استراتيجية “إضاعة الوقت” التي ينتهجها نتنياهو في قضية تبادل الأسرى
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء
أ>، خلال 76 عاماً من احتلال فلسطين، لم يسلم النظام الصهيوني من أي جريمة واعتداء على قبلة المسلمين الأولى. وفي الوقت نفسه، لم يلتزم هذا النظام بأي اتفاق أو قرار. وقد أثبتت سياسة النظام الصهيوني هذه صحة هذه القاعدة للجميع، وهي أن قادة تل أبيب لا يفهمون إلا لغة القوة والمقاومة، ولا سبيل آخر أمام الفلسطينيين لنيل حقوقهم. وخلال الحرب الأخيرة، لا يحاول نتنياهو التوصل إلى هدنة وإنقاذ الأسرى الإسرائيليين، بل يريد إطالة أمد الحرب حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي هذا الصدد، أظهرت تجارب عديدة مع محور المقاومة أيضاً أن لا شيء سوى وجود أسرى لدى النظام الصهيوني في أيدي المقاومة، يجبر هذا النظام على الالتزام بالقواعد والأنظمة المتعلقة بقضية الأسرى الفلسطينيين. ولذلك تم إدراج هذا المبدأ في أجندة حماس كأساس لتخطيط المقاومة الفلسطينية في تصميم عملية طوفان الأقصى، ليضطر النظام الصهيوني، الذي لديه أسرى في أيدي المقاومة، إلى للالتزام بالاتفاقيات التي يرغب فيها الطرفان بشأن عودتهما.
إحصائيات أسرى النظام الصهيوني منذ البداية وحتى الآن تم تسليم 251 صهيونياً لفصائل المقاومة الفلسطينية خلال هذه العملية. وهذه الإحصائية هي رقم تحدث عنه الصهاينة ولم تقل المقاومة شيئاً عن عدد الأسرى الصهاينة.
تم الإعلان عن هذا الرقم في حين أن وقد أدرج النظام الصهيوني أسراه الأربعة – الذين ما زالوا في أيدي المقاومة منذ حرب 2014 (حرب 51 يوماً) – في هذه الإحصائية. ولذلك لا بد من القول إن العدد الأولي للأسرى – وهو ما تؤكده بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أيضاً – هو 247 أسيراً. لكن هذه الإحصائية أعلنها الصهاينة رسميًا وبطريقة مختلفة في مايو 2024.
وقد أعلن النظام الصهيوني في هذا التاريخ عن ارتفاع عدد الأسرى من هذا النظام 252 شخصا تحت تصرف المقاومة. وفي الأيام الأولى للحرب، أطلقت حركة حماس سراح أم وطفليها في 11 أكتوبر/تشرين الأول. وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول، أطلق سراح سجينين مسنين مولودين في الولايات المتحدة، وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول، أطلق سراح سجينين مسنين آخرين لأسباب إنسانية. وقبل إطلاق سراح هؤلاء الأربعة كان المتحدث باسم حماس قد أعلن عن مقتل 22 أسيراً من هذا النظام في قصف عنيف من قبل النظام الصهيوني، بعضهم من مواطني دول أخرى.
وبحسب الإحصائيات الرسمية التي أعلنها الكيان الصهيوني، تم إطلاق سراح 105 أشخاص خلال عملية التبادل الوحيدة بين المقاومة والكيان الصهيوني في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
وبعد أشهر قليلة من عملية التبادل، قُتل 3 أسرى صهاينة على يد قوات الداخلية خلال دوريات الجيش الإسرائيلي في أحياء غزة. وبعد ذلك تم العثور على جثث 3 أسرى آخرين في غزة. وفي عملية يقال إنها نفذتها قوات خاصة أمريكية تعرف باسم “دلتا”، تم إطلاق سراح 4 أسرى صهاينة، وأخيراً أُعلن الأسبوع الماضي عن اكتشاف جثث 6 أسرى صهاينة آخرين في مدينة خان يونس. وسط قطاع غزة.
إدارة الرأي العام للكيان الصهيوني
إنها ويبدو أن حركة حماس تطلق سراح جثث هؤلاء الأسرى تدريجياً، وقد تمكنت من استمالة الرأي العام للنظام الصهيوني. ويقول الصهاينة حاليا إن نحو 109 من أسرى هذا النظام موجودون لدى المقاومة. ويبدو أن الادعاء بأنه ليس كل السجناء الصهاينة في غزة على قيد الحياة صحيح إلى حد كبير. لكن هناك اختلاف في الرأي حول عدد القتلى، ويتراوح عدد الأسرى الذين قتلوا بين 50 و70.
حماس رغم القمع لقد تعرض لضغوط كبيرة في ساحة المعركة، فقد أدار قضية أسرى النظام الصهيوني بشكل جيد ووضع الصهاينة في ورطة. والآن، أثار بقاء هذا العدد من أسرى النظام الصهيوني الشكوك من جديد في أن النظام الصهيوني، وتحديداً “نتنياهو”، قد دفع بقضية أسراه باستراتيجية وتعليمات “هانيبال”؛ الاستراتيجية التي يزعم بعض القادة العسكريين والأمنيين في النظام الصهيوني أنها لم تنفذ في هذا النظام منذ عام 2016، لكن الآن الرفض الخطير لمجلس وزراء النظام الصهيوني قبول شروط المقاومة الفلسطينية فيما يتعلق بقضية أسراهم وأسراهم. ومقتل ما يقارب 70% منهم خلال هذه الفترة، وهو ما يحيي عملياً الشكوك حول إدارة قضية معتقلي هذا النظام باستراتيجية “هانيبال”. استراتيجية تقوم على أساسها طرح قتل الأسرى كوسيلة لإدارة قضية الأسرى حتى لا تضطر تل أبيب إلى تقديم تنازلات لعدوها.
كل هذه التكهنات خلقت أجواء سلبية للغاية ضد “نتنياهو” وحكومته. ومع اكتشاف جثث أسرى النظام الصهيوني، تتزايد الضغوط الاجتماعية الشعبية والتيارات السياسية ضد “نتنياهو”. على الجانب الآخر، هدد التيار المتطرف في الحكومة، بقيادة وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جاور ووزير المالية بتسالئيل سموتريتش، نتنياهو بأنه إذا وقع على اتفاق تبادل الأسرى فإنهم سينسحبون من الائتلاف ويسقطون حكومته.
ما يمكن فهمه من سياسة “نتنياهو” هو أنه لا يريد إنهاء قضية تبادل الأسرى، بل قبل كل شيء يبحث عن وهي فرصة له لتقديم نفسه على أنه المنتصر في الحرب من خلال قتل المزيد من الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مع تحقيق إنجازات زائفة.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |