عملية معبر “الكرامة” وتطور جغرافية المقاومة
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء
ا> يوم الأحد 18 شهريور 1403 “ماهر ذياب حسين الجازي” سائق أردني لإحدى الشاحنات التي كانت تنقل البضائع من الأردني إلى الضفة الغربية، أطلق النار بعد نزوله من شاحنته عند معبر “الكرامة” باتجاه قوات وحدة الحدود التابعة للكيان الصهيوني، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مواطنين أردنيين، على جميع المعابر البرية بين الأردن وفلسطين مغلق حتى إشعار آخر. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي “استنفاراً أمنياً” في المستوطنات القريبة من معبر الكرامة، وكثف إجراءاته العسكرية عند المدخل الشرقي لمدينة أريحا قرب الحدود الأردنية. وقام النظام الصهيوني بتفتيش جميع الشاحنات التي كانت قريبة من المعبر وتم إعادة أكثر من 100 شاحنة أردنية إلى الأردن.
وأيضاً مغامرة النظام الصهيوني البطولية لم تكن عملية “الجازي” عملية نظمتها وصممتها فصائل المقاومة، بل كانت عملية استشهادية فردية تمت بدوافع شخصية ودينية. علاوة على ذلك، فإن وصية الجازي المكتوبة بخط اليد وتصريحات والده الفخرية تؤكد ذلك أيضًا. لكن هذا العمل الفردي يعتبر تطورا جديدا على الساحة الفلسطينية قد يؤدي إلى إنجازات مهمة للمقاومة وعواقب وخيمة على الكيان الصهيوني.
تطور المقاومة شرق الضفة الغربية والأردن
الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر 2023 في قطاع غزة مستمرة في تلك المنطقة. الضفة الغربية، وعلى الرغم من الدعم الجدير الذي قدمته للمقاومة وشعب غزة، إلا أن هذا الدعم لم يقدم إلا في المدن الفلسطينية الوسطى والغربية في الضفة الغربية. وفي الأردن، تركزت الاحتجاجات الشعبية والدعم بشكل رئيسي في العاصمة الأردنية عمان. في هذه الأثناء، ظلت المنطقة الجغرافية الواقعة بين شرق الضفة الغربية والجانب الآخر من حدود الأردن ومدن هذا البلد بعيدة عن ساحة دعم أهل غزة وإجراءات المقاومة. ملحمة “الجازي” جعلت المنطقة المذكورة، التي كانت خالية على ما يبدو من أي علامات مقاومة، تضاف إلى ساحة المقاومة. وبالفعل امتدت المقاومة إلى شرق الضفة الغربية وكل الأردن.
فتح جبهة جديدة ضد النظام الصهيوني
منذ عام 2015، حدد الصهاينة لأنفسهم سبع جبهات في استراتيجيتهم العسكرية، وهي: قطاع غزة، الضفة الغربية، الجولان السوري، جنوب لبنان، اليمن، العراق، وإيران. . في حين أن ما هو معلن في تعريف النظام الصهيوني للضفة الغربية كواجهة يقتصر على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي تتلخص بشكل رئيسي في مناطق قليلة من القدس ونابلس والخليل وجنين وطوباس. وكانت هذه المناطق مهد المقاومة في الضفة الغربية ولا يزال النظام الصهيوني متورطا في هذه المناطق، وهي الحدود بين فلسطين والأردن ودولة الأردن نفسها. لأنه، باستثناء عدد قليل من الحالات الاستثنائية والمنخفضة التأثير، لم يتم اتخاذ أي إجراءات مقاومة كبيرة في هذه المناطق. عملية “الجازي” – التي كانت من أخطر عمليات المقاومة في السنوات الماضية – فاجأت الصهاينة فجأة. ويمكن ملاحظة هذه المفاجأة والقلق في أدائهم بعد العملية. عندما يغلقون جميع المعابر الحدودية البرية مع الأردن ويعيدون جميع الشاحنات الأردنية بعد التفتيش. وهذا هو الحادث الذي لم يتوقعه الصهاينة، ويبدو أن هذه المنطقة على وشك أن تصبح جبهة جديدة ضد الصهاينة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإذا أضفنا إلى هذه العملية العملية التي نفذها في الأول من أيلول/سبتمبر في الخليل فلسطيني يعيش في الأردن، يتبادر إلى الأذهان معنى جديد وهو أن الجبهة الأردنية تنشط ضد النظام الصهيوني.
الخطر الذي لا يذكره الصهاينة
تشير البيانات المذكورة أعلاه إلى أن المقاومة الشعبية ضد المحتلين من غزة والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية تغزو الأردن بأكمله. ولطالما كان الصهاينة خائفين من هذه القضية، أي بداية حركة مقاومة شعبية ضد النظام الصهيوني في الأردن. لقد كانوا دائما حساسين لأمن حدود الأردن. لأن ثلثي سكان الأردن هم من اللاجئين الفلسطينيين. وحتى أثناء تنفيذ الخطط الأمنية الأمريكية في الضفة الغربية بعد الانتفاضة الثانية -التي نفذها الجنرال الأمريكي دايتون- رفضوا تسليم إدارة هذه الحدود للأمريكيين. وهذا يعني أنهم كانوا يدركون الخطر الذي يهددهم اليوم في الأردن وحدود الأردن مع فلسطين، حيث يتم فتح جبهة جديدة ضد النظام الصهيوني الذي يتمتع بقدرة عالية على مواجهة النظام الصهيوني. جبهة حيث يمكن لبضعة ملايين من الفلسطينيين وبضعة ملايين من الأردنيين أن يكونوا نار الميدان. إن فتح هذه الجبهة يؤدي إلى حجب الترتيبات الأمنية الإسرائيلية ويضر بشكل خطير بأمن النظام الصهيوني.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |