Get News Fast

الصدمة الاستخباراتية الإسرائيلية/الحاجز القوي الذي بناه حزب الله في الأربعين

بعد عمليات حزب الله في يوم الأربعين، واجه النظام الصهيوني مشاكل معقدة في أساليبه العملياتية ضد المقاومة اللبنانية، وتوصل إلى استنتاج مفاده أن جهاز المخابرات الإسرائيلي، خلافا لتصوراته، لم يفقد عنصر المفاجأة فحسب، بل فوجئ أيضا.
أخبار دولية –

بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، منذ بداية حرب غزة حتى الآن وانضمام حزب الله هذه معركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني والمقاومة، وقد اعتمد الجيش الصهيوني والمخابرات العسكرية وجهاز التجسس التابع لهذا النظام أربعة أساليب لمهاجمة حزب الله. 4 أساليب للصهاينة في الحرب مع حزب الله

– الأسلوب الأول لجيش نظام الاحتلال في هذا المجال يتعلق باغتيال القادة الميدانيين للمقاومة اللبنانية الذين أشرفوا بشكل مباشر على التخطيط والإشراف على عمليات حزب الله ضد نظام الاحتلال. ومن أبرزهم الشهيد “فؤاد شكر” الذي استشهد في جريمة الكيان الصهيوني الإرهابية في ضواحي بيروت.

– الطريقة الثانية هي اغتيال المقاومين اللبنانيين الذين تنفيذ عمليات صاروخية وطائرات مسيرة من الخطوط الأمامية للحدود ضد العدو الصهيوني، وقد استشهد أو جرح حتى الآن 600 من هؤلاء المقاتلين.

– الطريقة الثالثة تتعلق بالجهود المحدودة لقوات الاحتلال. نظام جيش الاحتلال يتسلل إلى لبنان براً.

– لكن في الطريقة الرابعة يخرج الجيش الإسرائيلي عن نطاق العمليات العسكرية المتبادلة مع حزب الله في مناطق جغرافية محددة كل 10 أيام تقريباً للهجوم ومستودعات الطائرات بدون طيار والأسلحة الاستراتيجية للمقاومة اللبنانية؛ لكنها لم تحقق أي نجاح في هذا المجال.

في الطريقتين الأولى والثانية، يستخدم جيش نظام الاحتلال كافة وسائل الاستخبارات والتجسس المتوفرة لديه ولدى الولايات المتحدة، كما فضلاً عن المعلومات التي جمعتها منذ الحرب السورية، فقد استخدمت المعلومات من الكاميرات والهواتف المحمولة الحديثة وأجهزة الاتصال المتطورة وطائرات المراقبة والتجسس والأقمار الصناعية، فضلاً عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للتعرف على تواجد قادة ومقاتلي حزب الله. ووسعوا نشاطهم التجسسي بشكل كبير في لبنان بعد معركة الأقصى، وخاصة باستخدام الهواتف المحمولة، التي حذر منها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مراراً وتكراراً، سعياً لجذب الجواسيس وجمع المعلومات من حزب الله وأعضائه.

كيف حصل حزب الله على عنصر المفاجأة الاستخباراتية من الصهاينة؟ نظام الاحتلال مألوف، وخلال هذه المعركة المستمرة منذ عام تقريبا، اتضح أن الصهاينة لم يعد بإمكانهم ذلك؟ استخدام عنصر المفاجأة المعلوماتية كما كان الحال في العقود الماضية. لكن النقطة الأهم هي أنه في حين كان النظام الصهيوني يعتقد أن قواعده الاستخباراتية والتجسسية يمكن أن تستمر في العمل سرا ودون معرفة موقعها، فقد تم استهداف عدد لا يحصى من القواعد العسكرية والتجسسية التابعة لنظام الاحتلال خلال أكثر من 11 الشهر الماضي، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. ولحقت هجمات حزب الله وأضرار وخسائر كبيرة بالمحتلين في قاعدة جيلوت القريبة من تل أبيب والتي تُعرف بأنها أكبر مقر للتجسس في العالم. وتشير المعلومات إلى أنه بحسب المعطيات التي تم الكشف عنها حتى الآن، قُتل 22 عنصراً من هذه الوحدة في هجوم حزب الله وأصيب 74 شخصاً. وفي بداية دخول حزب الله معركة طوفان الأقصى، أصيب عدد منهم تحركات محدودة لاختراق حدود لبنان برا، لكنها لم تنجح حتى في اختراق المناطق غير الخاضعة لسيطرة حزب الله. وتنتشر قوات حزب الله بشكل واسع في كافة المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة، ورغم كثافة النيران والاشتباكات المستمرة، فإنها تحبط محاولات العدو لاختراق الأرض الواحدة تلو الأخرى، ومنذ ما يقرب من عام تطلق أكثر من 100 قذيفة وتستهدف الصواريخ كل يوم المقرات العسكرية لجيش العدو ولم تتوقف هذه العمليات.

كما أن طائرة “الهدهد” التابعة لحزب الله لا تزال مرئية في سماء فلسطين المحتلة، نظام الاحتلال، بينما لا يزال لا يوجد لديه حل لمواجهته، لم يجد هذه الطائرة بدون طيار وغيرها من طائرات حزب الله، بعد أن نشر حزب الله مقاطع فيديو تتعلق بمواقفها الحساسة، وهي مهمة جدًا للإسرائيليين؛ لأن المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية التابعة لنظام الاحتلال ترى أن تدمير مخزون حزب الله من الأسلحة الاستراتيجية هو شرط أساسي لتوسيع نطاق الحرب من قبل إسرائيل وتحقيق أهدافها في لبنان، وكما قلنا فإن الصهاينة يستخدمون الأحدث تقنيات الاستخبارات والتجسس لهذا النظام والولايات المتحدة، وكذلك الدول الغربية، للتعرف على مواقع حزب الله، لكن رغم ذلك لا توجد معلومات عن مستودعات الأسلحة التي لم تتحقق المقاومة في لبنان، وحزب الله يفاجئ العدو من حين لآخر إلى الوقت من خلال الكشف عن أسلحتها الجديدة. كما أكد كبار مسؤولي حزب الله في مناسبات مختلفة أن المقاومة اللبنانية لم تظهر بعد قوتها العسكرية الأساسية ولم تلحق أي أضرار بمستودعات أسلحتها منذ اغتيال فؤاد شكر، وقد حققت نجاحاً كبيراً في المنطقة على المستوى الاستخباراتي ضد حزب الله، ويمكنه تحقيق أهدافه الأكبر في هذا المجال. بعد 25 آب/أغسطس، تغيرت أشياء كثيرة لها تأثير مباشر على الأساليب الرباعية التي تتبعها إسرائيل في الحرب مع حزب الله.

في فجر يوم 25 أغسطس/آب، أي ما يعادل شهريور 4، أعلن سلاح الجو الإسرائيلي أنه نفذ إحدى أكبر ضرباته الاستباقية ضد مناطق واسعة في لبنان، وتمكن من تحييد عمليات حزب الله. لكن بعد وقت قصير من بيان الجيش الإسرائيلي، حتى وسائل الإعلام التابعة لهذا النظام لم تستطع إخفاء أن إسرائيل ارتكبت خطأ في بنك الأهداف ووقعت أجهزتها الاستخباراتية مرة أخرى في فخ بنك الأهداف الكاذبة. بحيث أن جيش الاحتلال كان قد استهدف الأودية الفارغة بهذا الهجوم الاستباقي.

كما وصف الجيش الصهيوني هذه العملية بالهجوم الاستباقي الذي نفذ قبل دقائق قليلة فقط من عملية حزب الله وبعد مرور أكثر من نصف ساعة على هجوم العدو، بدأ حزب الله أكبر عملياته بمزيج من الصواريخ والطائرات المسيرة ضد نظام الاحتلال، واستهدفت قاعدة جيلوت القريبة من تل أبيب، وتم تجهيزها بجهاز توقيت، وتم إطلاق أكثر من 300 صاروخ كاتيوشا أمامها. الطائرات بدون طيار لتضليل الجيش الإسرائيلي. في هذه الأثناء، لم يتمكن الجيش الصهيوني، الذي ركز معظم جهوده في هذه المعركة على تحديد منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله، من اعتراض طائرات حزب الله المسيرة، ولم يستهدف حتى أحد المقاومين اللبنانيين المسؤولين عن إطلاق الصواريخ.

إن نجاح حزب الله في هذه العملية، فيما كانت كافة الأجهزة الدفاعية والاستخباراتية التابعة لنظام الاحتلال في حالة استنفار، يعود إلى أن المقاومة اللبنانية تمكنت من استخدام قدراتها. تهيئة الظروف واعتماد التكتيكات الفنية والأمنية والعسكرية اللازمة للتعامل مع المنشآت التكنولوجية الجديدة للكيان الصهيوني، التي تحظى بدعم كامل من الولايات المتحدة؛ لدرجة أن الرادارات الأمريكية والإسرائيلية المتقدمة لا تلاحظ حتى دخول طائرات حزب الله المسيرة إلى سماء فلسطين المحتلة في كثير من الأحيان، في هذه العملية التي أطلق عليها اسم “عملية روز الأربعين”، وهي الجيل الأول من طائرات حزب الله المسيرة والتي تندرج ضمن فئة الطائرات بدون طيار التقليدية والقديمة، تجاوزت كافة وسائل الردع الإسرائيلية وتوغلت في عمق الأراضي المحتلة، وتحديدا تل أبيب، لاستهداف الأهداف بدقة وكان هذا الفشل الاستخباراتي الثالث لإسرائيل في يوم واحد.

بعد عملية حزب الله هذه، حاول الجيش الصهيوني إظهار قوته من خلال قصف التلال في المناطق الحدودية اللبنانية بالقنابل الأمريكية المدمرة وتراجع حزب الله، لكنه فوجئ باستمرار الهجمات الصاروخية الثقيلة لحزب الله.

وهذا ما يقودنا إلى القول بأن التوجه الإسرائيلي الرباعي تجاه حزب الله بعد عملية الأربعين يشكل معضلة حقيقية. لأن الإسرائيليين أدركوا أن كل المعلومات التي حصلوا عليها عن حزب الله خلال العقدين الأخيرين بمساعدة الولايات المتحدة وحتى اليونيفيل (ما يسمى بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المتمركزة في لبنان) لم تكن كافية.

ومن جهة أخرى فإن التطورات التي أحدثها حزب الله في الأسابيع القليلة الماضية جعلت الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة للإسرائيليين، وهو ما يمكن تقييمه على مستويين:

– حزب الله وعمليات الأربعين هي معادلة ردع ضد العمليات الإرهابية التي يقوم بها النظام الصهيوني واتخذت قيادة المقاومة اللبنانية إجراءات أمنية غير مسبوقة.

– في ظل استمرار عمليات حزب الله ضد العدو الصهيوني بشكل أكثر كثافة. وفعالة عما كانت عليه في الماضي، إلا أن عدد شهداء المقاومة اللبنانية في الأسابيع القليلة الماضية انخفض بشكل كبير، مما يدل على حدوث تغييرات جوهرية في أساليب عملهم.

ما سبق يشير إلى أن الأساليب الأربعة التي يتبعها الجيش الإسرائيلي وجهاز مخابرات هذا النظام في التعامل مع حزب الله، والتي تم اعتمادها منذ 7 أكتوبر، منذ 25 أغسطس، يوم عملية الأربعين، واجه حزب الله أسواراً قوية وتكتيكات عسكرية ذكية مقاومة لم يتوقعها الإسرائيليون ولا يعرفون على الإطلاق ما هي الأساليب التي يستخدمها حزب الله في هذا المجال.

لماذا تخشى أمريكا وإسرائيل من توسيع الحرب مع حزب الله؟

ويرى المراقبون أن هذا أحد الأسباب التي تجعل شبح الحرب يبتعد عن لبنان ويفكر الصهاينة في التوسع ولا تكون حربا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأميركيين، الذين رحبوا سابقاً بعمليات جيش النظام الصهيوني ضد لبنان، ناضلوا بشدة في الأسابيع القليلة الماضية وأصدروا رسائل تحذيرية غير مسبوقة إلى السلطات الإسرائيلية، قائلين إن أي مغامرة ضد حزب الله ستكلف إسرائيل ثمناً باهظاً. لقد كان هناك ثمن باهظ، وينبغي منع حدوث حرب واسعة النطاق في لبنان.

كل هذه التطورات مرتبطة بقوة المقاومة على مستويين:

– أولاً، بعد الحرب. عملية الأربعين، حزب الله فهمت مخابرات النظام الصهيوني أن تقييماته وبنك أهدافه، على عكس ما يتصور، كانت غير دقيقة وغير مثمرة، وكانت المقاومة اللبنانية، رغم العمليات الصاروخية والطائرات المسيرة المكثفة التي نفذتها ضد العدو الصهيوني قادرة على تدمير الترسانة والحفاظ على أسلحتها المتقدمة. وخاصة الصواريخ الباليستية الدقيقة والثقيلة التي لم تستخدم بعد والمحفوظة في منشآت استراتيجية قوية.

ومن الواضح تماما أن هذه الصواريخ لها آثار تدميرية أكثر بكثير من صواريخ وطائرات الجيل القديم، وأجهزة الدفاع والاستخبارات العدو الصهيوني غير قادر على التعامل معها.

كما تشكل هذه الأسلحة المتطورة تهديداً خطيراً للمواقع الحساسة لنظام الاحتلال، بما في ذلك المطارات العسكرية والمدنية والموانئ والسكك الحديدية والغاز ومنصات وبنية تحتية ومفاعل ديمونة النووي وخزانات البتروكيماويات، فإن النظام الصهيوني هو الذي سيدخل الميدان إذا اتسع نطاق الصراع.

ومن ناحية أخرى، يعرف الصهاينة أن القوات البشرية لحزب الله هي التي ستدخل الميدان. ولا يشارك في المعركة الحالية سوى ثلاث مجموعات مقاتلة من المقاومة اللبنانية ويشكل عدد قليل من هذه القوى كما أنه على عكس الجنود الصهاينة الذين ما زالوا يفكرون في الهروب من الجيش وليس لديهم دافع للقتال، فإن القوات الشعبية في جبهة المقاومة تجد دافعاً أكبر للانضمام إلى القتال ضد المحتلين المجرمين، وهذا ما يزيد الوضع تعقيداً. من الصهاينة. خاصة بالنظر إلى استقرار المقاومة في قطاع غزة، والتوسع القوي للمقاومة في الضفة الغربية، واستمرار التهديدات الإيرانية ضد نظام الاحتلال بشن هجوم انتقامي ضد هذا النظام، والضغوط الداخلية والخارجية على مجلس الوزراء. النظام الصهيوني.

التعرف على قاعدة بيانات الموساد التي استهدفها حزب الله

أطلق حزب الله النار على قلب مركز أبحاث التجسس الأكثر سرية في إسرائيل

عملية الأربعين؛ كيف أبقى نصر الله إسرائيل في حالة من الإرهاب؟

نهاية الرسالة/

 

© وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء
  • من خلال الانضمام إلى الشبكات الاجتماعية التالية، يمكنك الوصول بسرعة إلى أحدث الأخبار في الفئات المتعلقة بهذه الأخبار وأخبار العالم الأخرى .
  • الأخبار باللغة العربية :
  • من الممكن تلقي الأخبار بذكاء على القنوات الشخصية أو العامة وعرضها على جهات الاتصال على الشبكات الاجتماعية، Bale  Telegram – Instagram – Facebook – X (Twitter) . يرجى الاتصال لاستلام الروبوت.
  • يدعم :         |       
زر الذهاب إلى الأعلى