حماس وأسلوب التفاوض في المفاوضات الصهيونية
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباءبدأت الجولة الأخيرة من محادثات وقف إطلاق النار التي اقترحتها قطر ومصر والولايات المتحدة يوم الخميس في الدوحة. وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين، حماس، في آخر إعلان رسمي لها عن حضور هذا الاجتماع، أنها لن تحضر هذا الاجتماع. أما سبب عدم رغبة حماس في حضور المحادثات هذه المرة، على عكس الاجتماعات السابقة، فهو موضوع هذا المقال الذي سنحاول فيه بيان أسباب عدم الحضور هذا بناء على المعطيات المتوفرة.
سبب إعلان حركة حماس
“أحمد عبد هادي”، ممثل حركة حماس، في موقف أعلن رسميا غياب حركته عن لقاء الدوحة الأخير. وحجة حماس لعدم الحضور هي أن المقترحات الجديدة التي من المفترض أن تتشكل عليها الاجتماعات المذكورة ليست سوى غطاء لعدوان النظام الصهيوني. وفي هذا الصدد أصدرت حركة حماس بيانا طالبت فيه بتنفيذ بنود مفاوضات 2 يوليو. وأعلنت هذه الحركة أنه لا حاجة لإعادة المفاوضات “RTL” style=”text-align:justify”>وبحسب إعلان صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن الولايات المتحدة تعتزم تقديم إطار جديد لتبادل التبادل. الأسرى والضغط على الجانبين للقبول الفوري بمبادئ وقف إطلاق النار. ويظهر هذا الإعلان أن أمريكا تنوي تغيير المفاوضات. وبما أن الأميركيين يتصرفون دائماً بالتنسيق الكامل مع الكيان الصهيوني، فلا بد من القول إن حماس فهمت هذا التغيير على أساس تفكير صحيح ودقة عمل واستخبارات، وعدم المشاركة في هذه الجولة من المفاوضات هو أمر معقول ومنطقي. هذه النقطة واضحة من البيانات المفتوحة، والبيانات المخفية التي تصل عادةً إلى الطرفين تؤكدها بالتأكيد.
إلى جانب هذا التغيير في الأيام الأخيرة، كما أعلن مكتب نتنياهو الشروط الجديدة للكيان الصهيوني للمفاوضات. الشروط التي تسعى إلى إطلاق سراح أسرى النظام الصهيوني وعدم انتهاء الصراع. لذلك، فمن الطبيعي والمنطقي تمامًا ألا تشارك حماس في المفاوضات dir=”RTL” style=”text-align:justify”>خلال الأيام الأخيرة، كانت وسائل الإعلام الداعمة للكيان الصهيوني تتكهن دائمًا بانتقام إيران وحزب الله. هجوم. ومن بين هذه التكهنات، أشار بعض المحللين إلى أن البيان المشترك لمصر وقطر والولايات المتحدة، لدعوة حماس والنظام الصهيوني للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار، تم تصميمه وتقديمه لغرض وحيد هو منع الهجوم الإيراني على سوريا. خلف لأن التحليل هو أنه عندما من المفترض أن تشارك حماس في مفاوضات وقف إطلاق النار، فإن إيران وحزب الله لن يقوما بهجوم انتقامي وسيؤجلانه.
وبناء على المعطيات السابقة يمكن القول إن غياب حماس عن مفاوضات وقف إطلاق النار أمر مقبول ومعقول تماما. إن حماس محقة تماماً في عدم التفاوض مع قتلتها، حتى ولو بشكل غير مباشر، قبل الانتقام لاغتيال زعيمها. بالطبع، هذه تكهنات بأن البيانات الميدانية ومرور الوقت يمكن أن تحدد ما إذا كانت صحيحة أم غير صحيحة وقد رأينا خلال الشهر الماضي، وخاصة بعد شهادة الشهيد هنية بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، تشابهاً كاملاً مع مفاوضات التسوية التي تجريها منظمة التحرير الفلسطينية مع الكيان الصهيوني. خلال مفاوضات التسوية في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، دخل الكيان الصهيوني طريق المفاوضات بعد توقيع اتفاقيات أوسلو. ومقارنة عملية تحرك النظام الصهيوني في تلك المفاوضات بعملية تحرك هذا النظام في مفاوضات النار متشابهة تماما، فالمفاوضات تبدأ بالأعذار. وبعد ذلك يرتكب جرائم واحتلالاً في الساحة، وبعد ذلك وبإصرار أميركي يدخل في مفاوضات بشروط جديدة. إن الشروط التي هي المطلب الوحيد للكيان الصهيوني والتي يعرفها الجميع لن يقبلها الفلسطينيون. ومن ثم، وبضغط الأميركيين، يحاولون إجبار الفلسطينيين على الانسحاب من موقفهم وتقديم تنازلات جديدة للمحتلين ويدخلون بنفس الطريقة. أعلنوا أولاً أنهم لن يشاركوا في المفاوضات. ثم يرتكبون جريمة جديدة في غزة. وبعد ذلك يضعون شروطًا جديدة ويحاولون إجبار حماس على قبول هذه الشروط بضغوط الأمريكان.
الصهاينة يبحثون عن حل فرصة شراء والحصول على امتيازاتهم بمساعدة الأميركيين بهدف التفاوض. لا يقتصر الأمر على عدم مشاركة حماس في هذه الجولة من الاجتماعات فحسب، بل يجب عليها أيضًا تجنب هذه المفاوضات. لأن استمرار المفاوضات لن يفيد إلا الصهاينة. وما ينبغي على حماس أن تقترحه هو إعلان شروطها والتأكيد عليها حتى تتم الموافقة عليها كلها. إن ما وضعته حماس على جدول أعمالها اليوم من أجل عدم الذهاب إلى المفاوضات هو نتيجة لذكاء وتخطيط قادتها، والذي إذا لم يتم تبنيه فإنه قد يعرض كافة مقومات المقاومة للخطر.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |