“تل أبيب vs ضاحية بيروت”/ هل حان وقت تحرير الجليل؟
وفقًا لتقرير المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، وأشار “عبد الباري عطوان”، المحلل الفلسطيني المعروف ورئيس تحرير صحيفة الرياليوم الإقليمية، في مذكرته الجديدة لافتتاحية هذه الصحيفة، إلى التطورات المتعلقة بحدود لبنان وفلسطين المحتلة والهجمات الإرهابية الأخيرة. نظام الاحتلال على لبنان وكتب: الهجوم الإرهابي الإجرامي الذي شنه النظام الصهيوني على منطقة سكنية إقليمية في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة، أدى إلى استشهاد العشرات بينهم “إبراهيم عقيل” كبير ضباط الاحتلال القائد العسكري لحزب الله، كان في الواقع شرارة بداية حرب متعددة الجبهات في المنطقة ضد العدو الصهيوني، وهو ما يصل بوحدة ساحات المقاومة إلى ذروتها
وأشار عبد الباري عطوان إلى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الخميس، حيث أكد السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير أن “الهجوم الإلكتروني الإرهابي الإسرائيلي كان بمثابة ضربة كبيرة في تفجير أجهزة الاستدعاء”، لقد تحدث بشجاعة كعادته وهذا يدل على الرد الكبير الذي سيقدمه حزب الله على جريمة العدو هذه. ولا شك أن الهجوم الذي نفذه نظام الاحتلال يوم الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت وأدى إلى مقتل أحد أبرز قادة وحدة رضوان حزب الله الخاصة، كان عملاً أخطر بكثير ويجب أن ننتظر رداً أكبر.
تل أبيب ضد الضاحية بيروت
وتابع محلل اللغة العربية هذا: نقطتان يجب أن تكونا وتجدر الإشارة هنا إلى أن رد المقاومة على جرائم نظام الاحتلال يمكن أن يكون متقارباً جداً:
– النقطة الأولى تتعلق بالكلام السابق لـ السيد حسن نصرالله الذي طرح فيه معادلة “تل أبيب ضد ضواحي بيروت”؛ بمعنى أن أي تجاوز على ضواحي بيروت سيكون مصحوباً بصاروخ تل أبيب باران.
-لكن النقطة الثانية هي أن قيادة المقاومة قد وصلت إلى هذا الاستنتاج في لبنان، يكفي استمرار سياسات التخطيط وضبط النفس والصبر الاستراتيجي، وحان الوقت للتحرك نحو الرد الرادع الكبير ضد عدو الاحتلال الصهيوني والانتقام الفوري. وهذا الانتقام سيتحقق باستهداف عمق الأراضي المحتلة وتنفيذ الخيار التالي وهو تحرير الجليل والجولان المحتل كخطوة أولى نحو التحرير، وقد حان الوقت.
مع سقوط الصاروخ الأول في تل أبيب، ستتبدد أحلام نتنياهو
هذا المقال ويتابع: إن تحرك أميركا لإحضار حاملات طائراتها وسفنها الحربية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط يمكن أن يتماشى مع التنبؤ بتوسيع دائرة الحرب وبدء الهجوم المرتقب للمقاومة الإسلامية في لبنان. وقد ذكرنا هذه المسألة عدة مرات ولا يضر أن نكررها: أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني الفاشل على كل الجبهات يسعى إلى توسيع الحرب ويريد جر أمريكا إلى هذه الحرب. بأي تكلفة؛ خاصة وأن إيران هي العقل المدبر والقائد لمحور المقاومة الإقليمي.
وأوضح عبد الباري عطفان: جريمة الإرهاب السيبراني وغيرها من العمليات الإرهابية في إطار تصرفات نتنياهو الاستفزازية لتنفيذها هذه هي استراتيجيته السريعة قبل الانتخابات الأميركية. وربما تمكن نتنياهو، من خلال هجماته السيبرانية والاغتيالات الأخيرة في قلب ضواحي بيروت، من تحقيق إنجاز تكتيكي وقتل العديد من قادة حزب الله. لكن هذا النجاح الذي حققه نتنياهو والكيان الصهيوني سيتم تدميره قريباً عندما يضرب أول صاروخ دقيق لحزب الله أو غيره من أذرع محور المقاومة تل أبيب أو حيفا: وفقاً للتقديرات، فإن حربنا القادمة والمتوقعة تتكون من جزأين: الأول جزء منه هو هجوم بري على الجليل وربما الجولان المحتل. أما في الجزء الثاني، الذي من المتوقع أن يكون حربا في البحر، فسيستهدف حزب الله حقل الغاز التابع له في البحر الأبيض المتوسط، والذي يحتله الصهاينة. ويعتبر استهداف منصات الغاز التابعة لنظام الاحتلال، خاصة عشية موسم البرد حيث تكون الدول الأوروبية بأمس الحاجة إلى الغاز من البحر الأبيض المتوسط، بمثابة ضربة كبيرة لإسرائيل وداعميها؛ وعلى وجه الخصوص، تم أيضًا إيقاف إمداد الغاز الروسي إلى أوروبا.
وأكد عطوان: لدى حزب الله مئات الآلاف من الطائرات بدون طيار والصواريخ الدقيقة، وربما صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت بالإضافة إلى ذلك، فهي تمتلك صواريخ متطورة مضادة للطائرات والسفن. وبشكل عام فإن الخلاصة التي يمكن أن نصل إليها هي أن الأدلة تشير إلى تصعيد لا مفر منه للصراعات، واليوم وبعد هجومين إرهابيين من قبل العدو الصهيوني، أصبحت الجبهة اللبنانية هي الجبهة الرئيسية ضد نظام الاحتلال.
يذكر في نهاية هذه المذكرة أن نتنياهو وعد بعودة المستوطنين الصهاينة النازحين إلى المستوطنات الشمالية لفلسطين المحتلة، لكنه لا يستطيع الوفاء بهذا الوعد أبدًا؛ كما أخفق في وعوده بتدمير حركة حماس وغيرها من فصائل المقاومة في قطاع غزة، رغم شنه حرباً مدمرة كبرى منذ نحو عام. الأيام القادمة ستكون مليئة بالهزيمة للصهاينة ولنتنياهو شخصياً، وانتصار لمحور المقاومة، والتطورات المستقبلية ستظهر ذلك.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |