إيران ومجموعة البريكس؛ مقترح لتعزيز التقارب العالمي
بحسب وكالة تسنيم للأنباء السيد. غادر أحمديان ممثل المرشد الأعلى وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، بدعوة من نظيره الروسي ونيابة عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى روسيا (الثلاثاء) للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن الأعلى. المسؤولين في الدول الأعضاء في مجموعة البريكس. وفي أول ظهور لها كعضو رسمي في مجموعة البريكس، كان لإيران حضور فعال وفعال في هذا الاجتماع من خلال تقديم اقتراح فعال واستراتيجي. وهذا التصرف يدل على جدية إيران ودورها في هذه المجموعة الدولية. إن اقتراح إيران بإنشاء هيكل أمني خاص لمجموعة البريكس هو تأكيد على رغبة طهران في زيادة التعاون والتفاعلات الاستراتيجية مع الأعضاء الآخرين في هذه المجموعة.
وتعبر هذه الخطوة أيضًا عن حقيقة أن إيران لا تبحث فقط عن الاستغلال الاقتصادي لعضوية البريكس، ولكنها تدرك أيضًا أهمية التعاون الأمني والسياسي، ومن خلال تقديم هذا الاقتراح، فإنها تلعب دورًا نشطًا في تشكيل المستقبل. لهذه المؤسسة الدولية. ويظهر هذا الاقتراح أن إيران، كعضو جديد، بخطط بناءة وأساليب إبداعية، تحاول المساعدة في زيادة تماسك وتأثير مجموعة البريكس في القضايا العالمية وتعزيز مكانتها بين الأعضاء الرئيسيين في المجموعة.
تحتوي الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمين الأعلى لمجلس الأمن القومي الإيراني إلى روسيا على عدة رسائل مهمة على مستويات محلية ودولية مختلفة. وتشمل بعض هذه الرسائل
– تعزيز محور المقاومة والتعاون الاستراتيجي مع روسيا: هذه الرحلة تظهر الاستمرارية تعزيز هناك تعاون استراتيجي بين إيران وروسيا، خاصة في قضايا مثل سوريا، والعقوبات الدولية، والسياسة الإقليمية. وهذه الرسالة موجهة إلى الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، مفادها أن إيران وروسيا تظلان حليفتين للغرب والعقوبات: في وضع يتعرض فيه البلدان لضغوط شديدة من الغرب، وخاصة العقوبات الاقتصادية، فإن هذه الرحلة هي رسالة إلى الغرب. المجتمع الدولي أن إيران وروسيا تبحثان عن سبل للتعامل مع هذه الضغوط من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري.
– التعاون على المستوى الإقليمي والقضايا العالمية: تبعث هذه الرحلة أيضًا برسالة مهمة إلى الجيران ولها جهات إقليمية فاعلة. وتسعى إيران وروسيا إلى مزيد من التنسيق بشأن الأزمات الإقليمية مثل سوريا والعراق وأفغانستان والقوقاز. ويمكن أن تمثل هذه الرسالة جهدًا مشتركًا لإدارة التطورات في المنطقة، وقد تكون أيضًا رسالة إلى القوى الغربية مفادها أن إيران وروسيا مستعدتان للتعاون بشكل أوثق في المجالات الأمنية والعسكرية وستواصلان الوقوف في وجه الضغوط والعقوبات.
– زيادة التعاون الاقتصادي والعسكري: تظهر هذه الرحلة أن البلدين يعملان على تطوير تعاونهما الاقتصادي والعسكري. وخاصة في مجالات الطاقة والتقنيات المتقدمة والدفاع، تمثل هذه الرحلة رسالة واضحة للقوى الغربية حول القدرات المحتملة لهذين البلدين في التعامل مع العقوبات والضغوط الدولية. وبشكل عام، تعتبر هذه الرحلة علامة على استقرار وتعميق العلاقات الاستراتيجية بين إيران وروسيا ومقاومة الضغوط الخارجية لإيران الإسلامية لإنشاء هيكل أمني خاص بمجموعة البريكس، والذي اقترحه أمين الأعلى وفي مجلس الأمن القومي الإيراني، يعتبر هذا الاقتراح خطوة مهمة في اتجاه تعزيز التقارب والتماسك بين هذه المجموعة. ويهدف هذا الاقتراح إلى تعزيز الأمن الجماعي وزيادة التنسيق بين الدول الأعضاء في مجموعة البريكس في مجالات الأمن والدفاع. لكن هذه الخطة تتطلب دراسة أكثر تفصيلاً لأسباب ودوافع هذا الاقتراح، فضلاً عن التحديات والفرص التي ستنشأ بالنسبة للدول الأعضاء والمنطقة بأكملها.
هذا الاقتراح ويسعى إلى جعل البريكس لاعبا فعالا ليس فقط في المجال الاقتصادي، ولكن أيضا في المجالين الأمني والاستراتيجية. من وجهة نظر إيران، من خلال إنشاء آلية أمنية، يمكن لمجموعة البريكس أن تكون بمثابة بديل للهياكل الأمنية الدولية التقليدية التي تتأثر في الغالب بالدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة.
الأهداف الرئيسية لاقتراح إيران:
-تعزيز التعاون الأمني بين أعضاء البريكس: تعتقد إيران أنه بسبب التغيرات المعقدة في النظام العالمي، هناك حاجة إلى تعاون أمني يتجاوز التعاون الاقتصادي. إن إنشاء هيكل أمني مشترك بين أعضاء البريكس يمكن أن يؤدي إلى تعزيز التماسك والتضامن بين هذه الدول ضد التهديدات المشتركة.
– إنشاء هيكل أمني مشترك التوازن ضد المؤسسات الأمنية الغربية: يسعى الاقتراح الإيراني، مع الأخذ في الاعتبار المؤسسات الأمنية مثل الناتو وغيرها من الهياكل ذات التوجه الغربي، إلى خلق توازن ضد هذه المؤسسات. ومن وجهة نظر إيران، تستطيع البريكس منع الاعتماد على النماذج الأمنية الغربية من خلال إنشاء هياكل أمنية مستقلة والمساعدة في ضمان المصالح الاستراتيجية للأعضاء.
– إدارة الأزمات الإقليمية والعالمية: بالنظر إلى التوترات والأزمات الأمنية في مناطق مختلفة من العالم، فإن إنشاء هيكل أمني مشترك يمكن أن يساعد أعضاء البريكس على إدارة الأزمات وحلها من خلال التعاون الوثيق. يمكن أن تلعب هذه البنية دورًا في التعامل مع الإرهاب والجرائم الإلكترونية وغيرها من التهديدات الأمنية الحديثة.
التحديات والفرص >
وعلى الرغم من الأهداف الإيجابية لهذا الاقتراح، إلا أن تنفيذه ترافقه تحديات. ومن بين أمور أخرى، فإن الافتقار إلى التقارب الكامل بين أعضاء البريكس في بعض القضايا الأمنية والاختلاف في مصالحهم الاستراتيجية يمكن أن يجعل من الصعب تنفيذ مثل هذا الهيكل. كما أن ردود الفعل السلبية من الدول الغربية التي تعتبر مجموعة البريكس تهديداً للنظام العالمي القائم قد تكون عائقاً أمام تحقيق هذا الاقتراح.
ومع ذلك، هناك العديد من الفرص أمام البريكس. ومن الممكن أن يؤدي التعاون الأمني بين أعضاء البريكس إلى تعزيز مكانة هذه المجموعة في النظام الدولي وزيادة نفوذها في الشؤون العالمية. كما يمكن لهذه البنية أن تساعد في تعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي وتصبح أساسًا لتوسيع المزيد من التعاون في مجالات أخرى.
اقتراح إيران لإقامة نظام أمني والهيكل الخاص بمجموعة البريكس، يعد علامة على رغبة إيران في تعزيز دور البريكس في المجالات الأمنية والاستراتيجية. لا يمكن أن يؤدي هذا الاقتراح إلى تعزيز التعاون الأمني بين أعضاء البريكس فحسب، بل يُنظر إليه أيضًا على أنه محاولة لخلق توازن ضد المؤسسات الأمنية ذات التوجه الغربي وزيادة نفوذ البريكس على الساحة الدولية.
المؤلف: معصومة محمدي، خبيرة في القضايا الأوراسية
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |