النتيجة المعاكسة لاستراتيجية “انتصار بلا حرب” التي تنتهجها إسرائيل ضد حزب الله
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، خلال أيام سبتمبر 17 و18 سنة 2024، وحدات مخابرات الكيان الصهيوني؛ وعلى وجه الخصوص، قامت الوحدة 8200، في عملية غير مسبوقة، بتفجير الأباريق وأجهزة الاتصال اللاسلكية وأجهزة الدخول والخروج. وخلال هذه السلسلة من العمليات الإرهابية، استشهد أكثر من 30 شخصاً وجُرح ما يقرب من 4000 شخص، ويبدو أن الخدمة الخارجية للنظام نجحت في اختراق دورة إنتاج ونقل أجهزة الاتصال، وخاصة أجهزة الاستدعاء، ومن خلال وضع جهاز الاستدعاء. شريحة أو بطارية مع حقن بعض المتفجرات، فهي توفر الأساس للحوادث الإرهابية في لبنان.
كما زعمت بعض المصادر أن هذه الأجهزة مصابة في نقطة المنشأ. وبعد هذا الهجوم، نشر يوآف غالانت، وزير الحرب الإسرائيلي، تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” أعلن فيها بدء مرحلة جديدة من الحرب على الجبهة الشمالية. وهذا الموقف كرره أيضاً رئيس الوزراء ورئيس الأركان العامة لجيش النظام. وبعد 24 ساعة، وبعد تحديد مكان اجتماع قادة المقاومة، استهدفت آلة الإرهاب التابعة للنظام مبنى من سبعة طوابق في بيروت، ما استشهد على إثره إبراهيم عقيل ومجموعة من قادة كتيبة “رضوان”.
مساء الخميس 19 أيلول/سبتمبر، ألقى السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، كلمة بعد هجمات النظام الغاشمة. بدأوا حديثهم وكانت الآية 39 من سورة الحج مكتوبة بجانبهم الآية 39 من سورة الحج المتعلقة بجواز الجهاد للمستضعفين.
الأهم ويمكن اعتبار جزء من خطاب سيد المقاومة تأكيده على تجاوز العدو لكل “الخطوط الحمراء”. ومن المواضيع المهمة الأخرى التي تناولتها كلمة الأمين العام لحزب الله مصير اللاجئين الصهاينة وموعد عودتهم إلى ديارهم. وشدد السيد حسن نصرالله على أن النظام الصهيوني يستطيع أن يفعل ما يريد، لكن حزب الله لن يسمح لسكان شمال فلسطين المحتلة بالعودة إلى منازلهم (قبل انتهاء حرب غزة).
يزعم مارك بوليمربولوس في مذكرة لمركز أبحاث المجلس الأطلسي أن العمل التخريبي الذي قامت به إسرائيل لم يكن يهدف إلى بدء حرب برية واسعة النطاق في لبنان، بل كان يهدف إلى إرسال إشارة تحذير إلى لبنان. حزب الله. وجهة النظر المعاكسة لهذا التحليل هي وجهة نظر برونون مادوكس في مركز أبحاث “تشاتام هاوس”. ويرى مادوكس أنه بعد زيارة الحدود المشتركة بين لبنان وفلسطين المحتلة، يمكنه القول إن الإجراء الأخير الذي قام به النظام لا يساعد على تحسين الوضع في المنطقة. ومع ذلك، يعتقد المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أنه بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على حزب الله، فإن هذه المجموعة اللبنانية في وضع معقد ولا يمكنها التفكير في رد محدود ومستهدف على هجوم انتقامي كما كان من قبل.
بغض النظر عن وجهة النظر الغربية المنحازة، فإن هجمات حزب الله يومي السبت والأحد على عمق يصل إلى 50 كيلومترا في الأراضي المحتلة، وخاصة حيفا، تظهر تصميم المقاومة على تغيير موازين القوى في المنطقة. الجبهة الشمالية والنتيجة المعاكسة لاستراتيجية إسرائيل في إعادة الصهاينة إلى مناطق الشمال.
خلافاً لرؤية المحللين المذكورين، هناك مجموعة أخرى ويرى الخبراء أنه بسبب وجود متغيرات مثل “انتهاك الردع الإسرائيلي على جبهة الشمال” و”مصالح نتنياهو الشخصية وحكومة اليمين” وأخيراً “ارتهان بقاء الحكومة على استمرار الأزمة في إسرائيل”. فلسطين المحتلة” يقضي بأنه مع انتهاء المهمة العسكرية للجيش في غزة، سيتم نقل تركيز الحرب من الجبهة الجنوبية إلى الحدود الشمالية.
يظهر نقل وحدات الجيش الإسرائيلي إلى الحدود الشمالية وإجراء التدريبات الدفاعية الهجومية بشكل منتظم أن إسرائيل تخطط لبدء معركة محدودة أو واسعة النطاق على الحدود المشتركة مع لبنان. وفي هذه العملية، هناك احتمال لاغتيالات تستهدف مسؤولين سياسيين وعسكريين رفيعي المستوى في المقاومة اللبنانية أكثر من أي وقت مضى، ولا بد من النظر في القرارات اللازمة للتعامل مع مؤامرات العدو الإسرائيلي المحتملة.
تظهر تطورات الأيام الأخيرة أن معادلة الحرب أصبحت بين حزب الله والكيان الصهيوني أكثر تعقيدا. وبينما يعتزم الصهاينة استخدام أداة “الإرهاب” لتغيير إرادة قادة المقاومة وإجبار حزب الله على الانسحاب من “الحدود الزرقاء”، أظهرت تطورات الأيام الأخيرة أن المقاومة اللبنانية أكثر صموداً بكثير من “الحدود الزرقاء”. العدو الصهيوني واستسلم ولن يتم تلبية مطالبه القاسية.
موجات هجمات حزب الله الستة في شمال الأراضي المحتلة وقطاع غزة وإطلاق أكثر من 100 صاروخ يظهر تحذير المقاومة لقادة الصهاينة من بدء أي مغامرة جديدة في جنوب لبنان وإصرار المقاومة على تكثيف الضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة.
المؤلف: محمد بيات، خبير في قضايا الشرق الأوسط
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |