نتنياهو والرسالة إلى الشعب الإيراني: خيال بيبي في أرض الوهم
وفقًا لتقرير المجموعة الدولية وكالة أنباء تسنيم، مقتبس هناك مقولة منسوبة لألبرت أينشتاين مفادها أن الجنون هو أن يفعل الإنسان الشيء الخطأ مرارًا وتكرارًا ويتوقع نتيجة مختلفة.
وهذه المقولة لها أمثلة كثيرة لأن نتنياهو وحكومته الفاشية تحولوا إلى خلق أوهام جديدة رغم فشل أحلامهم في تحقيق “النصر الكامل” في غزة وإطلاق سراح الأسرى عبر الضغط العسكري.
الهروب من الواقع
نتنياهو في أيدي جيش النظام لقد تركت للصهاينة خلال العام الماضي إمكانية اللجوء إلى أي نوع من القتل والتدمير، لكنها لم تتمكن بعد من تحقيق هدفيها الحربيين المتمثلين في تدمير حماس بالكامل وتحرير الأسرى من غزة.
لكن يبدو أنه بدلا من مواجهة الحقائق التي ليست في صالحه كثيرا، لجأ نتنياهو من وهم إلى آخر، ولهذا السبب، على أمل الفوز في انتخابات انتصار يستطيع أن يتغلب على الذل الذي سببته عملية “عاصفة الأقصى”. وجبران يكرر الآن وعودا مماثلة للبنان.
ما يحاول النظام الصهيوني أن يفعله في لبنان. لبنان لا يختلف كثيراً عما حدث في قطاع غزة. الأفعال الوحشية هي نفسها والعناد الوهمي هو نفسه؛ إن الجرائم التي يرتكبها الصهاينة بحق المدنيين اللبنانيين هي استمرار لسياسة الإبادة الجماعية التي ينتهجونها في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر تحت مظلة الدعم الأميركي وبصمت المجتمع الدولي.
فشل في الإنجازات الإستراتيجية
إلا أن النظام الصهيوني، رغم توجيه عدة ضربات مهمة لحزب الله في الأيام الماضية، لم ولن ينجح في تحويل انتصاراته التكتيكية إلى مكاسب استراتيجية، كتب لبنان: “إن إسرائيل قادرة على القيام بأنشطة تجسسية مختلفة وباستخدام قوي القوة العسكرية، لكنها مرتبكة في ربط هذه الأنشطة بأهداف دبلوماسية وجيوسياسية طويلة المدى. وله رأي مماثل بشأن سياسات إسرائيل في لبنان وقال لصحيفة نيويورك تايمز: “ما نشهده هو النضج التكنولوجي لإسرائيل من ناحية، ولكن الفشل التام للقادة السياسيين في اتخاذ إجراءات فعالة من ناحية أخرى”. >
لا يزال باقي قادة النظام في حيرة من صدمة طوفان الأقصى
من وجهة نظر العديد من المحللين، فإن التفكير الوهمي لمجلس الوزراء الإسرائيلي في المجال الاستراتيجي هو نتيجة الصدمة التي أحدثها هجوم 7 أكتوبر. وكتب باتريك كينجسلي المحلل في صحيفة نيويورك تايمز: “كان هذا الهجوم (7 أكتوبر) أكثر الأيام دموية في تاريخ إسرائيل، وجعل القادة الإسرائيليين يبحثون عن انتصارات قصيرة المدى للتعويض عن هزائمهم في ذلك اليوم؛ والانتصارات التي تتحقق على حساب التخطيط طويل المدى لمستقبل إسرائيل”.
لكن ذروة أوهام نتنياهو يجب أن تظهر في خطابه الموجه إلى الإيرانيين. الناس أمس. وبينما لم يتمكن حتى الآن من إعادة ولو واحداً من سكان المستوطنات الشمالية الفلسطينية المحتلة إلى ديارهم بعد نحو عام من الحرب، فقد وعد بإسقاط إيران “في وقت أسرع بكثير مما يتخيله الناس”!
المفارقة في تصريحات نتنياهو حول ما أسماه “حرية الشعب الإيراني” هي أنه هو نفسه متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية على الساحة الدولية من قبل محكمة لاهاي وفي الساحة الداخلية تتم محاكمته بتهمة الفساد وفي غضون أيام قليلة يجب عليه أن يسعى للحصول على حريته – ليس في عالم الخيال بل في عالم الواقع.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |