لماذا تصمت إسرائيل أمام الخسائر الفادحة في الشمال؟

وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، فإن الرقابة العسكرية هي سياسة قديمة للنظام الصهيوني، والتي وخاصة أنه ينشط بشكل ملحوظ أثناء الحروب. وفي هذا السياق، فمنذ بداية حرب غزة، قبل عام تقريباً، استخدم الصهاينة هذه السياسة بطريقة قاسية، لكن مع ذلك عليهم أن يعترفوا ببعض الخسائر المادية والبشرية التي تكبدوها خلال هذه الحرب.

قوة حزب الله الاستخباراتية ضد الصهاينة

لكن الرقابة العسكرية للصهاينة في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة كانت أشد بكثير من جبهة غزة منذ البداية، وهذا النظام وأذرعه الإعلامية يرفضون نشر أخبار تتعلق بخسائرهم وأضرارهم في الجبهة الشمالية. ويعتقد المحللون والخبراء الصهاينة أنه على النقيض من الرقابة العسكرية الإسرائيلية، فإن التطورات على الجبهة الشمالية تظهر أن حزب الله أكثر قدرة في مجال الاستخبارات مما يبدو، وأنه لا يفتقر حتى إلى أي شيء من إسرائيل.

وفي هذا السياق قال “أنطوان شلحات” الخبير في شؤون النظام الصهيوني في حديث مع الجزيرة: منذ بداية تصاعد التوترات في الجبهة الشمالية للأراضي المحتلة، لقد حاول الإسرائيليون استخدام السيطرة العسكرية على مستويين؛ الأول، يتعلق بالمستوى الخارجي، وهو تكثيف حرب الإبادة على قطاع غزة ومحاولة نقلها إلى لبنان. أما المستوى الثاني فيتعلق بالجبهة الداخلية لنظام الاحتلال ويرتبط بتشديد الرقابة العسكرية والحرمان من حرية الإعلام.

وقال هذا المحلل الإقليمي: لقد تكثفت سياسة الرقابة العسكرية الإسرائيلية مع بداية العام الحرب في لبنان، ونرى أنه بعد العمليات التفصيلية والضربات القوية التي وجهها حزب الله للصهاينة على الجبهة الشمالية، فإن المصادر العبرية لا تنشر تقريراً عن خسائر إسرائيل وأضرارها في هذه الجبهة. وبناء على ذلك يمكن القول إن الرقابة العسكرية المشددة التي يمارسها الصهاينة في سياق سقوط ضحايا على الجبهة الشمالية للأراضي المحتلة، تعود إلى نجاح حزب الله في إنشاء حزام أمني في المناطق والأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. وأضاف: إن إنشاء المقاومة لحزام أمني في الأراضي التي يحتلها الصهاينة حدث لأول مرة منذ يوم النكبة عام 1948، وهو ما وجه ضربة كبيرة للعقيدة الأمنية للنظام الصهيوني. لأن العقيدة الأمنية لهذا النظام تقوم على وجوب خوض الحرب في أراضي العدو. لكن اليوم مقاومة لبنان جرّت الحرب إلى الأراضي المحتلة.

وصرح هذا المحلل لشؤون النظام الصهيوني: حجم الأضرار التي لحقت بالشعب اللبناني في الأرواح والأموال في لبنان. إن الهجمات العدوانية للعدو الصهيوني مهمة جدًا ويجب ألا نتجاهلها. لكن لا ينبغي لنا أن نتجاهل هذه الحقيقة غير المسبوقة في شمال الأراضي المحتلة، والتي ترتبط بتهجير مئات الآلاف من الصهاينة. المناطق الحدودية في شمال فلسطين المحتلة والمستوطنات التي فر منها الصهاينة مدمرة ومدمرة بشكل كامل، وأصيبت الحياة والاقتصاد فيها بالشلل التام.

وأكد أنطوان شلحات: ومن جهة أخرى ومع اتساع نطاق عمليات حزب الله، ستزداد أيضًا خسائر الصهاينة في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة. لكن الصهاينة ما زالوا يحاولون إخفاء خسائرهم. ومن خلال إخفاء خسائرها في الشمال، سعت إسرائيل إلى تعزيز معنويات المستوطنين، وتريد التظاهر بأنها حققت إنجازات عسكرية. ويدرك النظام أن ترسانة حزب الله وقوته العسكرية تعادل أضعاف أسلحة حماس وقوتها العسكرية . في المقابل، ثبت خلال ما يقرب من عام من الحرب، أن حزب الله يمتلك نظاماً استخباراتياً يساعده على تحديد واستهداف المراكز العسكرية الإسرائيلية بدقة.

“أمير مخول” آخر خبير النظام الصهيوني بدوره أشار إلى العوامل التي أدت إلى تفاقم سياسة الرقابة العسكرية التي ينتهجها هذا النظام في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة وأكد: أن هذا السلوك الصهاينة يأتي في إطار محاولة رفع الروح المعنوية للمستوطنين الصهاينة وتهدئة أوضاعهم. وأضاف الرأي العام.

وأضاف أن تشديد الرقابة العسكرية لنظام الاحتلال وإخفاء الواقع على الأرض وسقوط ضحايا هذا النظام في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة يثبت أن حزب الله كان ناجحاً في عملياته و وأن معظم المناطق التي استهدفتها هي مناطق عسكرية. لأنه لو استهدف حزب الله مراكز مدنية، فمن المؤكد أن الصهاينة سيطلقون مناورة إعلامية كبيرة ضد المقاومة اللبنانية https://www.tasnimnews.com” target=”_blank”>أخبار تتعلق بخسائر العدو وإعلام هذا النظام. النهج في الحرب الحالية يرتكز أيضاً على هذا.

نهاية الرسالة/