغزة، دخل التنظيم الإسلامي، وبعد تأسيس حركة حماس عام 1987، انضم إلى هذا الحركة السياسية والأيديولوجية وتشكل بالتعاون مع زملائه في الجامعة مجموعة تدعى “مجد” مهمتها مواجهة العناصر التابعة للنظام. وتمكنت هذه المجموعة من التعرف والقضاء على عدد من جواسيس النظام الصهيوني المتورطين في اغتيال شخصيات مؤثرة في حركة حماس، وذلك في إطار انتهاج سياسة القبضة الحديدية ضد عناصر حماس في السنوات الأولى لتأسيس هذه الحركة. واعتقل الصهاينة السنوار وأرسلوه إلى السجن وحكم عليه بالسجن 4 مؤبدات. لكن بعد مرور 23 عامًا (في عام 2011)، اضطروا إلى إطلاق سراحه. وكان إرث السنوار الدائم والأبدي لحماس هو منظمة ماجد، التي كانت مهمتها في البداية مكافحة الاستخبارات، ولكن في النهاية تم تسليم كامل إدارة الأمن الداخلي لحماس في غزة إلى هذه المجموعة، ولا تزال هذه المجموعة موجودة في حماس.
وأهمية هذه المجموعة كبيرة لدرجة أن هذا التنظيم لا يزال يعيق خطط أمريكا والنظام الصهيوني في غزة لنشر عناصر تابعة لها والعديد من أعداء حماس لا يملكون الشجاعة للتقرب من أمريكا والنظام خوفا من منظمة ماجد . لأنه في الشؤون الاستخباراتية والأمنية ليس للمجديين أي وخز ضمير مع أي من الخونة والمرتزقة والجواسيس في قطاع غزة.
الفصل الثاني: ماذا كان يفعل يحيى السنوار في السجن؟
كما كشف يحي السنوار عن عبقريته السياسية والاستخباراتية للصهاينة، وبعد مرور بعض الوقت، أحضر الصهاينة إلى طاولة المفاوضات من خلال تصميم إجراءات مثل الإضراب الشامل، وإصدار بيان وأنشطة مدنية أخرى داخل السجن. وفي ذات السياق، وصف عصمت منصور، أحد الأسرى الفلسطينيين عضو تنظيم الجبهة الديمقراطية، والذي كان مسجوناً مع السنوار لفترة، بأنه شخص تقيّ ولكنه عنيد، وكان هو سلطة الأسرى الفلسطينيين. . تضاعفت أهمية السنوار بعد نجاح حماس في السيطرة على غزة، لكن ذروة ذلك كانت عندما اعتقلت حماس “جلعاد شاليط”، الجندي الصهيوني الذي كان عضوا في وحدة جيوفاتي، وطالبت بالإفراج عن ألف فلسطيني. أسرى مقابل إطلاق سراحه
وكان اسم يحيى السنوار على رأس القائمة المذكورة، واستخدمت سلطات غزة – أفكار السنوار حتى خارج السجن، وزاد ذلك إلى حد ما أن أحد المفاوضين الصهاينة ذهب إلى سجن بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة للقاء السنوار. وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أنه في ذلك الوقت، وبعد تشخيص إصابة السنوار بالسرطان خلال مفاوضات إطلاق سراح شاليط، بسبب دوره البارز في مفاوضات إطلاق سراح شاليط، قاموا وأجبر الصهاينة على تسريع عملية ترحيله بإرسال مروحية إلى مستشفى السجن لإنقاذ حياة السنوار وعدم تعطيل عملية المفاوضات للإفراج عن الأسير الإسرائيلي الذي تحتجزه المقاومة الفلسطينية في غزة.
المشهد الأخير: كيف سارت عودة يحيى السنوار إلى غزة؟ جلعاد شاليط الذي لعب الدور بنفسه من المفاوضين عن بعد في السجن، وأصبح عضوا في المكتب السياسي. وخصص خلال هذه السنوات جزءا كبيرا من جهوده لقضية الأسرى، وفي عام 2015 أصبح المفاوض في قضية الأسرى، ووعد السنوار مع أبو إبراهيم الأسرى الذين جاءوا لتوديعه في ذلك الوقت بعد إطلاق سراحه عام 2011، قال إن أهم هدف له بعد مغادرته هو محاولة تحرير السجناء. وفي عام 2017، أصبح السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في غزة، لكن تحفته كانت عملية طوفان الأقصى، التي كانت تبلور لتجاربه العبقرية والاستخباراتية المضادة على مدى سنوات طويلة وفاجأت الصهاينة في مثل هذا الأمر. بطريقة لم يتعافوا بها بعد من صدمة هذا الهجوم.
السنوار بشجاعته التاريخية التي أظهرها في أبهى صورها لحظة (ذروة الخلافات الداخلية في النظام الصهيوني بشأن قضية الانقلاب القضائي لنتنياهو)، انطلق في عملية جريئة قلبت كل المعادلات، ويعتبر الكثيرون قرار إطلاق سراحه أكبر خطأ ارتكبه الصهاينة في السنوات الأخيرة. لكن يبدو أن قرار اغتيال الشهيد هنية، الذي أدى إلى خلافة السنوار على رأس هرم حماس، كان خطأ أكبر ارتكبه نتنياهو، وعليه من اليوم أن يتوقع العواقب الوخيمة للمعركة مع سيد الآل. -جواسيس المقاومة الفلسطينية.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |