تكتيكات المقاومة للمعركة الطويلة في غزة مع الإسرائيليين
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، بعد مرور ما يقرب من عام على حرب غزة، خلال هذه الفترة لقد حدثت تغيرات كثيرة في تكتيكات المقاومة الفلسطينية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تغيير كبير في إدارة المعركة. ومن الواضح أن فصائل المقاومة الفلسطينية، وكذلك أعضاء محور المقاومة الآخرين في المنطقة، وتوقع أن تطول هذه الحرب وتتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، وبالتالي هناك حاجة إلى تغيير التكتيكات في نفس الوقت الذي تتغير فيه الظروف؛ وهو ما تدركه فصائل المقاومة جيداً.
إصرار المحتل على مواصلة حرب الاستنزاف في غزة
الآن وبعد أكثر من 11 شهراً من هذه الحرب تمر، ولا مؤشرات ميدانية أو سياسية حول انتهاء الحرب أو حتى توقفها مؤقتاً، والشيء الوحيد الذي نراه هو بوادر انتشار الصراعات. في هذه الأثناء تشهد جبهة الضفة الغربية، التي فتحت النار على الصهاينة منذ بداية حرب غزة، تغيرات كبيرة خلال المرحلة الأخيرة، ونحن أمام توسع غير مسبوق للمقاومة في هذه المنطقة.
ميدانياً وعلى الرغم من التقارير والاعترافات العديدة للصهاينة حول حالة التآكل التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي والتعب واليأس الذي يعاني منه جنوده وحتى كبار ضباط هذا النظام الذين لا يريدون مواصلة الحرب، إلا أن ولا تزال السلطات الصهيونية مصرة على مواصلة حرب الاستنزاف هذه وعلى رأسهم جميعا “بنيامين نتنياهو” » رئيس وزراء نظام الاحتلال يهدم كل فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى زيادة عدد قواتها في محور نتساريم بين شمال قطاع غزة ووسطه وجنوبه. ويشهد هذا المحور خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عمليات عسكرية واسعة النطاق من قبل قوات الاحتلال، ويسعى الصهاينة لاحتلال هذا المحور والسيطرة عليه. وتشير المعلومات الميدانية إلى أن الغزاة يحاولون الوصول إلى مسافة 3 كيلومترات من محور نتساريم وبشكل عام، تشير كافة الدلائل إلى انتشار الصراعات في قطاع غزة، ولا يوجد قرار من النظام الصهيوني بوقف هذه الحرب، ولو بشكل مؤقت. كما تشير بعض المعلومات إلى أن الصهاينة يسعون إلى احتلال أجزاء من مناطق غزة المحاصرة بشكل دائم ومصادرة مساحات واسعة من أراضي هذا القطاع بحجة إنشاء مناطق عازلة على حدوده الشمالية والشرقية والجنوبية.
وعلاوة على ذلك فإن المعلومات تشير إلى أن الصهاينة يعتزمون تقسيم قطاع غزة من خلال احتلال محور نتساريم الذي يضم وحده أكثر من 35 كيلومترا من أراضي قطاع غزة ومناورات أميركية
على المستوى السياسي، الوضع ليس أفضل مما هو عليه على المستوى الميداني؛ لأن كل المعلومات تشير إلى أن كل التقدم الذي يتم الحديث عنه في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ليس أكثر من سراب، والجانب الأمريكي يحاول التظاهر بمناورة إعلامية في إطار أهدافه الانتخابية وأيضا لتقليص حجم الصراع. انتقادات للرأي العام العالمي لهذا البلد سادت أجواء إيجابية على المفاوضات وسيتم التوصل إلى اتفاق قريبا.
ويرى المحللون أن أمريكا، على عكس ما تتظاهر، ليست مهتمة بالأساس بوقف الحرب. إن الحرب في غزة وكل التحركات التي قامت بها على ما يبدو للوصول إلى ختام مفاوضات وقف إطلاق النار، كانت في إطار الأهداف الانتخابية للحزب الديمقراطي.
وتشير الدلائل إلى أن أمريكا وأمريكا منذ الأشهر السابقة. لقد اتفقت إسرائيل على مصالحهما المشتركة في إطالة أمد الحرب في غزة؛ وعلى وجه الخصوص، وبعد مرور ما يقرب من عام، لم تسجل إسرائيل أي إنجازات في هذه الحرب، ولم تحقق أيًا من أهدافها المعلنة، بما في ذلك القضاء على حماس وعودة الأسرى الإسرائيليين عبر العمليات العسكرية.
بحسب ونظرًا لهذه التقييمات، فإن أمريكا لا تزال تعتزم منح نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة فرصة لإنقاذ أنفسهم من المزيد من الفشل وعدم السقوط.
تغيير تكتيكات المقاومة في غزة وفقًا للظروف الميدانية
قوي>
وبناء على هذه التطورات وبما أن الكيان الصهيوني أثبت أنه لا يسعى لوقف الحرب، بدأت فصائل المقاومة بتغيير تكتيكاتها الحربية بشكل محسوب وفقاً للظروف الميدانية، والتي أدى إلى تغيير مهم في إدارة الحرب، وانكشفت آثاره بالكامل خلال المرحلة الأخيرة، خاصة في الأسابيع القليلة الماضية. سواء أثناء العمليات البرية والصراع المباشر مع قوات العدو أو من خلال الهجمات الصاروخية التي تستهدف البلدات المحيطة بقطاع غزة وبعض المدن المحتلة مثل عسقلان وأشدود وغيرها.
من ذهب فقد تابع عمليات المقاومة الفلسطينية منذ البداية وحتى الآن، سيلاحظون انخفاضاً ملحوظاً في التصريحات التي تصدرها هذه المجموعات حول العمليات العسكرية ضد العدو، ويرى البعض أن سبب الانخفاض في العمليات العسكرية الرسمية للمقاومة ضد قوات العدو الصهيوني هو إطار استراتيجية المقاومة هو إنقاذ استخدام السلاح. وطبعاً هذا لا يعني أن المقاومة تعاني من نقص السلاح؛ لأن التقارير الواردة من مصادر مطلعة تشير إلى أن فصائل المقاومة أعادت تشغيل العديد من ورش إنتاج الأسلحة لديها، خاصة تلك المخصصة لصناعة الصواريخ والعبوات الناسفة، وعرضت أسلحتها وأظهرت أن لديها ما يكفي من الأسلحة لحرب طويلة.
تشير التطورات الميدانية إلى أن التكتيكات التي تعتمدها المقاومة ضد العدو في المرحلة الحالية تركز بشكل أكبر على العمليات الفردية وصنع الكمائن ومن الناحية العسكرية الصهيونية لا داعي لاستخدام أسلحة كثيرة في هذه العمليات وهذا التكتيك وقد أثبتت نجاحها.
لكن التطور الثاني في تكتيكات المقاومة يتعلق بتوفير المزيد من المرافق والإمكانات العسكرية والبشرية والاستخباراتية، وهو حماية الأسرى الصهاينة في قطاع غزة، وهم في الواقع تعتبر إحدى أوراق الرابحة المهمة للمقاومة، وهي بمثابة رافعة ضغط في مواجهة العدو، ففي شهر يوليو قتلت الولايات المتحدة أكثر من 100 فلسطيني لإطلاق سراح أربعة أسرى إسرائيليين، وقاومت إجراءاتها الأمنية لحماية المزيد من الأسرى الصهاينة، وأصدرت أوامر صارمة. لفرق حراسة خاصة حول كيفية التعامل مع هؤلاء الأسرى.
وهذا يتطلب توفير المزيد من الإمكانات البشرية والسلاحية لتأمين أماكن الأسرى الإسرائيليين وزيادة عمل مجموعات استخبارات المقاومة ومكافحة التجسس، والعديد من الإجراءات وتم اتخاذها في هذا الصدد.
التطور الثالث يتعلق بمقاومة زيادة سرعة تقديم المساعدات للمواطنين في مناطق مختلفة من قطاع غزة على مستوى المساعدات الغذائية والصحية والدواء. وخاصة في المناطق التي يعاني أهلها من أزمة الجوع وتنتشر فيها كل أنواع الأمراض والأوبئة.
في ظل الوضع الذي تعمد فيه نظام الاحتلال شن حرب الجوع ضد أهل غزة ودائما ما قوافل المساعدات المستهدفة وقد خصصت المقاومة جزءاً كبيراً ومهماً من قدراتها البشرية والمالية لمساعدة أهل غزة، ورغم كل التحديات تسعى إلى زيادة سرعة عملها في هذا المجال.
المقاومة مستعدة لحرب طويلة الأمد
بالإضافة إلى ما سبق، هناك أدلة كثيرة على أن المقاومة تجهز نفسها لحرب استنزاف طويلة الأمد. وفي هذا السياق، أفادت وسائل الإعلام العبرية أن الفصائل الفلسطينية تعيد بناء قدراتها العسكرية، خاصة في الأنفاق، كما أن هناك شبكات اتصالات خاصة بين الأنفاق، كما انضمت آلاف القوات الجديدة إلى حماس، التي لديها دافع كبير لمحاربة العسكرية الإسرائيلية. وتنتظر هذه القوات أي فرصة لمواجهة الجيش الإسرائيلي؛ خاصة وأنهم فقدوا العديد من عائلاتهم وأقاربهم نتيجة الهجمات الإسرائيلية، ورغبة الانتقام مرتفعة للغاية بينهم بشكل عام، على الرغم من التكلفة الباهظة التي تكبدها الشعب الفلسطيني والمقاومة في هذه الحرب المدمرة للنظام. لقد حارب الصهاينة قطاع غزة، لكن أياً من هذه المصاعب لم تجعل الفلسطينيين يتوقفون لحظة واحدة عن قتال الاحتلال، ولا تقتصر أيديولوجية المقاومة على قطاع غزة، بل كما نرى الضفة الغربية المحتلة التي حاولت إسرائيل الانفصال عن قطاع غزة ببطء، وأصبحت اليوم تشكل تهديدًا وجوديًا كبيرًا للصهاينة في كمين كتيبة طولكرم
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |