عملية نفق الحرية؛ إلهام المقاومة الفلسطينية في طوفان الأقصى
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء
ا> منتصف ليل الخميس، وعشية الذكرى الثالثة لعملية “نفق الحرية”، خبر استشهاد “محمد الصادق” الزبيدي نجل “زكريا الزبيدي” أحيا ذكرى العملية البطولية لصناع ملحمة سجن “جلبوع” من جديد.
في 6 سبتمبر 2021، وبينما لم يمضِ أقل من 3 أشهر على عملية “السيف المقدس”، 6 أسرى فلسطينيين في أحد أكثر سجون النظام الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة، وهو سجن “جلبوع” ، سجلت عملية هروب رائعة في التاريخ. وقد أحدث هذا العمل البطولي موجة من السعادة وبحراً من التحفيز لدى الفلسطينيين لمواجهة العدو المحتل. والآن، في الذكرى الثالثة لهذه العملية البطولية، نستعرضها وإنجازاتها.
سجن جلبوع
يعتبر سجن جلبوع من أكثر السجون أمانًا يقع مقر مصلحة السجون شمال الضفة الغربية، في منطقة “جالود”. وهذا السجن، الذي بناه مهندسون إيرلنديون خلال الانتفاضة الثانية، قيد الاستخدام منذ عام 2004. الإجراءات الأمنية في هذا السجن شديدة لدرجة أنه يُقال إنها تعرض صحة السجناء للخطر.
في عام 2014، وبعد اكتشاف نفق في هذا السجن، تم تنفيذ عملية التدعيم في هذا السجن. ومنذ ذلك الحين، تم تفعيل نظام إنذار الطوارئ في هذا السجن. ويقول السجناء إنه بالإضافة إلى المراقبة الصارمة التي تتم هناك، فقد تم تركيب أجهزة استشعار هناك ترصد الاهتزازات داخل السجن.
الهروب الكبير من سجن جلبوع
في حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الاثنين 6 سبتمبر 2021 (15 شهريوار 1400)، تمكن ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع من الفرار من السجن عبر نفق أمضوا أشهر في حفره. وتم إنشاء النفق المحفور في إحدى المرافق الصحية لزنزانات السجن، وكان مخرجه يقع أسفل برج مراقبة السجن. “محمود عبدالله العارضة” و”محمد قاسم عرضه” و”يعقوب محمود قادري” و”إيهم فؤاد” المعروف بـ”إيهم نايف الكميجي” و”منازل يعقوب نافيات” و”زكريا الربيدي” بتغيير ملابسهم بعد ذلك إلى برج الرعاية والإفراج هربوا من السجن بتغيير ملابس سجنهم في نفس المكان.
تم تقديم التقرير الأول إلى الشرطة بواسطة أحد السكان الذي كان يقود سيارته على الطريق 71، أنه رأى شخصًا بين الحقول حوالي الساعة 1:49. أبلغ أحد موظفي محطة الوقود عن رؤية شخص غريب المظهر. وفي الساعة 2:14، شك قائد مركز شرطة بيت شان في الوضع الحالي. وفي الساعة الثالثة فجراً، أعلن بعض المزارعين أنهم شاهدوا تحركات غير عادية في الحقول القريبة من السجن. وبعد تلقي هذا الخبر اكتشف حراس سجن الكيان الصهيوني هروب ستة أسرى فلسطينيين من خلال تفتيش السجن الخلايا.
توحيد الجيش والقوات الأمنية
التقاط أبطال الهروب العظماء
في سبتمبر وفي 10 تشرين الأول أعلنت إذاعة الجيش الصهيوني عن اعتقال “يعقوب قدري” و”محمود عرضه” قرب “جبل الخفة” في الناصرة. وبعد يوم واحد، أي 11 سبتمبر/أيلول، تم اعتقال “زكريا الزبيدي” و”محمد عرضه” شمال فلسطين المحتلة بالقرب من محطة للشاحنات. وفي 19 سبتمبر/أيلول، تم اعتقال “إيهم كمجي” و”منازل نيفيات” بالقرب من مدينة جنين بالضفة الغربية.
إنجازات الهروب الكبير من سجن جلبوع
الهروب من رغم أن سجن جلبوع انتهى بإعادة اعتقال معتقلي نفق آزادي، وهو ما لم يكن بعيدًا عما كان متوقعًا منذ البداية؛ لأن بيئة الضفة الغربية صغيرة جدًا وتحت سيطرة وإشراف الصهاينة بحيث لا يمكن لعدد قليل من الأسرى دون مرافق الهروب منها. لكن هذا الهروب ترك آثارا كبيرة لدى الفلسطينيين بعد عودتهم إلى السجن.
1. فشل أمني للكيان الصهيوني
هروب 6 فلسطينيين من أحد السجون الأكثر أمانًا النظام الصهيوني، الذي أصبح كامل في حوزة النظام الصهيوني، كان بمثابة صفعة قوية للنظام الأمني للنظام الصهيوني. لقد شكك هذا العمل الشجاع في كل الحسابات والبنية الأمنية لسجون النظام الصهيوني، وأدخل بنيتها الأمنية في صدمة مفاجئة. وخاصة أن هذا الفشل الأمني خلق نوعا من عدم الثقة في الهياكل الأمنية وسجون النظام الصهيوني بين الصهاينة.
2. إحياء الأمل في نفوس الفلسطينيين
الهروب الكبير من سجن “جلبوع” بعد 3 أشهر من “شمشير قدس” تمت العملية هذه العملية التي نفذت في قلب البنية الأمنية للكيان الصهيوني وأمام أعينهم بكل ما أوتيت من وسائل تكنولوجية، أحيت الأمل في نفوس الفلسطينيين بأنه رغم كل السيطرة التي خلقها الصهاينة لها أنفسهم في فلسطين، ولا يزال هناك احتمال لاتخاذ إجراءات مقاومة ضد النظام الصهيوني. علاوة على ذلك، وبعد هروب هؤلاء الأسرى، نفذ الفلسطينيون العديد من عمليات المقاومة والإجراءات الاحتجاجية.
3. إثبات شرعية المقاومة من جديد
في هذه العملية، ستة أبطال فلسطينيين – الذين صنعوا هذه الهروب الكبير – كانوا جميعاً أبناء المقاومة. وكان “زكريا الزبيدي” قائد كتائب شهداء الأقصى و5 أسرى آخرين من أعضاء حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. مهندس ومنفذ هذه العملية الكبيرة هو “محمود عرضه” نائب رئيس تجمع أسرى الجهاد الإسلامي في فلسطين، والذي قام بحفر نفق في سجن “الشطة” عام 2014، لكن تم اعتقاله قبل أن يلوذ بالفرار. إن تصرف القائد هذا دليل على وجهة نظر المقاومة المعروفة بأن قادتها هم دائما على رأس سهم النضال، وقد مرت ثلاث سنوات على هذه العملية، وهو لا يزال في الحبس الانفرادي، وبحسب قوله المحامي الذي تمكن من زيارته مرة واحدة فقط خلال العام الماضي، منذ عملية “طوفان الأقصى”، حتى أنه تم أخذ القلم والورقة منه، وحتى أنه لا يسمح له بالراحة يوميا، فهو يقضي اليوم كله والليلة في الحبس الانفرادي. لكن بعض المصادر الفلسطينية أعلنت أن محمود العارضة أعلن في رسالة لوسائل الإعلام أنه يجب ألا يفقد الأمل، إن شاء الله، فإن أيام النصر والنصر قريبة.
يرى العديد من المراقبين والمحللين الإقليميين والدوليين أن عملية نفق آزادي هي أحد أهم المظاهر الكشف عن ضعف وهشاشة البنية المعلوماتية والأمنية للكيان الصهيوني لجميع فصائل المقاومة؛ ومن المحتمل أن يكون مخططو عملية طوفان الأقصى قد نجحوا في استهداف إنجازات هذه العملية الفريدة للأسرى الفلسطينيين من أجل مهاجمة جسد هذا النظام في 7 أكتوبر 2023 من خلال التركيز على نقاط الضعف في النظام الصهيوني.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |