صفعة إيران القوية لنتنياهو/ لماذا وعد صادق 2 مهم جداً؟
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، عملية “الوعد الصادق 2” لجمهورية إيران الإسلامية التي جرت الأسبوع الماضي الماضي جاءت رداً على شرور وجرائم نظام الاحتلال الإرهابية واستهدفت عمق فلسطين المحتلة في قلب تل أبيب، مما أحدث تغييراً استراتيجياً مهماً لصالح كامل محور المقاومة في المنطقة بعد استشهاد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله
أهداف وهمية للصهاينة لمهاجمة لبنان
الإستراتيجية الصهيونية. يعتمد النظام ضد محور المقاومة، وخاصة في الجبهة الشمالية ضد حزب الله اللبناني، على تحديد أهداف مؤقتة ذات سقوف سياسية محدودة، ترتبط بقدرة هذا النظام على تنفيذها، من خلال التقييم المستمر للبيئة المحيطة بالمناطق المحتلة. فلسطين في الداخل والخارج من جهة، والطبيعة الرجعية للمقاومة وفق سلوكيات نظام الاحتلال من جهة أخرى.
عندما قرر جيش الاحتلال نقل مركز الثقل انطلاقاً من عملياتها العسكرية من غزة إلى لبنان، بهدف إعادة المستوطنين الصهاينة النازحين إلى المناطق الشمالية، نفذت سلسلة من الهجمات الإرهابية الوحشية على الضاحية الجنوبية لبيروت، استشهد خلالها عدد كبير من المدنيين اللبنانيين.
وصاحبت هذه العمليات الإرهابية للجيش الصهيوني في لبنان خلال المرحلة الأخيرة استشهاد عدد من قادة وقيادات المقاومة اللبنانية، حتى بلغت جرائم الصهاينة ذروتها الأسبوع الماضي. وفي هجوم عنيف على ضواحي بيروت بقنابل متعددة الأطنان من صنع الولايات المتحدة، استشهد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، وكان سعيداً جداً بهذه الجريمة وظن أنه قادر على ذلك أظهر للعالم ذروة قوته المتعجرفة. وانطلاقاً من هذا الكبرياء والغطرسة، قال بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء نظام الاحتلال، في خطاب وقح إنه يبحث عن إعادة إعمار الشرق الأوسط برمته وفق الخطة الإسرائيلية لقد قدّم النظام الصهيوني خططه على أساس أنه قادر على تفكيك بنية حزب الله، وبالتالي يستطيع في المرحلة المقبلة تحويل المقاومة اللبنانية إلى طرف هامشي ومهمش في موازنة لبنان والجيش وينبغي رسم البنية السياسية في هذا البلد بالطريقة التي تريدها إسرائيل. كما أن الصهاينة، وعلى رأسهم نتنياهو، بعد الكبرياء الكاذب الذي سببه اغتيال الشهيد نصر الله، قد أخذوا أهدافهم إلى ما هو أبعد من لبنان. والحقيقة أن نتنياهو ظن أن بداية سيطرة إسرائيل على المنطقة قد وصلت ويمكن للبار أن يتخلص إلى الأبد من محور المقاومة ويواصل بهدوء طموحاته للسيطرة على المنطقة. وهذا هو السبب الذي يجعل المراقبين يعتبرون أهمية الهجوم الصاروخي الإيراني على النظام الصهيوني كبيرة جداً في الوضع الحالي. في هذه الأثناء هناك عدة نقاط تظهر أن عملية صادق 2 الإيرانية مهمة جداً من الناحية الإستراتيجية:
– أولاً، عملية صادق 2 هي لرد عدوان النظام الصهيوني وإيقاف قطار الغطرسة. ووحشية هذا النظام تم القيام بها وأثارت في المجتمع الصهيوني العديد من التساؤلات حول حقيقة قدرة إسرائيل على تنفيذ أهدافها المعلنة في الحرب الحالية وجعلت الجمهور الصهيوني يدرك أن ظروف الحرب ليست في الحقيقة ما هي عليه. وتزعم سلطات هذا النظام أن الهجوم الحاد الذي شنه رئيس بلدية تل أبيب على نتنياهو، بعد أقل من ساعة من الهجوم الصاروخي الإيراني على هذه المدينة المحتلة، هو مثال جيد على هذا الوضع الفوضوي الذي يعيشه الصهاينة؛ حيث قال رئيس بلدية تل أبيب: “إن نتنياهو المجنون سيقود كل الإسرائيليين إلى الجحيم ويجب أن تتوقف الحرب فوراً”.
– النقطة الثانية هي أن العملية الصاروخية الإيرانية ضد النظام الصهيوني والجولان إيرانية ونجحت الصواريخ في كافة أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة في تحييد أهداف الحرب النفسية للعدو الصهيوني بعد اغتيال قيادات وقادة المقاومة، وتأكدت مرة أخرى أن المقاومة لديها القوة الكافية للرد على العدو الصهيوني المؤيدون المتغطرسون لهذا النظام؛ وخاصة أن عملية وعد الصادق الثانية التي نفذتها إيران كانت قريبة جدًا من عملية استشهادية كبرى في تل أبيب، قُتل خلالها وجُرح العشرات من الصهاينة.
وبعد هذه العملية، قامت جمهورية إيران الإسلامية، وشهدنا تصاعد هجمات جبهات المقاومة الأخرى ضد العدو الصهيوني، ورأينا كيف أن مقاتلي حزب الله منذ صباح الأربعاء وحتى اليوم كيف حاصروا الجنود الصهاينة على حدود لبنان واقتادوهم إلى الجحيم واحداً تلو الآخر.
– النقطة الرابعة تتعلق بفشل خطة نتنياهو لإقحام الأميركيين في حرب مباشرة مع إيران. الهجوم الصاروخي الإيراني في عمق فلسطين المحتلة أثبت للجميع أن الصبر الاستراتيجي الإيراني تحول إلى غضب استراتيجي على كافة جبهات محور المقاومة، وخاصة إيران نفسها. هذه المعادلة التي رسمتها إيران قبلتها الحكومة الأمريكية وسرعان ما أرسلت هذه الدولة رسائل؛ بموضوع أن واشنطن لا تسعى إلى حرب إقليمية.
– لكن النقطة الخامسة هي أن عملية إيران صادق 2 ومن ثم تصعيد الهجمات ضد النظام الصهيوني من كافة جبهات المقاومة أثبتت مرة أخرى وأن احتلال فلسطين ليس مكانًا آمنًا للصهاينة في العالم أبدًا، وأصبحت الوعود الوهمية للسلطات ومؤسسي النظام الصهيوني المزيف بأن فلسطين هي أرض الميعاد لليهود وعليهم أن يقيموا حكمهم في هذه الأرض خداع واضح حتى السلطات الإجرامية نفسها، الإسرائيليين، لم تعد تصدق ذلك أيضًا.
في الواقع، أدرك الصهاينة أنه لا يوجد سلام لهم في منطقتنا، ويجب على كل يهودي يستوطن في فلسطين المحتلة أن أعلم أنه سيكون في خطر وتهديد مستمر لحياته ببطء وأقصى ما يمكن للجيش الإسرائيلي أن يفعله هو الاستمرار في ارتكاب الجرائم ضد شعوب المنطقة لحماية الوجود المزيف لهذا النظام وهذه الدورة بشكل مؤقت. ويرى هؤلاء أن الحرب لن تتوقف أبداً، وأن الهجوم الصاروخي الإيراني في عمق تل أبيب أحدث تغييراً استراتيجياً يتماشى مع مصالح محور المقاومة برمته في المنطقة وعزز أسس هذا المحور. بقدر ما أدخلت الفرحة على قلوب المضطهدين، وخاصة الشعب الفلسطيني، إلا أن عملية الصادق 2 خيبت وأرعبت العدو الصهيوني المجرم الغاصب وحلفائه.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |