خطأ إسرائيل الكبير ومعادلة نصرالله في حرب بلا حدود
وفقاً لتقرير المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، المعركة في جبهة دعم المقاومة وأهل غزة دخلوا مرحلتها، وأصبحت استراتيجية جديدة، وعلى حد تعبير الشيخ “نعيم قاسم”، نائب الأمين العام لحزب الله، فإن عنوان هذه المرحلة هو الدخول في حساب مفتوح وغير محدود منذ الماضي بعد أسبوع، ارتكب النظام بشتى الطرق في لبنان واستشهد وجرح آلاف المدنيين، ولم يعد هناك أدنى شك في أن الحكومة الصهيونية الإرهابية والفاشية فقدت زمام الأمور وتسعى إلى إشعال النار في المنطقة برمتها وإشعال حرب إنها منطقة كبيرة وتحاول إدخال حلفائها الآخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة، في هذه الحرب بأي ثمن. حرب ليس للصهاينة رؤية وحسابات لها، وهم أنفسهم لا يعرفون إلى أين يريدون الذهاب، وقد توصل المحتلون الصهاينة إلى أن الحرب في غزة أصبحت حرب استنزاف، ومهما طال الزمن، ستبقى إسرائيل. لن يحقق شيئا في ذلك. ومن ناحية أخرى، وفي ظل الضغوط الدولية الواسعة، لم يعد الصهاينة قادرين على الاستمرار في هذه الحرب العبثية، وعليه قرروا فتح جبهة جديدة وإشعال المنطقة برمتها من خلال جر لبنان إلى الحرب.
في مهاجمة لبنان يسعى النظام الصهيوني فعلياً إلى تحقيق هدفين:
– الهدف الأول هدف تكتيكي. وحكومة الكيان الصهيوني، رئيس وزراء هذا النظام، بنيامين نتنياهو، يريد الإبقاء على حالة الحرب في المنطقة عشية الانتخابات الأمريكية؛ وعول نتنياهو بشكل خاص على فوز “دونالد ترامب”، مرشح الحزب الجمهوري، في هذه الانتخابات. كما يريد نتنياهو التحرر من ضغوط اللاجئين من المستوطنات الشمالية لفلسطين المحتلة من خلال تكثيف العدوان على لبنان.
-لكن الهدف الثاني هدف استراتيجي والكيان الصهيوني يحاول لتدمير الجبهة الجنوبية اللبنانية، وهي جبهة الدعم الأهم لغزة، في محور المقاومة، وإغلاقها، وترى أنه بالضغط العسكري يمكن أن يجبر حزب الله على الانسحاب من دعم الشعب والمقاومة الفلسطينية.
ولذلك يرى نظام الاحتلال أنه لتحقيق هذه الأهداف عليه أن يفعل كل ما في وسعه لوقف عمليات حزب الله وإبعاده عن الحدود. لكن الخطاب والمواقف العملية التي تتبناها المقاومة اللبنانية تظهر أن حزب الله غير مستعد للتوقف عن دعم غزة بأي ثمن. لأنه أولاً، مسألة دعم حزب الله للمقاومة الفلسطينية هي قضية أيديولوجية وسياسية وهي تدخل في إطار معادلة “وحدة ميادين المقاومة” التي لا ترغب المقاومة اللبنانية في الخروج منها أبداً. هذه المعادلة.
إن حزب الله، كما أكد مسؤولوه مراراً وتكراراً، لن يتوقف عن الدفاع عن سيادة لبنان ووطنه وحمايته، ولن يترك الحدود للصهاينة لينفذوا أي عدوان يريدونه على هذا البلد. بكل سهولة.
3 سيناريوهات لمستقبل التوترات في المنطقة
لذلك يمكن القول أنه في هذا الوضع سيتم رسم ثلاثة سيناريوهات لمستقبل التوترات في المنطقة. الأيام والأسابيع القادمة:
– سيناريو البقاء أولاً في دائرة النار هو في إطار قواعد الاشتباك الجديدة وليس القواعد القديمة. وهذا يعني توسيع مجالات وساحات الحرب واستخدام أسلحة جديدة، وسيؤدي الأمر إلى حرب كبيرة.
– السيناريو الثاني هو إيجاد حل دبلوماسي لإنهاء الصراعات، ولكن الاحتمال هو أن إن نسبة هذا السيناريو منخفضة للغاية، والشواهد تشير إلى أن الحل الدبلوماسي لحل هذا الوضع غير مجدي، خاصة أن الولايات المتحدة، التي تدعي أنها وسيط في جبهتي غزة ولبنان، هي في حد ذاتها الداعم الرئيسي للعمليات الصهيونية. ولم تمارس ضغوطا حقيقية على سلطات هذا النظام ونتنياهو نفسه لم يتدخل لوقف الحرب.
لكن السيناريو الثالث هو انفجار حاد للوضع سترسم خلاله المنطقة. إلى حرب كبيرة ونشهد إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة بشكل متواصل من جبهات المقاومة بعمق فلسطين المحتلة.
تأتي هذه التطورات بعد عام من تمسك الجبهة الموالية لغزة بالقواعد وبعد انتهاء الصراع، خرق نظام الاحتلال هذه القواعد ولجأ إلى إجراءات مجنونة، وقدّم يداً لا يمكن للمقاومة أن تسكت عنها، كما أنه لن يلتزم بعد الآن بقواعد الصراع السابق، وهو كذلك مجبراً على تجاوز هذه القواعد رداً على عدوان العدو، وكما أكد السيد حسن نصر الله في خطاباته السابقة وحذر الصهاينة، فإن حزب الله هذه المرة سيدخل في حرب بلا سيطرة ستكون بلا حدود وسقف مع العدو الصهيوني.
إن النظام الصهيوني، الذي يصب جام غضبه بعد الفشل العسكري أمام المقاومة اللبنانية، على المدنيين والنساء والأطفال في هذا البلد في الجنوب، يتصور أنه يظهر أن استخدام الإستراتيجية التقليدية للوحشية والوحشية إن الترهيب هو أنسب وسيلة لرد المقاومة، ويؤدي إلى عودة لاجئي المستوطنات الشمالية من فلسطين المحتلة إلى هذه المستوطنات وستكون الجبهة الداخلية للصهاينة آمنة، كما أن الصهاينة بهذه الهجمات الوحشية يحاولون لبنان لاستعادة قوة الردع المفقودة. ولكن عندما لا يعرف نظام الاحتلال حدوداً في جرائمه، فلا مجال لأي ضبط النفس من جانب المقاومة.
وعلى هذا الأساس يمكن القول أن قواعد الصراع لدى حزب الله تنطلق من منطق حماية الشعب، وقد ذهبت المقاومة الفلسطينية إلى أبعد من ذلك ووصلت إلى مرحلة المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني؛ حيث عادت المقاومة اللبنانية لتأخذ زمام المبادرة وتفرض معادلاتها الجديدة على العدو.
ويرى محللون ومراقبون أن الحرب بدأت رسمياً على الجبهة اللبنانية وبالتالي فإن محور المقاومة قوي. إنه يواجه العدو أكثر بكثير من ذي قبل في هذه الحرب. وبحسب معادلات محور المقاومة فإن الرد الذي ينبغي تقديمه على جرائم النظام الصهيوني الأخيرة سيكون متناسباً مع حجم وحجم عدوان هذا النظام. وتجدر الإشارة إلى أن دور جبهات الدعم هذه المرة يجب أن يكون وينبغي للبنان ومحور المقاومة برمته أن يستنفر لدعم الشعب اللبناني والمقاومة.
وبحسب خبراء الشؤون الإقليمية، فإن الوقت قد حان للانتقال من حرب الاستنزاف إلى المواجهة المباشرة مع العدو المحتل، وكما غيّر الصهاينة مسارهم وتجاوزوا قواعد الصراع، فإن المقاومة أيضاً يجب أن تتجاوز قواعد الصراع. ونظرة إلى تطورات حرب غزة خلال العام الماضي تظهر أن حزب الله لعب الدور الأكبر في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، وتسبب في عدم تمكن نظام الاحتلال من التركيز على غزة وعدم تحقيق أهدافه.
وبناء على ذلك فمن الواضح أن حزب الله سيلعب دوره في حماية لبنان بشكل أكثر بروزا وفعالية من دور دعم غزة، ومن دون أدنى شك فإن كل الجماعات المحسوبة على محور المقاومة ستكون إلى جانب حزب الله في هذه الحرب.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |