هزيمة الحملة الإسرائيلية على الضفة الغربية بصفعة المقاومة
وبحسب المجموعة الدولية تسنيم نيوز، نفذت قوات الاحتلال الصهيوني عملية عسكرية واسعة النطاق على وبدأت هذه العملية الأربعاء من الأسبوع الماضي في الضفة الغربية المحتلة التي يقع مركزها شمالا، وبحسب التطورات الميدانية فإن هذه العملية ستستمر لعدة أيام. وقد أطلق الجيش الصهيوني على هذه العملية اسم “المخيمات الصيفية”. في إشارة إلى استهداف المخيمات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية خلال هذه العملية العسكرية الواسعة، وتصدت فصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وخاصة منطقتي جنين وطولكرم، في وجه الغزاة باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتفجرات من صنعها. . وحتى اليوم استشهد 19 فلسطينيا خلال هذه الاعتداءات، مما رفع عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بداية حرب غزة، بحسب الإحصاءات الرسمية، إلى 672 شخصا. كما أصيب عشرات الفلسطينيين في هذه الاعتداءات التي نفذها العدو الصهيوني شمال الضفة الغربية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، قام جنود نظام الاحتلال بتدمير واسع النطاق للبنية التحتية في الضفة الغربية، وحاصروا المستشفيات والمؤسسات المدنية، ومنازل الفلسطينيين، ونشرت تقارير عديدة تفيد بأن نظام الاحتلال يعتزم إخلاء السكان الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية وتهجيرهم؛ مثل المؤامرة على قطاع غزة.
وتزامنت هذه التقارير مع التصريحات الفظة لإسرائيل كاتس، وزير خارجية نظام الاحتلال، الذي أراد تكرار تجربة تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية، فقط مثل قطاع غزة.
ماذا تريد إسرائيل في الضفة الغربية؟ إن العمليات العسكرية الإسرائيلية الواسعة في الضفة الغربية لها بعدان: الأول بعد تكتيكي والآخر بعد استراتيجي للفلسطينيين في هذه المنطقة، جيش الاحتلال شن الصهاينة عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية، وكان الصهاينة يقصدون من خلال تنفيذ هذه العملية التظاهر بأنهم تمكنوا، بعد اغتيال عدد من قادة كتائب المقاومة في الضفة الغربية، من حل جوهر الحركة. المقاومة في هذه المنطقة، وبذلك يحققون إنجازاً لأنفسهم ويهدئون الرأي العام الإسرائيلي.
ولكن قبل أن نتعامل مع النتيجة المعاكسة لهذا الاجتياح العسكري للجيش الصهيوني في الضفة الغربية، يجب أن ندع ونشير إلى أن مجرد الشروع في مثل هذه العملية يزيد من تخوف المستوطنين الصهاينة والسلطات السياسية والأمنية من تحول الضفة الغربية المحتلة إلى جبهة مقاومة مشتعلة وغاضبة ضد إسرائيل.
السجل الحافل للضفة الغربية في عمليات المقاومة
شهدت الضفة الغربية المحتلة خلال السنوات الأخيرة تغيرات مهمة في مستوى عمليات المقاومة، التي بلغت ذروتها وانخفضت أحياناً في سلسلة فترات زمنية. لكن اللافت للنظر أن مثل هذه العمليات لم تتوقف في الضفة الغربية على الأقل منذ عام 2014.
وعلى الرغم من وجود عمليات استشهادية ضد الصهاينة منذ بداية احتلال فلسطين، إلا أن هذه العملية بعد عام 2014 والحرب التي حدثت في هذا العام بين المقاومة والجيش الإسرائيلي اشتدت بشكل ملحوظ.
تأتي هذه الحرب بعد 7 سنوات بالضبط من تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى قسمين أمنيا وثقافيا واقتصاديا واقتصاديا وعسكريا. لقد حدث ذلك اجتماعيا وسياسيا. حيث كان الصهاينة يحاولون فصل الفلسطينيين من قطاع غزة عن القدس والضفة الغربية، وكان هدفهم الأساسي إضعاف روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني وتقسيم هذه الأمة وتدمير فصائل المقاومة بما فيها حماس.
لكن هذه الحرب وأداء حماس فيها دفع الشعب الفلسطيني ليس فقط في قطاع غزة، بل أيضا في كل أنحاء الضفة الغربية والقدس المحتلة إلى التحول إلى أيديولوجية المقاومة مرة أخرى، ووجهات نظر الفلسطينيين. وأصبح الفلسطينيون في مناطق مختلفة أقرب إلى بعضهم البعض إلى حد كبير. كما ارتبط عام 2014 بتكثيف اعتداءات الغزاة على المسجد الأقصى ومحاولة تقسيمه زمانيا ومكانيا، فضلا عن تهويد مدينة القدس بعمليات المقاومة ضد العدو الصهيوني. منها 186 بالأسلحة الباردة، و42 دهسًا بالسيارات، و123 بعمليات إطلاق نار.
وفي السنوات التالية، استمرت هذه الظاهرة في التفاقم حتى عام 2021 بعد اعتداءات المستوطنين المتكررة على الفلسطينيين ومع اعتداءاتهم على المسجد الأقصى واعتقال الشبان الفلسطينيين من قبل الجيش الصهيوني، توسعت المقاومة في القدس بشكل كبير. وبحسب الإحصائيات الواردة في التقرير السنوي للمكتب الإعلامي لحركة حماس، فقد شهدت الضفة الغربية والقدس 10850 عملية استشهادية مسلحة في عام 2021، كانت 441 منها فعالة، أي أربعة أضعاف عدد العمليات الاستشهادية الفعالة في عام 2020. بعد معركة سيف القدس في مايو 2021، استمرت العمليات الاستشهادية الفلسطينية في الارتفاع.
هل حرب الصهاينة الصامتة في الضفة الغربية/عمليات كبرى قادمة؟
عرضية هجمات الجيش لم تكن الكيان الصهيوني في الضفة الغربية بعد الانتفاضة الثانية قضية جديدة، بل استمرت على الدوام؛ لكن بعد بدء حرب غزة، بدأ الصهاينة حرباً صامتة ضد الضفة الغربية وحاولوا تنفيذ سلسلة من الأهداف التآمرية والمحددة سلفاً في الضفة الغربية في ظل انشغال العالم بحرب غزة، وأخيراً التهجير. الفلسطينيين في هذه المنطقة وتنفيذ خطة الضم الكاملة للضفة الغربية.
بعد مرور 11 شهرًا على حرب غزة، نفذ الصهاينة عمليات عسكرية غير مسبوقة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية ونفذوا شن غارات جوية واسعة النطاق على المنطقة.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو أن العملية العسكرية الحالية للجيش الصهيوني في الضفة الغربية ستستمر كم يوما وهل ستمتد من الشمال إلى مناطق أخرى؟ ?
هذا النهج الذي تتبعه الحكومة المتطرفة لنظام الاحتلال ويهدف إلى فرض السيادة الكاملة لهذا النظام على الضفة الغربية المحتلة وتدمير أي أمل للفلسطينيين في إنشاء دولة مستقلة. والحقيقة أن هدف الصهاينة من هذه الخطة هو إحباط الشعب الفلسطيني بشكل كامل عن تشكيل دولته المستقلة ويستخدمون أدوات الضم والتهجير والتدمير لتحقيق هذا الهدف.
وهنا لا بد من نذكر أن اتفاقيات ائتلاف الحكومة الصهيونية مع حزب الليكود برئاسة نتنياهو قد نصت على أن “اليهود وحدهم لهم الحق غير القابل للجدل في جميع الأراضي الفلسطينية من البحر إلى النهر، وقد تم فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية دون ووضع جدول زمني”.
جهود ضم الضفة الغربية وبدأت الضفة الغربية في الفترة التي يكون فيها نتنياهو عام 2020، وهي فترة الرئاسة. وتولى جمهورية “دونالد ترامب” في أمريكا السلطة في مجال النظام الصهيوني وأعلن ترامب عن الاتفاق المناهض للفلسطينيين “صفقة القرن”. القرن” بدعم من بعض الأنظمة العربية التوفيقية. وبموجب هذه الصفقة المشؤومة، كان من المفترض أن ينضم أكثر من 30% من الضفة الغربية إلى الأراضي التي يحتلها الصهاينة في فلسطين، والتي تشمل جميع المستوطنات وجميع الأراضي المحيطة بالضفة الغربية والأغوار، وكذلك المدن الفلسطينية. في عمق الضفة الغربية.
وبناءً على ذلك، كان من المفترض أيضًا أن يتم نزع سلاح قطاع غزة بالكامل وسيتم تنصيب حكومة مدنية هناك، والتي ستحكم أيضًا الأجزاء المتبقية من الضفة الغربية.
ولكن بعد توليه منصبه، اكتشفت الحكومة الحالية للكيان الصهيوني، برئاسة نتنياهو، أن الصهاينة غير راضين حتى عن هذا المبلغ، ويعتزمون وضع الضفة الغربية بأكملها تحت الاحتلال الرسمي لإسرائيل وتوسيع نطاق السيطرة عليها. المشاريع الاستيطانية في هذه المنطقة كبيرة.
أهداف إسرائيل من الحملة على الضفة الغربية
أعلن د. “مصطفى البرغوثي” أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية وفي هذا السياق فإن إسرائيل تعتزم، بالإضافة إلى توسيع الاستيطان وتسريع عملية ضم الضفة الغربية وتهويد هذه المنطقة، تدمير أي مقاومة في الضفة الغربية، في إشارة إلى المشروع القديم لنظام الاحتلال لمنع قيام أي منها وقال: إن ما حدث في 7 أكتوبر 2023 كان نتيجة طبيعية للهجمات المتكررة التي احتلتها إسرائيل في الضفة الغربية والقدس. فالصهاينة لا يفرقون بين أبناء الشعب الفلسطيني في مناطق مختلفة، والجرائم التي يرتكبونها اليوم في الضفة الغربية تتماشى مع حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، وهي تستهدف فلسطين، وليس فقط مجموعة أو منطقة معينة. وتقود إسرائيل حكومة فاشية تسعى إلى تهجير جميع الفلسطينيين وتدمير القضية الفلسطينية. نتنياهو جبان يهرب إذا شعر بالتهديد. لكن للأسف فإن السلبية والمواقف المخزية والضعيفة لبعض الأنظمة العربية في ظل دعم أمريكا والغرب تجعل نتنياهو ونظام الاحتلال أكثر غطرسة في ارتكاب هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني. وأضاف الدكتور البرغوثي: نتنياهو كذلك حفر القبر هو النفس. لأنه بالتأكيد لن يكون أقوى من أرييل شارون رئيس الوزراء الأسبق لنظام الاحتلال الذي اضطر للانسحاب من هذا القطاع عام 2005 في ظل المقاومة الراسخة في قطاع غزة.
وهو وذكر: إن نظام الاحتلال لا يتعلم دروس التاريخ وهذا النظام قام بتهجير 70% من الشعب الفلسطيني عام 1948؛ ولكننا اليوم نرى أن عدد الفلسطينيين أكبر من عدد اليهود في جميع أنحاء فلسطين التاريخية، والصهاينة يغرقون أنفسهم في المستنقع أكثر من أي وقت مضى.
هل تأتي الانتفاضة الفلسطينية الثالثة في هذا السياق؟ ويحذرون من أن تكثيف الحركات الصهاينة المتطرفة وضغوطهم على الضفة الغربية في إطار هدف هذا النظام تدمير القضية الفلسطينية سيؤدي إلى انفجار حقيقي للأوضاع في الضفة الغربية وربما حتى الانتفاضة الثالثة. .
والحقيقة أنه بهذه الاعتداءات الهمجية يفتح النظام الصهيوني أبواب الجحيم أمام المستوطنين الصهاينة؛ لأن الفلسطينيين تعرضوا لوحشية العدو الصهيوني طوال العقود السبعة الماضية، ومثل هذه الهجمات ليست قضية جديدة بالنسبة لهم، لكن التجربة أثبتت أنها تقوي إرادتهم ودافعهم لضرب المحتل.
كما أن التطورات الميدانية في عموم فلسطين المحتلة والعمليات الاستشهادية التي امتدت من الضفة الغربية إلى قلب تل أبيب يشير إلى بداية مرحلة خطيرة للصهاينة الذين لم يعودوا حتى في منازلهم، فهم لا يشعرون بالأمان ويعرفون أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ أنفسهم هي مغادرة فلسطين والعودة إلى الأماكن التي يعيشون فيها ومنهم جاء أجدادهم.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |